البنك وصندوق النقد الدوليان يعقدان لقاءات دولية لمراجعة برامج وشروط القروض

TT

انتهت مساء اول من امس ورشة عمل مشتركة بين سكرتارية مجموعة الكومنولث والبنك الدولي وصندوق النقد الدولي التي عقدت في مقر سكرتارية مجموعة الكومونولث في لندن. وهدفت الورشة الى مراجعة سياسات البنك والصندوق بما يتعلق بالشروط التي تضعها المؤسستان عند تقديم قروض للدول النامية. شارك في الورشة العديد من المختصين والرسميين ووزراء سابقين من دول افريقية تابعة لمجموعة الكومنولث ذو خبرة عالية في هذا المجال من خلال مشاركتهم المباشرة في المفاوضات مع البنك والصندوق خلال توليهم مناصب حكومية سابقة.

وافتتح السكرتير العام لمجموعة الكومنولث دون ماكنون الورشة بكلمة القاها على المشاركين اكد فيها على ان «برامج الاصلاح الاقتصادي لن تنجح الا اذا التزمت الحكومات ومواطنين الدول المعنية بهذه البرامج من جهة وان تؤول ويتم التحكم بها من طرفهم من جهة اخرى». وقال انه «من المؤكد ان تقوم الحكومات بالتوقيع على اي شيء في وقت الازمات ولا يكون باستطاعتهم حشد تأييد شعبي لهذه البرامج». واضاف ماكنون انه يتوجب على البنك والصندوق ممارسة الحساسية والعقلانية السياسية عند الاعداد وطرح برامجهم. فالوقت الذي كان يأتي فيه فريق شاب ومختص من البنك او الصندوق الى بلد ما حاملين معهم المئات من الوصفات الاقتصادية والمؤسساتية للبلد الذي يزورونه قد ولى. وفي معترض حديثه لام ماكنون البنك والصندوق على طريقتهما في المطالبة «بتغيير فوري لأنظمة الدول السياسية والاقتصادية والتي تحتاج وبالضرورة لوقت طويل حتى في بلاد متطورة كبريطانيا او نيوزيلندا». وانتقد ماكنون التناقض والتضارب في برامج المؤسستين في بعض الاحيان والذي تسبب في العديد من المشاكل للدول النامية.

الا ان ماكنون دافع عن البنك والصندوق الدوليين ومموليهما في سعيهم للحصول على تأكيدات بان الاموال التي يقوموا باقراضها، والتي غالباً ما تكون على شكل ميسر وطويلة الاجل، سوف تستخدم بشكل جيد ولغرض الاهداف المتفق علىها وخصوصاً في محاربة الفقر والتعلىم والصحة ولن تذهب لمصالح وحسابات شخصية». وتمنى مكنون في نهاية كلمته بان تشكل الورشة خطوة جدية نحو تعزيز التفاهم والتنسيق بين جميع الاطراف المعنية بهدف خلق برامج اكثر واقعية ومسيطر علىها بشكل كامل من قبل الدول المقترضة».

وترأس ورشة العمل نائب السكرتير العام لمجموعة الكومنولث المختص بشؤون التنمية وينستون كوكس ونائب مدير البنك الدولي لشؤون السياسات التنموية مسعود أحمد ونائبة رئيس البنك الدولي جوان سالوب. وفي المؤتمر الصحافي الذي عقد على خلفية انتهاء اعمال الورشة قال كوكس إن مجموعة الكومنولث تعطي موضوع القروض والبرامج التنموية التي يقدمها البنك والصندوق جل اهتمامها وذلك لأن معظم اعضاء المجموعة هي من الدول النامية والمتعاملة مع هذه البرامج. واضاف بان الورشة فتحت نافذة جديدة للدول الأعضاء للتعبير عن المشاكل الحقيقية التي يواجهونها بما يتعلق بالشروط التي يضعها البنك والصندوق لتأهيلها للحصول على قروض. ومن جهته اكد أحمد على اهمية هذه اللقاءات والتي تجمع بين المقترضين والدول الغنية والمؤسسات غير الحكومية. وقال بأن هذه الورشة جاءت في سلسلة ورش ومؤتمرات دولية يعقدها صندوق النقد بهدف مراجعة وتعديل منهجه وبرامجه الاصلاحية. وركز أحمد على اهمية ملكية البرامج الاصلاحية من قبل الدول المعنية. وقالت سالوب ان البنك الدولي ايضاً يقوم بعملية اعادة تقييم لبرامجه، منوهة لبرنامج «تعديل الاقراض» والذي انتهى البنك من اعداده اخيرا بهدف تعديل شروط الاقراض.

يذكر هنا ان البنك وصندوق النقد الدوليين تعرضا لانتقادات شديدة من العديد من الحكومات والمنظمات الدولية والاهلية بخصوص الاشتراطات التي تضعهما لتأهيل الدول المعنية للحصول على قروض. وتركزت الانتقادات على الاثر السلبي لهذه البرامج على الدول المعنية بشكل عام والتي ادت في الكثير من الاحيان الى تفاقم مشكلة الفقر وسوء توزيع الدخل. وفي تصريح مفاجئ للرئيس الاميركي جورج بوش الاسبوع الماضي طالب المؤسستين الدوليتين بتقديم ما نسبته 50 في المائة على شكل منح وليس قروض وذلك لتخفيف عبء المديونية التي تثقل كاهل الدول الفقيرة وللمساهمة في توفير خدمات الصحة والتعلىم الاساسية لهذه الدول. ورداً على سؤال توجهت به «الشرق الأوسط» لممثلي البنك والصندوق عن رأيهم في تصريحات الرئيس الاميركي، قالوا إنه لم يتم مناقشة هذا الموضوع خلال ورشة العمل هذه ورفضوا التعقيب.