زيادة في المشاريع الأجنبية في بريطانيا وغياب استثمارات عربية في 2000

TT

اكدت وزيرة التجارة والصناعة البريطانية (باتريسا هيوت) أن الارتفاع الملحوظ في عدد المشاريع الاجنبية في بريطانيا خلال العام المنصرم يشير الى الثقة الدولية العالية في اداء الاقتصاد البريطاني واعتباره مركز العالم الاقتصادي والتجاري. وقالت هيوت في كلمة وجهتها لعشرات المستثمرين الأجانب ورجال الدولة البريطانيين أول من امس على خلفية الإعلان عن نتائج التقرير السنوي لهيئة تشجيع الاستثمار البريطانية بان بريطانيا حصلت على نصيب الاسد من مجموع الاستثمارات الاجنبية في اوروبا (واحد من كل ثلاثة مشاريع اجنبية في اوروبا يأتي الى بريطانيا). واعتبرت ذلك بمثابة «اقتراع ثقة من قبل الشركات الاجنبية والعالمية الكبرى على مهارة ومرونة القوة العاملة البريطانية واستقرار وكفاءة الاقتصاد البريطاني».

واضافت هيوت أن «أداء الاقتصاد البريطاني كان مميزاً خلال العام السابق»، إلا انها حذرت من الوقوف عند هذا الحد وسلطت الاضواء على الانخفاض الحاصل في قطاع التكنولوجيا الاميركي والذي اثر على العديد من الاسواق العالمية والذي يستلزم جاهزية كبيرة لاستيعاب التكنولوجيات الجديدة. ومن واشنطن علق وزير الخارجية البريطاني جاك سترو على التقرير قائلا «اميركا اكبر مستثمر اجنبي في بريطانيا». وأعاد ذلك الى عامل اللغة المشتركة وموقع بريطانيا كبوابة للشركات الاميركية على السوق الاوروبي. واضاف ان «دور الحكومة البريطانية في عالم اليوم الذي تسوده تغيرات اقتصادية مستمرة هو توفير مناخ استثماري مناسب لضمان بقاء بريطانيا كأفضل موقع للاستثمار في اوروبا».

وفي عرضه لنتائج التقرير السنوي لهيئة تشجيع الاستثمار، اكد وليام بيدر المدير التنفيذي لهيئة الاستثمار زيادة 15% في عدد المشروعات الممولة برأس مال أجنبي خلال العام المنصرم والتي وصلت الي 869 مشروعاً بالمقارنة مع 757 مشروعاً في العام الذي سبق. وأشار بيدر الى ان هذه المشاريع خلقت 71488 فرصة عمل جديدة بالمقارنة مع 52783 العام السابق اي بزيادة 35%. كما اوضح التقرير ان بريطانيا تأتي ثانية في الترتيب العالمي بعد اميركا من حيث حجم الاستثمار الاجنبي المباشر وأولى على مستوى أوروبا. ولم يتضمن التقرير القيمة النقدية للاستثمارات وعزا احد معدي التقرير سبب ذلك الى عدم رغبة العديد من الشركات العالمية الكشف عن رأس مالها الحقيقي. وحسب مكتب الاحصاءات الوطني البريطاني وصل المجموع التراكمي للاستثمار الاجنبي المباشر في بريطانيا الى 481 مليار دولار في منتصف العام الحالي بالمقارنة مع 353 مليار دولار في نفس الفترة من العام السابق أي بزيادة قدرها 128 مليار دولار خلال العام الماضي ما يعادل 36% زيادة فعلية.

ورداً على سؤال لـ«الشرق الأوسط» حول حجم الاستثمارات العربية في بريطانيا خلال العام الماضي قال بيدر ان معظم الاستثمارات الاجنبية في بريطانيا خلال العام المنصرم جاءت من اميركا واوروبا والدول الاسيوية الصاعدة مؤكدا بذلك عدم وجود استثمارات عربية تذكر. وفي سؤالٍ آخر عن الاهمية التي توليها الهيئة للمستثمرين العرب قال بيدر انه من البديهي ان تركز الهيئة على المناطق الثلاث السالفة الذكر إلا انه نوه الى الدور الذي تقوم به الممثليات التجارية البريطانية في الدول العربية والتي تهدف الى تشجيع الاستثمار العربي في بريطانيا. أما عن التوزيع الجغرافي لمصدر رأس المال للاستثمارات الاجنبية في بريطانيا فقد اوضح التقرير ان من اصل الـ 869 مشروعاً كان هناك 421 مشروعاً اميركيا و216 مشروعاً اوروبيا وتوزعت المشاريع الـ 232 المتبقية على دول اخرى اهمها كندا واليابان واستراليا والصين والهند وتايوان وكوريا الجنوبية. ولم يظهر التقرير اي مشروع عربي في الوقت الذي تأسسس في بريطانيا مشروعان برأس مال ماليزي وآخران برأس مال اسرائيلي ومشروع برأس مال باكستاني خلال العام المنصرم.

=