الشركات المتعددة الجنسيات تعلن الحرب على الإيدز

TT

نيويورك ـ أ.ف.ب: اصبحت الشركات المتعددة الجنسيات المدركة للخطر المحدق بعملياتها في العالم نتيجة انتشار مرض الايدز تخوض الان معركة ضد وباء يقضي على يدها العاملة ويوقف النمو الاقتصادي.

وبدأ المرض يلقي بثقله على حسابات الشركات المالية من خلال ارتفاع معدل الغياب عن العمل والمرض والوفاة والتدهور المعنوي والنقص في اليد العاملة التي تتمتع بمؤهلات. وينعكس ذلك على الشركات من خلال الاستمرار بتوظيف اشخاص جدد والقيام بتأمين صحي اكثر كلفة وزيادة موازنة التدريب ورواتب التقاعد وارتفاع التغطية الصحية.

وحذر مدير عام منظمة العمل الدولية خوان سومافيا بالقول «نعتبر اليوم ان 23 مليونا من اصل 36 مليون شخص مصابين بالايدز او ايجابيي المصل هم موظفون. وسيكون للوباء تأثير كبير على الشركات».

وعلى صعيد الاقتصاد الشمولي يقول بيتر بيو مدير عام هيئة الامم المتحدة المتخصصة بالايدز ان الوباء يقضي على القوة العاملة ويؤثر على معدل النمو في الدول التي تشهد اكبر معدل اصابات.

وفي كينيا اظهر تحقيق ان الايدز يقتطع 4 في المائة من الارباح السنوية للقطاع الخاص وانه بحلول العام 2005 سيصبح معدل اجمالي الناتج الداخلي اقل بـ15 في المائة من التوقعات في حال استمرار انتشار المرض على الوتيرة الحالية.

واقر رئيس «ام تي في نيتووركس انترناشيونال» بيل رودي الذي يراس ايضا مجلس الاعمال العالمي حول الايدز «ان ردنا لا يزال حتى الان غير كاف الى حد كبير، لم نقم بما يكفي من العمل».

وهذا المجلس الذي تاسس في 1997 يضم 20 من نخبة الشركات المتعددة الجنسيات على الصعيد العالمي قررت خوض المعركة لمكافحة الايدز. وبينها «فايزر» و«ميرك»و«اي او ال تايم وورنر»و«اي بي ام»و«اي آي جي»و«يونيليفر» و«فياكوم»و «ام تي في»و«ليفي ستراوس»و«كالفين كلاين»و«ماك كوزميتيكس»وحتى «كوكاكولا» ويقول المصرفي السابق والسفير الاميركي السابق لدى الامم المتحدة ريتشارد هولبروك، مدير عام ورئيس مجلس ادارة مجلس الاعمال العالمي ان «هدفنا يقوم على تكثيف تدخل الشركات في مكافحة الايدز. ان العولمة ليست فقط الانترنت والتكنولوجيا الحساسة وانما ايضا انتشار آفة فعلية الى ما وراء الحدود».

وفي مناسبة انعقاد الجلسة الاستثنائية للامم المتحدة حول الايدز في نيويورك عرضت المجموعة دليل عملها الجديد الذي سيرسل الى الاف الشركات الخاصة في العالم.

ويتضمن سلسلة توصيات ويعرض حالات ملموسة لتحركات قامت بها شركات رائدة في مجال مكافحة الايدز على الصعيد الوطني.

وتهدف الجهود الى جعل الشركات تساهم في حملة التوعية العامة على مخاطر الايدز من خلال البدء بتثقيف يدها العاملة ميدانيا والتركيز على ضرورة منع انتشار المرض.

وفي جنوب افريقيا اطلقت شركة «فورد» لصناعة السيارات حملة واسعة النطاق لمنع انتشار المرض في صفوف موظفي مصانعها حيث وصلت نسبة تفشي الايدز الى حدود 20 في المائة.

اما شبكة «ام تي في» الموسيقية التي اصبحت تبث برامجها في كافة انحاء العالم فتشدد على منع انتشار المرض لدى الشبان من خلال حملات دعائية وبرامج مخصصة. ويقول بيل رودي ان «كل اصابة جديدة بفيروس الايدز تطاول شابا في ال25 من العمر او اقل. ان مشاهدينا هم من هذه الشريحة».

واذا كانت بعض الشركات تقول انها تتصرف بحس المواطنية فان بعضها لا يخفي القيام بذلك حفاظا على مصالحها الاقتصادية.

ويقول كارل واير نائب رئيس شركة كوكاكولا «بالنسبة الينا، انها مسألة محض براغماتية ونحن نأمل في ايصال رسالتنا الى كل زاوية من افريقيا».

وتواجه الشركة العملاقة التي توظف 100 الف شخص في القارة الافريقية نسبة غياب ومعدل وفيات في صفوف يدها العاملة اصبح يرغمها على توظيف شخصين لكل منصب.