حرارة الصيف تشعل حرب أسعار الألبان مجددا في السعودية

المراعي تخفض أسعار الحليب والألبان بين 11 إلى 33 في المائة والسوق يترقب تخفيضات واسعة تشمل باقي المنتجين

TT

مع الارتفاع الشديد في درجات الحرارة هذه الايام ، انهار فجأة الاتفاق الذي ابرم في مايو (أيار) من العام الماضي بين 24 شركة منتجة للحليب والالبان الطازجة والتي حددت الاسعار بين المنتجين.

وظهرت في السوق المحلية بدءا من يوم امس الخميس منافسات محمومة بين كبار المنتجين مما اعاد حرب الاسعار من جديد.

ومن جانبها اعلنت شركة المراعي المحدودة التي تنتج ما نسبته 45 في المائة من حاجة السوق الخليجية من الالبان والحليب ومشتقاتهما عن تخفيضات سعرية وصفتها الشركة في بيان وزعته امس بانها تهدف لتخفيف العبء عن المواطنين، وان هذه السياسة السعرية المخفضة ليست اجراء مؤقتا لهدف تجاري قصير الاجل، انما هي اسعار جديدة لمنتجات الشركة في ظل المعطيات السائدة حاليا واستعدادا لمتطلبات العصر. واشار البيان الى ان هذه الاسعار، عندما تكون مجمل التكاليف تحت السيطرة، تحقق هوامش تسمح باستمرار تطوير صناعة الالبان وتكون في متناول شريحة اكبر من المستهلكين.

ونفت مصادر شركة المراعي لـ«الشرق الأوسط» ان تكون شركته هي التي اعادت حرب الاسعار وان السبب الحقيقي لهذه الخطوة هو قيام عدد من المنتجين الاخرين باجراء تخفيضات مماثلة وتنفيذ حملات ترويجية تتناقض مع الاتفاقية التي رعاها وزير الزراعة الدكتور عبد العزيز بن معمر، وهو ما دفع المراعي لتخفيض اسعار مختلف عبواتها من الحليب والالبان في السوق السعودية فقط، فيما يترك الحديث عن الاسواق الخليجية لوقت لاحق، حيث بلغت نسبة التخفيض قرابة 33 في المائة لسعة لتر واحد فبعد ان كان سعر العبوة 4 ريالات اصبح اعتبارا من يوم امس 3 ريالات فقط، فيما تم تخفيض سعر عبوة لترين من 7 ريالات الى 6 ريالات بنسبة تصل الى 16 في المائة فيما تم تخفيض العبوات بسعة 3 لترات الى 9 ريالات بعد ان كانت بسعر 10 ريالات اي بتخفيض بلغت نسبته 11 في المائة.

وتوقعت مصادر سوق الالبان ان تشتعل من جديد منافسات سعرية نتيجة لحساسية هذه السوق لاية تخفيضات، فيما اشارت هذه المصادر ان اندماج شركات الالبان الصغيرة اصبح ضرورة حيث ان صمودها سوف يصبح صعبا في حال دخول الشركات الاساسية في منافسة مماثلة لتلك التي شهدها النصف الاول من العام .2000 وقال مفيد ابو خمسين مدير عام مصنع البان الري ان جميع المؤشرات كانت تشير الى احتمال نشوب حرب الاسعار من جديد وذلك بعد ان شهد الاسبوع الماضي تخفيضات كبيرة في اسعار الحليب طويل الامد حيث قامت شركات كبيرة مثل الصافي وندا بتخفيض هذا النوع من المنتجات ليصل الى 20 ريالا لسعة 12 لترا وسعر 22 ريالا لذات السعة مع عبوات مجانية من منتجات اخرى، موضحا ان الشركات الصغيرة سوف تواجه فترة عصيبة، فيما اوضح مصدر رفيع في وزارة الزراعة انه لم تتشكل بعد رؤية واضحة حول هذا الامر على ان يتم اجراء اتصالات مع المنتجين لاعادة الحياة لهذه الاتفاقية.

يشار الى ان حرب الاسعار الاخيرة نشبت في ديسمبر (كانون الاول) من العام 1999 واستمرت لقرابة الخمسة اشهر واشتملت الاتفاقية التي تكفلت بتوقفها تحديدا للسياسات الترويجية من خلال تحديد مدة تترواح بين 30 الى 40 يوما كفترة ترويج ترافق ادخال اية منتج جديد الى الاسواق بالاضافة الى وضع ضوابط لاستيعاب فائض الحليب الخام والذي بلغ في بعض الاوقاب الى 150 الف لتر.