«أوبك» تستعد لخفض الإنتاج والعراق يحذر من وقف جديد لصادراته النفطية

TT

فيما تستعد «اوبك» لاعلان خفض متوقع في انتاجها من النفط لدعم الاسعار، حذر العراق مجددا من احتمال وقف صادراته النفطية اذا ما حاولت الولايات المتحدة وبريطانيا إحياء نسخة معدلة من خطة «العقوبات الذكية» في الامم المتحدة.

وقال وزير النفط العراقي عامر محمد رشيد للصحافيين اول من امس اثناء زيارة لتركيا «اذا استطاعت الولايات المتحدة وبريطانيا الحصول على هذا القرار من خلال الامم المتحدة فان انشطة تصدير النفط الخام قد يتم ايقافها».

وفي هذه الاثناء، ارتفع سعر مزيج برنت خام القياس العالمي في المعاملات الآجلة في بورصة البترول الدولية امس بعد الانباء التي قالت ان منظمة «أوبك» قد تعلن خفض الانتاج مليون برميل يوميا.

وارتفع مزيج برنت في عقود سبتمبر (ايلول) 14 سنتا الى 25.04 دولار للبرميل في الساعة 0940 بتوقيت جرينتش.

وارتفع السولار أيضا وان خففت من مكاسبه البيانات التي اظهرت ارتفاع المخزونات الاميركية من المشتقات الوسيطة. وارتفع سعر السولار في عقود اغسطس (آب) 50 سنتا الى 217.25 دولار للطن.

وفي طوكيو قال متعاملون ان العقود الآجلة للنفط الخام كانت مستقرة في التعاملات الالكترونية لبورصة نيويورك التجارية «نايمكس» في آسيا صباح امس بعد اذاعة بيانات محايدة لمعهد البترول الاميركي، لكن عقود البنزين سجلت ارتفاعا مما يعكس هبوطا كبيرا في مخزونات الولايات المتحدة من البنزين.

وبحلول الساعة 20،01 بتوقيت جرينتش بلغ سعر عقود النفط الخام لأقرب استحقاق لشهر سبتمبر 26.29 دولار للبرميل، منخفضا سنتين اثنين عن اقفال الثلاثاء في «نايمكس» بنيويورك. وكانت عقود النفط الخام قد اغلقت مرتفعة 19 سنتا في نيويورك يوم الثلاثاء.

وفي فيينا قال مصدر في «أوبك» ان علي رودريجيز الامين العام للمنظمة يعمل على صياغة اتفاق بشأن خفض الانتاج ومن المنتظر اعلانه، على ان يبدي الوزراء موافقتهم عليه هاتفيا بدلا من اللجوء الى عقد اجتماع استثنائي.

واضاف احد المندوبين في منظمة البلدان المصدرة للبترول ان ايران تقترح ان تعقد «أوبك» اجتماعا طارئا لتقرير مقدار خفض لانتاجها في 14 اغسطس.

وقال المندوب ان وزير النفط الايراني بيجان زانجانه سيلقى صعوبة في الذهاب الى فيينا في الموعد المقترح، وهو السادس او السابع من اغسطس، بسبب ارتباطات اخرى.

وعلى صعيد اجتماع اوبك قال وزير الطاقة الفنزويلي الفارو دي سيلفا ان وزراء المنظمة ما زالوا يحاولون الاختيار بين عقد اجتماع طارئ في اوائل اغسطس لخفض الانتاج النفطي او الموافقة على اجراء خفض بغير اجتماع.

وقال سيلفا للصحافيين «اننا نتشاور بشأن تاريخين محتملين (للاجتماع) السادس من اغسطس او الـ14 من اغسطس... وعن امكانية ان نجري خفضا من دون عقد اجتماع».

واضاف قوله «هذه هي البدائل الثلاثة المتاحة لنا. لم نقرر شيئا بعد. اننا نتشاور بالهاتف والفاكس». وقال سيلفا ان بلاده تحبذ عقد اجتماع «في اقرب وقت ممكن». وعلى صعيد آخر قال ارنستو مارتنز وزير الطاقة المكسيكي اول من امس ان صادرات بلاده من النفط ستنخفض خلال الأشهر الاربعة المقبلة بسبب اعمال الصيانة، مما يعني انها لن تخفض الصادرات مرة اخرى اذا قررت «أوبك» خفض امداداتها في اجتماعها في اغسطس المقبل.

وفي وقت سابق هذا الشهر اعلنت المكسيك خفض صادراتها النفطية لظروف قاهرة بسبب اعمال صيانة في خط انابيب للغاز الطبيعي في حقل كانتاريل العملاق في خليج المكسيك. وقال مارتنز ان هذه الخطوة ستخفض انتاج المكسيك بنحو 70 الف برميل يوميا.

وأضاف ان اعمال الصيانة ستؤدي الى خفض انتاج المكسيك من نحو 1.71 مليون برميل يوميا حاليا الى 1.65 مليون برميل يوميا في الفترة بين اغسطس ونهاية نوفمبر (تشرين الثاني).

وتابع ان هذا يعني ان المكسيك ستكون قد اتخذت بالفعل التعديلات اللازمة لمواكبة خفض متوقع في انتاج «أوبك» في اغسطس المقبل. وقد اشار وزراء الدول الاعضاء في المنظمة الى انه قد يتراوح الى ما بين مليون و1.5 مليون برميل يوميا.

وابلغ مارتنز الصحافيين «اعتقد انه بالخفض المعلن عنه بالفعل نكون قد شاركنا بحصتنا من الخفض المقترح».

وفي الايام القليلة الماضية اشار وزراء «أوبك» الى انهم قد يخفضون الانتاج، في محاولة لتعويض تباطؤ الاقتصاد العالمي وزيادة المخزونات.

واكد مارتنز، الذي طالما شاركت بلاده في تعديلات «أوبك» للانتاج رغم انها ليست عضوا في المنظمة، وجهة نظر «أوبك»، قائلا انه يرى فائضا من النفط في الاسواق.

وتراجعت اسعار النفط على مدى تسعة ايام متتالية، حتى قال وزير البترول السعودي علي النعيمي في اواخر الاسبوع الماضي ان المنظمة مستعدة لخفض الانتاج للابقاء على الاسعار عند مستوى 25 دولارا للبرميل.

والمكسيك هي سابع اكبر دولة مصدرة للنفط في العالم وثالث اكبر مصدر للولايات المتحدة الى جانب فنزويلا والسعودية.

وحتى الاعلان المفاجئ عن اعمال الصيانة في خط الانابيب، كانت المكسيك تقيد انتاجها عند مستوى 1.71 مليون برميل يوميا الذي تحدد في مارس (آذار) عندما وافقت على خفض اجمالي الانتاج بواقع 40 الف برميل يوميا تمشيا مع قرار «أوبك».

وبلغ متوسط صادرات المكسيك في الفترة من يناير (كانون الثاني) الى مايو (أيار) نحو 1.74 مليون برميل يوميا، في حين بلغ انتاجها 3.082 مليون برميل يوميا وفقا لبيانات شركة «بتروليوس مكسيكانو» الحكومية التي تحتكر القطاع.