دايملر كرايسلر تعيد إطلاق ماركة مايباخ ... وتوجهها نحو القمة

TT

أزاحت مجموعة دايملر كرايسلر هذا الاسبوع الستار عن اكثر من سيارة جديدة، فقد اعادت المجموعة الالمانية الاميركية العملاقة، اطلاق ماركة تطمح منها ان تتبوأ قمة النوعية والفخامة في عالم صناعة السيارات ... هي مايباخ.

هذه الخطوة كانت منتظرة منذ بضع سنوات، وخاصة بعد اشتداد التنافس بين بي إم دبليو وفولكسفاغن على شراء شركة رولزرويس/ بنتلي البريطانية. ويومذاك فاجأت دايملر بنز ـ كما كانت تعرف قبل ضم كرايسلر اليها ـ المتابعين بإعلان رغبتها، وبالتالي عزوفها عن، خوض منافسة لشراء الاسمين البريطانيين العريقين.

واحتدم الصراع بين بي إم دبليو وفولكسفاغن يومذاك الى حد ان فولكسفاغن لوّحت بأنها اذا خسرت ستؤسس ماركة جديدة للسيارات الفاخرة تحمل اسم «هورش»، التقني والمهندس العبقري الذي اسس آودي (واختار اسم آودي لأنه الترجمة اللاتينية لاسمه الذي يعني بالالمانية «اصغ»!).

غير ان الصراع على رولزرويس/ بنتلي انتهى بـ«التعادل» كما هو معروف، إذ حصلت فولكسفاغن على الشركة ومصانعها وقوائم زبائنها وماركة بنتلي، في حين كسبت بي إم دبليو ماركة رولز رويس ..الأشهر. وبصمت مريب طال عدة اشهر ضربت دايملر بنز ضربتها الخطيرة عام 1998 عندما ضمت اليها كرايسلر «ثالث الكبار» الثلاثة بين الصانعين الاميركيين. ومع ان الصفقة عرضت يومذاك على انها «اندماج» او «زواج» متساو بين الجانبين الالماني والاميركي ظهر لاحقاً انها في الواقع «ضمت» المجموعة الالمانية لشريكتها الاميركية اليها واستحواذها عليها إدارياً. وخلال فترة قصيرة من هذه الخطوة اعلنت دايملر كرايسلر ـ كما صارت تعرف ـ انها بصدد تخليد اسمها المصمم والمهندس الفذ فيلهلم مايباخ، المدير التقني لشركة دايملر لصناعة السيارات، صانعة سيارات مرسيدس ـ قبل اندماجها مع شركة بنز لتأسيس مجموعة دايملر بنز، وذلك باعادة إطلاق ماركة مايباخ لتكون رأس هرم منتجات المجموعة. للعلم يعود الى مايباخ الفضل الاكبر في التفوق التقني لسيارات مرسيدس، بماركة جديدة تحتل صدارة السيارات عالمياً، وسبق ان عرفت مايباخ كماركة متفوقة رفيعة المستوى خلال عقد الثلاثينات من القرن الماضي. واعتبارا من هذا الاسبوع يمكن القول ان مايباخ بعثت من جديد لتكون احدى الماركات الثلاث في قسم سيارات مرسيدس بنز وسمارت التابع لدايملر بنز.

وفي بيان الاعلان عن اطلاق مايباخ، قال البروفسور يورغن هوبرت، عضو مجلس ادارة دايملر كرايسلر والمسؤول عن قسم سيارات مرسيدس بنز وسمارت «اننا نستخدم اسم مايباخ لتأكيد الشخصية الفريدة لهذا المنتج الفائق الفخامة والنوعية، ومواصلة السير مع تقاليد ماركة اسطورية كانت سياراتها المثيرة قمةً في التصميم والتفوق التقني بين عامي 1921و1940. ونحن الآن نتابع استهداف هاتين الغايتين في تطوير المايباخ الجديدة. واستناداً الى احدث تقنيات مرسيدس، ستحدد سيارات مايباخ المعايير الارفع عالمياً في مجال صناعة السيارات الفاخرة بصورة تتفق والاسم الذي تحمله».

من ناحية ثانية حرصت دايملر كرايسلر على اعتماد الشعار القديم والبسيط ذاته للماركة القديمة ـ الجديدة، وهو عبارة عن درع فضي ثلاثي مقلوب رأساً على عقب بداخله حرفا M متراكبان يشيران الى «مايباخ موتورينباو» لكنهما سيرمزان الى اسم «مايباخ مانوفاكتور». ومثلما كان هذا الدرع يعتلي مقدمة غطاء محرك سيارات الماضي فهو سيعتلي مقدمة السيارات الجديدة والمستقبلية، وسيتلاءم هذا الشعار مع خطوط السيارة بأناقة وذوق وتناغم. والجدير بالذكر انه بإعادة إطلاق ماركة مايباخ عاد عدد ماركات دايملر كرايسلر الى ست ماركات هي: مايباخ ومرسيدس بنز وسمارت وكرايسلر ودودج وجيب. وكانت المجموعة قد الغت العام الماضي فعلياً ماركة بليموث.

* مايباخ .. في سطور الى فيلهلم مايباخ يعود تصميم اول سيارة تحمل اسم مرسيدس عام 1900، عندما عمل مع زميله غوتليب دايملر ورافقه فترة طويلة. وكانت تلك السيارة ذات محرك امامي مصنوع من الالومنيوم بجذعي كامات ومشع تبريدي متطور التصميم بشكل قرص الشهد. وكانت تلك السيارة رائدة حقاً في فلسفة تصميم السيارات لاحقاً.

الا ان مايباخ ترك دايملر عام 1907 وانصرف الى تصميم مناطيد غراف زيبيلين وتحولت الشركة التي اسسها تحت اسم «لوفتفارسوغ موتورينباو» الى شركة ام تي يو فريدريكسهافن التابعة لوحدة إم تي يو / ديزل للمحركات في مجموعة دايملر كرايسلر.

وعام 1921 عاد كارل ابن فيلهلم مايباخ الى صناعة السيارات واخذ يصنع سيارات فاخرة متفوقة تقنياً في فريدريكسهافن بأقصى جنوب المانيا وكان اشهر وأرقى انتاجه سيارة مايباخ زيبيلين دي إس بمحرك ذي الـ12 اسطوانة. وكانت اجسام السيارات تصنع على يد مشاغل متخصصة حسب الطلب، وبالتالي كان كل نموذج فريداً لا مثيل له.

* مستقبل الماركة الآن تخطط دايملر كرايسلر لبناء مركز خدمة خاص بسيارات مايباخ في سيندلفينغن (حيث مقر الشركة الأم بضواحي مدينة شتوتغارت). وسيكون «مركز تميز» يشكل فاتحة لمراكز متخصصة اخرى للماركة في بعض الدول.

اما عن الطراز الذي كشف النقاب عنه فانه سينتج بنموذجين: الاول اشبه بالليموزين بقاعدة عجلية طويلة ممطوطة، والثاني نموذج الصالون (السيدان) العادي. وعن المحرك فإنه سيكون محركا جبارا بـ12 اسطوانة بشحن توربو مزدوج اما الطاقة الانتاجية فستكون مبدئياً في حدود الـ1500 سيارة سنوياً.

=