مناهضو سياسات البنك الدولي يعتزمون مهاجمة مؤتمره القادم على الإنترنت

TT

واشنطن ـ يو. بي. آي: ينوي معارضون سياسيون للعولمة ولسياسات صندوق النقد والبنك الدولي ان يخترقوا موقعا تفكر المؤسستان الدوليتان استخدامه لاسباب أمنية ترتبت على سلسلة النتائج الدراماتيكية الناجمة من مهاجمة معارضي سياسات البنك الدولي وصندوق النقد في اجتماعاته الدورية. وذلك حسبما افاد به أمس لورنس ماكدونالد المتحدث الرسمي باسم البنك الدولي.

وأوضح المتحدث ان «البنك يتسلم يوميا مئات الرسائل الالكترونية «إي ميل» تكشف عن توجهات هؤلاء المعارضين لسياساتنا بنوايا اختراق الموقع، وهم بذلك يهاجموننا على الانترنت كما هم يفعلون ذلك على الارض».

ويعتزم البنك الدولي عقد اجتماعه الدوري لمتابعة التطورات الاقتصادية لاوروبا في مدينة برشلونة للفترة مابين 25 و 26 من الجاري حيث يتوقع ان يحضر الاجتماع 200 اكاديمي ومختص لدراسة اوضاع الفقر والاثراء على مستوى العالم. ولاجل ذلك استعد حوالي 10 آلاف شرطي للتصدي للمعارضين.

وبالنظر للمخاطر الامنية الناجمة من التصدي للمناوئين، فقد فكر البنك الدولي في عقد مناقشاته عبر الانترنت، الامر الذي يعطي فرصة اخرى لمحترفي الانترنت في الدخول الى الموقع وافساد تلك المناقشات. وبالرغم من التطمينات التي حاول فيها المتحدث الرسمي باسم البنك ان يطمئن المشتركين في المناقشات لكنه لم يستبعد ان يتمكن الاخرون من اختراق الموقع بالرغم من الاحتياطات لتحصينه والتي وصفها بانها ليست معقدة ويسهل النفاذ من خلالها للموقع لاي مستخدم كان يضع اسمه وعنوانه على البريد الالكتروني.

وهذا ما أكده جون فريز المتحدث باسم شركة «فيجي لينك» المتخصصة في أمن الانترنت والتي تراقب المتسللين لشبكات الانترنت بالقول «هناك فرصة كبيرة للمتسللين للدخول الى موقع البنك الدولي نظرا لسهولته». وذكر عددا من تلك المحاولات التي قام معارضون اطلقوا على انفسهم اسم «فيرتشيول مونكي رينتش» حينما هاجموا موقع الملتقى الاقتصادي العالمي الذي عقد في شهر فبراير (شباط) الماضي، اضافة الى مجموعة اخرى اطلقت على نفسها «اليكتروهيبي كوليكتف» والتي هاجمت منظمة التجارة العالمية خلال اجتماعاتها في مدينة كيوبيك في ابريك (نيسان) الماضي.

وأكدت كارولين آنستي من البنك الدولي «ان البنك الدولي يتوقع تماما تلك الهجمات من تلك الجماعات الموجودة على الانترنت ولكننا نعتبرها مهاجمة لحرية الرأي في ان نقول رأينا في طريقة معالجة مشاكل الفقر على المستوى العالمي» واضافت ان «الامر يبدو غير منطقي من تلك الجماعات التي تطالب بحلول لمشاكل الفقر وتمنعنا من مناقشة سبل حل تلك المشاكل». واضافت المسؤولة من البنك الدولي بالقول «المشكلة المحزنة بنظرنا هي ان اذا ما نجح هؤلاء في مضايقتنا واسكات مناقشاتنا حتى عبر الانترنت، فانهم سيدفعوننا الى مناقشة ذلك بشكل سري ووراء الجدران وهو أمر لا نحبذه ولا نريد ان نلجأ اليه». وأوضحت كارولين انستي تفاصيل الموقع الذي ينوي البنك الدولي فتحه للنقاشات المختصة قائلة «يحتوي الموقع على مدخل للنقاش كما يحتوي على حديث لرئيس البنك الدولي جيمس وولفينسون وعدة مشاركات مسجلة على شكل فيديو واكثر من 500 ورقة خاضعة للنقاش والتعديل من قبل المشاركين، والتسجيل مفتوح لمن يود الاشتراك في النقاش واثراء بحوثه ودراساته عن نشاطات البنك الدولي».