الأردن يتوقع إقرار اتفاق التجارة الحرة مع أميركا قريبا

TT

عمان ـ رويترز: قال مسؤول اقتصادي اردني كبير ان حكومته تأمل بان يتم اقرار اتفاق التجارة الحرة مع الولايات المتحدة قريبا قبل عطلة الكونجرس في الشهر القادم.

وقال محمد الحلايقة نائب رئيس الوزراء للشؤون الاقتصادية في تصريحات امام ندوة اقتصادية مساء امس الاول ان الخلافات بين الجمهوريين والديمقراطيين حول الاتفاقية عكست جدلا يتعلق بسياسة التجارة الخارجية أكثر منه بقضايا ثنائية.

واضاف ان اقرار لجنة المالية للكونجرس يوم الخميس الماضي للاتفاقية مهد الطريق امام مناقشتها في الكونجرس وعزز فرص اقرارها قبل العطلة الصيفية.

وقال الحلايقة «نحن متفائلون بان يتم المصادقة على اتفاقية التجارة الحرة قبل عطلة الكونجرس». وتابع ان الاتفاقية التي يعول الصناعيون في الاردن عليها في تعزيز المناخ الاستثماري واستقطاب مزيد من رؤوس الاموال الاجنبية لن تلغي الامتيازات القائمة في اتفاقية المناطق الصناعية المؤهلة التي منحتها واشنطن للاردن بعد معاهدة السلام مع اسرائيل في اطار سياسة تعزيز مكاسب السلام.

واضاف ان اتفاقية التجارة الحرة التي تشترط نسبة قيمة مضافة من الاردن لا تقل عن 35 في المائة للتصدير تتدرج في منح الاعفاءات على عشر سنوات في حين ان اتفاقيات المناطق الصناعية المؤهلة المعمول بها الان تتيح التصدير دون رسوم جمركية من اليوم الاول شريطة قيمة مضافة من اسرائيل بحوالي سبعة في المائة ونسبة 11 في المائة من الاردن.

وقال الحلايقة ان للمستثمر الاختيار بين الانتظار في نظام التدرج في الاعفاءات بموحب الاتفاقية او الاستعداد لادخال مكونات اسرائيلية للتصدير من دون جمارك للسوق الاميركي مباشرة من خلال الاستثمار في المناطق المؤهلة.

وقال ان المخاوف التي أثارتها المناطق الصناعية المؤهلة عند اقامتها بين الاردنيين من انها ستساعد الاقتصاد الاسرائيلي على الهيمنة على مقدرات البلاد سرعان ما تبددت بعد ان اثبتت نجاحها في استقطاب مستثمرين من شتى المناطق لاقامة مشاريع ساهمت في امتصاص نسبة بطالة تصل الى 15 في المائة.

وقال الحلايقة ان المناطق الصناعية المؤهلة تمكنت من تشغيل حوالي 15 الف عامل ورفعت صادراتها الى السوق الاميركي من حوالي 15 مليون دولار الى قرابة 200 مليون دولار متوقعة في نهاية هذا العام.

وقال الحلايقة «اي نزاع في الشرق الاوسط ينعكس سلبا على الاردن والاستثمار في الاردن وهذا هو التحدي الاول ولن يكون الاستثمار في المناطق الصناعية المؤهلة معزولا عن مثل هذا التحدي». ولكنه قال انه «بالرغم من ذلك هناك مبادرات جريئة وشجاعة من مستثمرين بعيدين الاف الاميال ويأتون في ظل هذه الظروف ويستثمرون». وتوسع حجم الاستثمار في المناطق الصناعية المؤهلة منذ ان وسعت واشنطن نطاق تجربة هذه المناطق في الاردن حيث استقطبت اربع مناطق مئات ملايين الدولارات من الاستثمارات معظمها من مستثمرين من شرق آسيا اقاموا مصانع البسة ومنسوجات بهدف التغلب على سقوف حصص تصدير تضعها الولايات المتحدة على هذه الصادرات.

وافتتح العاهل الاردني هذا الشهر منطقة صناعية خاصة في الضليل استثمر فيها مستثمرون من باكستان اكثر من 60 مليون دولار للتصدير دون رسوم جمركية الى الولايات المتحدة.

واقيمت اول منطقة صناعية مؤهلة في اربد منذ سنوات واستقطبت شركات اسرائيلية تستفيد من تدني كلفة اليد العاملة الاردنية وعلى الاخص في قطاع الملبوسات.