هجوم التاميل على الطيران السري لانكي يفرض تحديات على الشراكة مع الإمارات

TT

تعرضت خطط شركة طيران الامارات، لتحويل شركة الطيران السري لانكية الى ناقلة دولية مرموقة، الى تحد خطير بعد ان فقدت الشركة الاخيرة ما يقرب من نصف اسطولها خلال الهجوم المسلح الذي قام به ثوار التاميل على مطار كولومبو.

ومع ان مصادر صناعة الطيران الاماراتية لا تتوقع انسحاب شركة طيران الامارات من مساهتمها في شركة الطيران السري لانكية والبالغة 40 في المائة، نتيجة للحادث، إلا ان هذه المصادر تدرك ان ما تعرض له الطيران السري لانكي يشكل تحدياً خطيراً لبرنامج طموح وضعته شركة طيران الامارات للارتقاء بالناقلة السري لانكية، بعد اتفاق الشراكة الذي وقع بين الجانبين في ابريل (نيسان) عام 1998 والبالغة قيمته 256 مليون درهم (70 مليون دولار).

وكان برنامج التطوير يهدف الى تطوير مستوى الخدمة على الطيران السري لانكي ليصل الى مستوى الخدمة الذي تقدمه شركة طيران الامارات والذي يعد من افضل مستويات الخدمة العالمية.

كما ان برنامج التطوير كان يهدف الى زيادة حجم اسطول الشركة السري لانكية وتحديث الطائرات من خلال تملك واستئجار طائرات جديدة.

وكان من بين الطائرات الجديدة التي زود بها الطيران السري لانكي طائرتان من طراز ايرباص 330 ـ 200 دمرتا خلال الهجوم الذي قام به ثوار التاميل على مطار العاصمة كولومبو، بالاضافة الى طائرة ثالثة من طراز ايرباص 340A، فيما اصيبت ثلاث طائرات اخرى اصابات متفاوته، حيث اصيبت ايرباص 340A بتدمير جزئي وطائرتان من طراز ايرباص 320A بالرصاص في اماكن مختلفة.

وقالت مصادر في دبي امس ان شركة ايرباص اوفدت بعثة بناء على طلب شركة طيران الامارات، التي تتولى الى جانب مساهمتها المالية ادارة الطيران السري لانكي، لتقدير الاضرار نتيجة الهجوم المسلح.

وأوضحت مصادر شركة طيران الامارات ان الخسائر التي ستلحق بالشركة التي استهدفها الهجوم، ستكون في معظمها خسائر تشغيلية، إذ ان جميع الطائرات المدمرة او المصابه مؤمنة ضد الحوادث بما في ذلك التأمين ضد العمليات الحربية.

ورغم انه لم يتم حصر الاضرار النهائية التي لحقت بالشركة السري لانكية، إلا أن التقديرات الاولية تشير الى انها قد تصل الى نصف مليار دولار إذا ما تم احتساب الخسائر التشغيلية الناجمة عن توقف حركة الطيران الى مطار كولومبو، وهي حركة نشطة حيث يصل عدد الرحلات الاسبوعية لطيران الامارات الى 11 رحلة وعدد مماثل للطيران السري لانكي.

ورغم انه لم يعرف بعد ما إذا كانت شركة الطيران الاماراتية ستزيد من عدد رحلاتها الى كولومبو لتغطية النقص الذي يخلفه خروج طائرات سري لانكية من الخدمة، إلا ان المتوقع ان تستغرق عملية اعادة جدولة الرحلات الى كولومبو بعض الوقت خاصة ان الطيران الاماراتي يواجه ضغطاً موسمياً نتيجة حركة الاصطياف والسفر من والى دبي.

ولا تستبعد مصادر اماراتية استئجار طائرات بديلة للطائرات التي دمرت لسد النقص في حال لم يتمكن طيران الامارات من تعويض النقص الذي تتطلبه حركة الطيران الى سري لانكا.

ويعد خط كولومبو ـ دبي من انشط الخطوط الدولية سواء لشركة طيران الامارات او للطيران السري لانكي، وهو احد الاغراءات التي كانت وراء الصفقة التي ابرمها طيران الامارات لتملك حصة رئيسية في الشركة السري لانكية.

وقد اشترط طيران الامارات عندما ابرم الصفقة ان يكون له حق الادارة والتشغيل، وذلك لتخليص الطيران السري لانكي من عمالة زائدة اثقلت ميزانيته وسببت له خسائر متراكمة قبل ان تتوجه الحكومة الى البحث عن شريك استراتيجي لانقاذ الشركة من الانهيار.

وقد استطاعت شركة طيران الامارت بالاضافة الى تطوير الخدمة تحسين الادارة للدرجة التي سجلت فيها شركة الطيران السري لانكية العام الماضي ارباحاً لأول مرة منذ سنوات عديدة.