استمرت موجة هبوط الدولار مع نزوله الى مستويات جديدة من التدني امام كثير من العملات حتى ان المتعاملين بدأوا يتهامسون عن قرب نهاية عصر الدولار القوي. وحامت العملة الاميركية قرب ادنى مستوياتها في خمسة اشهر امام كل من اليورو والفرنك السويسري وقرب اقل مستويات في اربعة اشهر امام الجنيه الاسترليني. الا ان الدولار تمكن من استرداد بعض خسائره امام الين بعد ان وضع مسؤولو وزارة المالية السوق في حالة تأهب من التدخل. وزادت مشاكل الدولار بعد ان فشل وزير الخزانة الاميركي بول اونيل في تأكيد سياسة الدولار القوي في مقابلة تلفزيونية في ساعة متأخرة اول من أمس واكتفى بقوله ان السياسة «مستمرة». وقالت سونيا هيلمان محللة العملات في درسدنر كلاينفورت فاسرشتاين «ليس هناك جديد في ما قاله اونيل لكن من المؤكد ان المعنويات بالنسبة للدولار تغيرت للاسوأ وربما يشهد مزيدا من الضعف». وأضافت «لا أرى اي مبرر اخر لارتفاع الاسترليني أمام الدولار سوى ضعف الاخير». واعلن هاروهيكو كورودا نائب وزير المالية الياباني للشؤون الدولية، ان اليابان على أهبة الاستعداد لاتخاذ خطوات ملائمة. وهي عبارة غالبا ما يرددها المسؤولون قبل التدخل في السوق. كما مال المتعاملون الى التحلي بالحذر قبل مؤتمر صحافي لمحافظ بنك اليابان المركزي ماسارو هايامي في ضوء تصريحاته المتكررة في السابق عن القيمة الملائمة للين. وجاء معظم هبوط الدولار من مستوى 121 ينا نتيجة عمليات بيع للحد من الخسائر من جانب البنوك التي تسعى لتغطية مراكز مكشوفة. وفي اوروبا هبط الدولار اوائل معاملات امس نصف نقطة مئوية ليصل الى ادنى مستوياته في خمسة اشهر امام العملات الاوروبية مع تزايد المخاوف بشأن حالة الاقتصاد الاميركي والتزام واشنطن بسياسة الدولار القوي. واستقرت العملة الاميركية في حدود نصف نقطة مئوية عن ادنى مستوياتها في شهرين ونصف الشهر امام الين التي بلغتها اول من امس بعد ان وضعت تصريحات كورودا السوق في حالة ترقب لعملية تدخل.
وقال ايان ستانارد محلل العملات في «بي.ان.بي. باريبا» في لندن «هناك عاملان يعصفان بالدولار اليوم. فالسوق قلقة بشأن الانتعاش الاقتصادي الاميركي كما ان معنويات السوق تزداد ضعفا بسبب الشكوك بشأن التزام الحكومة الاميركية بسياسة الدولار القوي». ووفقا لبيانات رويترز فقد نزل الدولار عن مستوى 0.92 دولار لليورو لاول مرة منذ مارس (اذار). كما تهاوى الى ادنى مستوياته في خمسة اشهر عند 1.6555 للفرنك السويسري واقل مستويات في اربعة اشهر امام الاسترليني حول 1.4490 دولار. وارتفع سعر صرف الجنيه الاسترليني الى أعلى مستوى منذ اربعة اشهر أمام الدولار الاميركي صباح أمس مع استمرار الضغوط على العملة الاميركية. ومنذ بداية الاسبوع الحالي ارتفع الجنيه الاسترليني مقابل الدولار ليصل الى 1.4494 دولار في أوائل المعاملات في أوروبا. ويعتقد محللون فنيون ان هذا الاتجاه قد يترسخ. وأيدت بيانات سوق العمل البريطانية التي صدرت اول من أمس الرأي القائل بأن بنك انجلترا لن يخفض الفائدة قريبا، اذ انخفض عدد العاطلين عن العمل في يوليو (تموز) الماضي الى أدنى مستوى منذ 26 عاما بينما ارتفع معدل نمو متوسط الاجور بنسبة 4.8 في المائة في يونيو (حزيران). وفي اسواق الاسهم تراجع مؤشر فاينانشال تايمز للاسهم البريطانية الممتازة في اوائل معاملات امس متأثرا بهبوط اسهم البنوك والاتصالات بينما تعرضت السوق لضغوط جديدة من الاداء السيئ لوول ستريت الليلة الماضية. ونزل المؤشر القياسي المؤلف من 100 سهم 43.5 نقطة توازي 0.8 في المائة ليصل الى 5418.1 نقطة بحلول الساعة 0745 بتوقيت جرينتش مواصلا خسائره السابقة التي بلغت 0.8 في المائة. وبين اسهم الاتصالات الهابطة كان سهم فودافون عملاق الهواتف المحمولة الذي انخفض 1.7 في المائة 4/1 134 بنس. وفي وول ستريت هبطت الاسهم الاميركية الليلة الماضية وواصل مؤشر داو جونز الصناعي خسائره ليقفل على 10345.95 نقطة بانخفاض 66.22 نقطة بينما نزل مؤشر ناسداك المجمع الى ادنى مستوياته في اربعة اشهر مسجلا 1918.89 نقطة. كما سجلت الاسهم اليابانية هبوطا حادا في نهاية المعاملات في بورصة طوكيو للاوراق المالية امس لتراجع اسهم قطاع التكنولوجيا وعلى رأسها سهم شركة سوني تحت وطأة تراجع اسهم هذا القطاع في السوق الاميركية وارتفاع الين الياباني. ولارتفاع الين تأثير سلبي على ايرادات الشركات المعتمدة على تصدير انتاجها للخارج. وقال ماسارو كازاما رئيس قسم الاسهم في شركة نيسان لتداول الاوراق المالية «ارتفاع الين يصيبني بالقلق والهبوط المتواصل في قطاع التكنولوجيا يقتلني» . وأضاف «والمتعاملون اصحاب المراكز قصيرة الاجل الباحثون عن وجهة جديدة للاستثمارات، يقبلون على شراء اسهم شركات العقارات والبناء التي قد تستفيد من خطة تطوير المناطق الحضرية». وانخفض سهم سوني، وهي الشركة التي تعد مؤشرا لاتجاهات قطاع التكنولوجيا 4.91 في المائة الى 6010 ينات. أما مؤشر نيكاي الرئيسي المكون من اسهم 225 مؤسسة يابانية كبرى فقد انخفض بأكثر من اثنين في المائة في الصباح قبل ان ينهي الجلسة منخفضا 240.38 نقطة أي بنسبة 2.04 في المائة الى 11515.02 نقطة. أما مؤشر توبكس الاشمل والمرجح بالقيمة السوقية للاسهم فقد انخفض 1.6 في المائة الى 1175.07 نقطة. وكان مؤشر ناسداك الاميركي الذي تغلب عليه شركات التكنولوجيا قد انخفض اول من أمس الى ادنى مستوى منذ اربعة أشهر وسط مخاوف بشأن الاقتصاد الاميركي ساهمت في دفع الدولار للتراجع الى أدنى مستوى منذ شهرين مقابل الين في السوق الاميركية الليلة الماضية.