سورية تقرر إقامة مدينة تكنولوجية في مدينة طرطوس

TT

أعلنت الحكومة السورية مؤخراً عن اقامة مدينة تكنولوجية حديثة في مدينة طرطوس على الساحل السوري، تتضمن معاهد الكترونية ومخابر علمية ومراكز بحث مجهزة بأحدث وسائل الاتصالات والحواسيب.

وقال مصدر في وزارة التخطيط السورية لـ«الشرق الأوسط»، انه تم تحديد الارض التي ستقام عليها هذه المدينة التكنولوجية، التي ينتظر الشروع في بنائها مطلع العام القادم، بالتعاون مع مستثمرين من المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة، ومستثمرين اوروبيين، بالاضافة الى شركات دولية متخصصة من روسيا وماليزيا.

واوضح المصدر السوري ان المدينة التي تبلغ كلفة بنائها 200 مليون دولار ستنفذ بسرعة، حيث تقوم وزارة التخطيط حاليا باجراء دراسة الجدوى الاقتصادية والصيغة المؤسسية الخاصة بالمدينة بحيث تكون جاهزة خلال اشهر قليلة.

من ناحية ثانية أشارت دراسة صادرة عن البنك الدولي حول قطاع الري في سورية، الى ان مكامن المياه الجوفية المكونة من الصخور البازلتية والجيرية التي يشيع انتشارها في سورية شديدة التعرض للتلوث، حيث يتحول الامر الى مشكلة كبيرة في المناطق الحضرية مثل مدينة دمشق.

وأشارت الدراسة الى ان التلوث يبدو واسع الانتشار وان هناك حالات تلوث للمياه السطحية والجوفية اصبحت قضية تثير قلقا نتيجة للصرف المباشر للمياه المستعملة من المنازل والمصانع في مجاري المياه (الأنهار والقنوات والبحيرات).

واوضحت الدراسة انه لم يكن في سورية قبل عامين اية مرافق عامة لمعالجة المياه المستعملة التي تتخلص منها المنازل، حيث تستخدم المياه، التي تصرف الى الانهار، لأغراض الري في الاجزاء الدنيا من المجرى مما اسفر عن انتشار الامراض التي تنتقل بالماء الى المنتجات الزراعية كالتيفوئيد، والإسهالات.

ويأتي تلوث المياه الجوفية نتيجة الترشيح للأعماق في الأماكن التي يوجد فيها اتصال بين المياه السطحية ومكامن المياه الجوفية، وعلى الرغم من عدم وجود رصد منتظم ومنهجي لنوعية المياه الجوفية، فان هناك عدة اشارات الى تلوث المياه الجوفية في مختلف المناطق مثل ضواحي مدينة دمشق (الغوطة) وجنوب مدينة حلب.

وأوصت الدراسة التي قامت بها بعثة من البنك الدولي وزارة الري السورية بضرورة رصد نوعية المياه المستعملة التي تصرفها المنازل والمصانع عن طريق انشاء شبكة وطنية للرصد بالتعاون مع جهات اخرى مثل وزارات الصحة والاسكان والزراعة والبيئة، كما اوصت بضرورة اعطاء هذه الجهات الصلاحيات المناسبة حتى تستطيع تحقيق تخفيض فعال للتلوث.

وأوضحت الدراسة ان من بين اكثر الاحتياجات الحالية إلحاحاً في سورية هو موضوع تطوير تكنولوجيات فعالة بشأن جمع ومعالجة وصرف او اعادة استخدام المياه المستعملة في المدن الصغيرة والمناطق الريفية، كما اوضحت ان هناك مشروعين في هذا المجال سيقوم البنك الدولي بتنفيذهما في سورية، يساندهما برنامج الامم المتحدة الانمائي بشأن اعادة استخدام المياه المستعملة المعالجة في منطقتي دمشق وحلب.