طلاب المدارس يعيدون الحياة إلى سوق القرطاسيات السعودي والبقالات تنافس المكتبات في تقديم الجديد

TT

عادت سوق القرطاسيات والأدوات المكتبية في السعودية لتلبية طلبات أكثر من 5.4 مليون طالب وطالبة تستقبلهم المدارس العامة والأهلية في الأيام القليلة القادمة، إلى جانب طلاب الكليات والمعاهد.

ويتراوح متوسط انفاق الأسر السعودية لكل طالب فيها بين أربعمائة وخمسمائة ريال سعودي، وتصل أحياناً إلى 1000ريال تنفق على الورقيات والأدوات والهندسية والأقلام، وملصقات التغليف وتزيين الدفاتر والمذكرات.

وتبلغ قيمة واردات السوق السعودي من المستلزمات المكتبية المصنوعة من اللدائن حوالي 39 مليون ريال سعودي، كما بلغت وارداته من الدفاتر والمذكرات حوالي 114.590.553 مليون ريال سعودي بحسب آخر الاحصاءات، بينما تقدر مصادر تجارية المبالغ المستثمرة فعليا في سوق الأدوات المكتبية بحوالي 900 مليون ريال سعودي.

وتستحوذ المنتوجات الصينية على أكثر 70 في المائة من مستلزمات المدارس في السعودية، تليها المصنوعات الألمانية، وتأتي اليابان على قائمة الدول المصدرة للمستلزمات التكنولوجية. وتستقبل السوق السعودية الورقيات غير المصنعة من اندونيسيا وبعض الدول الأوروبية، أما المصنعة فتأتي نسبة كبيرة منها من سورية وإندونيسيا وكوريا، وتشمل دفاتر المحاضرات والأقلام بأنواعها، والحقائب وأدوات الرسم والأدوات الهندسية الخاصة بالطلاب إضافة الى بعض أدوات تغليف وتجميل الدفاتر.

وتنتعش حركة البيع في المكتبات ونقاط التوزيع ومبيعات الجملة بعد فترة ركود دامت حوالي ثلاثة أشهر تخللتها فترة أداء الامتحانات النهائية للعام الماضي والإجازة السنوية الكبرى استغلها مالكو المكتبات والمستثمرون لإعادة تطوير عناصر جذب وإغراء العملاء مثل الديكور والأنوار المتحركة وإعلانات الصحف والتلفزيون.

وتزدهر عمليات البيع يوميا وفي المساء بشكل خاص حيث تواصل المكتبات فتح أبوابها إلى ساعات متأخرة من الليل مستعينة بأعداد إضافية من البائعين والمتخصصين في خدمات العملاء.

ودفع التنافس الشديد المكتبات التجارية إلى اتقان فنون العرض وتقديم تخفيضات للذين تصل مشترواتهم الى مبالغ تحددها المكتبات مسبقاً اعتبرها البعض شكلا من البيع الاجباري الذي يؤدي إلى الإخلال بميزانيات الأسر أمام رغبات الأبناء.

ويبدي أولياء أمور الطلاب استغرابهم من تذبذب الأسعار بين مكتبة وأخرى رغم توحد النوعيات والماركات بينما برر بعضهم زيادات الأسعار في المكتبات الكبرى بما تبذله من تجهيزات وديكورات وتوسعة في الأماكن تهدف إلى راحة المتسوقين.

وتشارك محلات السوبر ماركت والبقالات الكبرى المكتبات في بيع الأدوات المكتبية والقرطاسيات حيث تخصص عدة أركان داخل السوق لبيع المستلزمات المدرسية تشهد مطلع العام ازدحاماً لا يقل عن ما تشهده المكتبات بوجه عام.

وتركز بعض المدارس على نوعيات معينة من الدفاتر والألوان وأدوات تغليف المذكرات ما دفع الجهات الرسمية لاصدار قرارات صارمة تمنع هذه السلوكيات على خلفية تذمر أولياء الأمور من تدخل المدارس في تحميل ميزانياتهم تكاليف لا يطيقونها.

وبرزت في الآونة الأخيرة نوعيات من الأدوات المدرسية والحقائب تحمل صور شخصيات كرتونية شهيرة حققت مبيعات عالية في أوساط طلاب المدارس الابتدائية، والطالبات على وجه الخصوص.

وتشير أحاديث العاملين في المكتبات إلى ولع الطالبات بالدفاتر والمستلزمات المزخرفة ذات الألوان الزاهية، واللجوء إلى تغليفها بأنواع الملصقات لاكسابها شكلاً فريداً، وهن ـ أي الطالبات ـ أقل حرصاً على سبيل الحصول على تخفيضات ساعة الشراء.

وتحرص المكتبات ونقط التوزيع على اتباع أسلوبين للمنافسة تعتمد في الأول خفض الأسعار، وفي الثاني تقديم العروض الخاصة سعياً لاقتطاع أكبر قطعة من كعكعة الموسم. وأشار مدير عام إحدى شركات التوزيع داخل السعودية إلى أن المشتري السعودي متعب جداً ولا يمكن التنبؤ بحاجاته الشرائية، أو بناء الاستراتيجيات التسويقية على تقاليده السابقة ورغباته المعهودة، وهو مشترٍ متقلب المزاج، غريب الأطوار على حد قوله فأحياناً يخذلنا أمام سلعة جيدة ذات كميات كبيرة، وأحياناً يقبل على نوعيات لم نكن نتوقع لها نجاحاً محدوداً.

وانتقد متعاملون في سوق القرطاسيات احجام رجال الأعمال السعوديين عن الاستثمار في صناعة المستلزمات المدرسية رغم نجاح تجارب محدودة مثل تصنيع السبورات والورقيات، الفلين، الملفات الورقية، لكنها صناعات لا تتناسب مع امكانات البلاد التي تسمح بوجود صناعات أكبر، وأكثر تعدداً، يراها المستثمرون أقل ربحية أمام ما يستوردونه من مصادر غير معروفة أحياناً.