دبي تستعين على حر الصيف بالجليد لتلطف الأجواء إلى أهلها وزوارها

TT

خرجت إمارة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة، على تقليد خليجي معروف وهو ان فصل الصيف هو الفصل الذي يتباطأ فيه ايقاع الحياة اليومية ويتراجع فيه النشاط التجاري والحركة الاقتصادية.

فعلى خلاف ما يوحيه الصيف الخليجي الذي تصل درجة الحرارة فيه الى اعتاب الخمسين درجة مئوية، لجأت دبي الى مداواة متاعب الصيف بالتي كانت هي الداء، وذلك من خلال الترويج لهذا الفصل كوسيلة للجذب السياحي وللترويح عن الذين لم تمكنهم ظروفهم من السفر للخارج واضطروا للبقاء داخل البلاد، بالاضافة الى جذب مصطافين ومتفوقين وسياح من الخارج ايضاً.

ويبدو ان المسؤولين الذين اطلقوا مهرجان مفاجآت صيف دبي منذ عدة سنوات استفادوا مما يمكن تسميته «بالعولمة المناخية» التي ساوت بين صيف الخليج بكل الارث الذي عرف عنه وبين صيف اوروبا الذي اصبح يخرج اهلها من ثيابهم ويضطرهم للاستحمام بمياه النوافير في الشوارع والميادين.

والواضح ان الحملة التي قامت بها دبي في داخل دولة الامارات وفي دول الخليج المجاورة للترويج لفعاليات فنية وثقافية ورياضية وعروض تسويقية وتجارية وجدت تجاوباً كبيراً من ابناء منطقة الخليج الذين اصبح كثير منهم يتردد في السفر للخارج وهو يتابع بالكلمة والصورة ما يلاقيه السائح الخليجي من معاناة في مناطق كانت دائماً وجهات سياحية جذابة.

لكن التغير المناخي الذي شهدته مناطق كثيرة في العالم ليس هو العامل الوحيد الذي ساعد إمارة دبي على النجاح في الترويج لمهرجانها الصيفي واستقطاب زائرين ومصطافين من الخارج، فثمة متغيرات اخرى ساهمت في ذلك، ومنها تحسن المرافق والخدمات الفندقية، وتعدد مراكز التسوق الفخمة التي تجمع تشكيلة واسعة من المحلات والبضائع تحت سقف مكيف واحد، بالاضافة الى التغير في التركيبة الاسرية التي لم تعد قاصرة على الزوج والزوجة بل مجموعة من الابناء الذين يجعلون من السفر الى الخارج عبئاً مرهقاً حتى على الاسر الميسورة.

وإذا كان هذا هو حال معظم دول المنطقة، فإن امارة دبي بدولة الامارات العربية المتحدة، تلفقت هذه المتغيرات ووظفتها لتصميم برنامج للترويج السياحي ذي طابع اسري من ناحية وطابع اقتصادي من ناحية ثانية.

ويقول احد المسؤولين القائمين على مهرجان مفاجآت صيف دبي إن برنامج الترويج الصيفي موجه بالاساس الى المقيمين داخل دولة الامارات وداخل دول مجلس التعاون، وهؤلاء يتمتعون بقوة شرائية عالية، ويتقاسمون اهتمامات متقاربة، مما يسهل تصميم برامج جذابة ترضي مختلف الاذواق.

ويشير المسؤول الى ان برامج الترويج التي تأخذ طابعاً اسرياً في مجملها لا تساعد فقط على زيادة نسبة الاشغال في عشرات الفنادق والمنتجعات السياحية في الامارة، بل إنها تساهم ايضاً في تنشيط حركة التسوق في العديد من المراكز التجارية والمجمعات الاستهلاكية.

فضلاً عن ان تلك البرامج تشكل بحد ذاتها وسيلة اعلامية جذابة عن الامكانيات الاقتصادية والتجارية التي تتمتع بها الامارة مما يسهل على الفعاليات الاقتصادية استقطاب الاستثمارات واستقطاب رؤوس الاموال.

ويشير الاقبال الذي يشهده مهرجان مفاجآت صيف دبي والذي يمتد من منتصف شهر يونيو (حزيران) حتى نهاية اغسطس (آب)، الى ان هذا المهرجان اصبح جزءاً من الخريطة السياحية لامارة دبي بدليل انه ينظم للمرة الرابعة على التوالي، بالاضافة الى ان الفقرات والفعاليات التي يحتويها تشهد توسعاً وزيادة عاماً بعد عام.

فالالعاب المائية والقرية الثلجية التي تجعل من نار الصيف برداً ممتعاً اصبحت معلماً من معالم صيف دبي وعنصراً من عناصر الجذب الهامة للمصطافين سواء من داخل الامارات او من الدول المجاورة.

وفي هذا العام فإن مهرجان مفاجآت صيف دبي احتوى على منتجع شتوي، وتتوفر فيه مجموعة كبيرة من اعمال النحت على الجليد مثل القلاع والعربات الجليدية، بالاضافة الى ساحة مغطاة بالثلوج تتساقط فوقها الثلوج الصناعية، فضلاً عن منحدر ثلجي يسمح للاطفال والكبار بممارسة التزلج على الجليد.

والى جانب الفعاليات الصباحية فإن المهرجان يستقطب عدداً كبيراً من الفنانين والمطربين العرب في حفلات تمتد الى ساعات متأخرة من الليل، كما تقام خلال ايام المهرجان العديد من المعارض الفنية والعروض المسرحية.

وكما يقول مدير احد الفنادق الكبرى في دبي، فإن النجاح في مهرجان مفاجآت الصيف يجعل دبي وجهة سياحية على مدار العام، فإلى جانب مهرجان الصيف تنظم دبي مهرجاناً للتسوق خلال شهر فبراير (شباط)، وبين المهرجانين فإن المدينة اصبحت ملتقى ومركزاً اقليمياً للتجار ورجال الاعمال، فضلاً عن عشرات المعارض الضخمة التي تنظم فيها مما يجعلها تعيش مهرجاناً دائماً على مدار العام يجد فيه السائح المتعة ويجد فيه رجل الاعمال فرصاً سانحة.

=