موجة حر شديد في طوكيو تهب لنجدة الاقتصاد الياباني وترفع المبيعات 50 في المائة

TT

طوكيو ـ أ.ف.ب: تخيم على طوكيو وضواحيها موجة لا سابق لها من الحر الشديد، الامر الذي انعش قطاعا كاملا من الاقتصاد الياباني والذي يتأثر بالظروف المناخية. ونتج عن ذلك «ارتفاع بنسبة 50 في المائة في مبيعات المنتجات التي تساعد على تحمل حرارة الشمس مقارنة مع العام الماضي. وقد تهافت الناس على شراء المظلات والنظارات الشمسية والمراوح الهوائية كمن يشتري الخبز»، على حد ما روى كازوهيرو اوزونو، المتحدث باسم شركة تاكاشيمايا، اكبر شبكة مخازن كبرى في اليابان.

وقد بلغت الحرارة في طوكيو 1.38 درجة مئوية بعد ظهر اول من امس، وهو اعلى مستوى لها خلال العام الحالي في العاصمة اليابانية، بحسب وكالة الاحوال الجوية اليابانية.

ولكن مدينة مايباشي التابعة لدائرة غونما (شمال طوكيو) شهدت اعلى درجة حرارة في اليابان يوم الثلاثاء وهي 40 درجة مئوية. وكانت اعلى درجات الحرارة التي سجلت في هذه المدينة على الاطلاق هي 8.40 درجة مئوية في يوليو (تموز) .1933 وليل الاثنين/الثلاثاء، لم تتراجع الحرارة عن 7.28 درجة مئوية في طوكيو، وهو مستوى لم تشهده العاصمة في يوليو على الاطلاق، وهي ثالث اعلى درجة حرارة ليلية منذ بدء العمل بتسجيل درجات الحرارة.

وفي حال تواصلت درجات الحرارة على هذا المستوى، تنوي شركة تاكاشيمايا بيع خزانات من البلاستيك لحفظ المياه. ويبقى خطر حصول شح في المياه بعيداً مع ان منطقة كانتو حيث تقع العاصمة اليابانية، لم تشهد عمليا هذه السنة الامطار الموسمية التي تملأ الخزانات مطلع الصيف.

وقد استفادت من بداية هذا الصيف الحار ايضا، مبيعات المثلجات والمشروبات غير الكحولية التي سجلت قفزة عالية لدى شبكة مخازن «سفن ـ ايلفن» للبقالة، كما اعلن المتحدث باسمها تيتسوهيرو كانيكو.

واوضح كانيكو «عندما يكون الجو حاراً في الخارج، غالبا ما يتوقف الناس في مخازن البقالة لشراء المشروبات او المثلجات. وفي العموم، يزداد عدد الزبائن في يوليو واغسطس (آب)، اذ ان الكثير منهم يأتي لشراء المشروبات الباردة والمنعشة. والصيف الحار هو، بكل وضوح، عامل ايجابي بالنسبة الينا».

وقد سجل استهلاك الكهرباء مستوى قياسيا الاثنين مع 3.3 مليار كيلوات/ساعة بسبب ارتفاع في استخدام مكيفات الهواء، على حد ما افاد ناطق باسم اتحاد شركات الكهرباء اليابانية.

واوضح ماكاتو ايشيكاوا، خبير الاقتصاد في «جابان ريسيرتش اينستيتيوت»، «بشكل عام لا تزال عجلة الاقتصاد الياباني تدور ببطء، ولكن بعض القطاعات، مثل المتاجر الكبرى ومحلات بيع الادوات المنزلية الكهربائية، تستفيد من الصيف الحار».

وقد بدأت الحرارة المرتفعة تحصد بعض الضحايا. فقد اغمي على عشرة طلاب في ثانوية كيوتو (غرب اليابان) بينما كانوا يلعبون البيسبول بسبب شدة الحرارة، على حد ما روت مايوكو فوكودا، المتحدثة باسم قسم الانقاذ في كيوتو.

وقالت فوكودا ان «هناك ثلاثة (طلاب) في حال الخطر من اصل العشرة. يدخلون ويخرجون من حالة اغماء.. ولا يجيبون عندما تناديهم باسمائهم».

وقد تجاوزت الحرارة في كيوتو الـ34 درجة مئوية عندما تلقى رجال الاطفاء اول نداء من الثانوية بعيد الساعة التاسعة صباحا.

وسواء ارتفعت حرارة الارض او لم ترتفع، فان درجات الحرارة المرتفعة امر مألوف في الارخبيل خلال اشهر الصيف، لكن خصوصا في اغسطس. ويطلق اليابانيون اسم «ماناتسوبي» على ايام الصيف التي تتجاوز فيها الحرارة 30 درجة مئوية خلال النهار، واسم «نتايا» على الليالي حيث تفوق الحرارة الـ25 درجة مئوية.