اليورو يتراجع بعد ارتفاعاته الأخيرة والدولار يجاهد حفاظا على مكاسبه في الأسواق الخارجية

مؤشر طوكيو يغلق على أقل مستوى منذ 17 عاما وبورصة لندن تفقد بعض المكاسب

TT

انخفض اليورو بنحو نصف نقطة مئوية امام الدولار والين أمس متخليا عن ارتفاعه في الفترة الاخيرة الى اعلى مستوى منذ خمسة اشهر امام الدولار.

وقال المتعاملون ان عدم تمكن العملة الموحدة من تجاوز مستوى 0.92 دولار دفع المتعاملين للبيع لجني الارباح. وحقق اليورو مكاسب بلغت نحو خمسة في المائة مقابل الدولار في الاسبوعين الماضيين ونحو عشرة في المائة منذ اوائل يوليو (تموز).

وكانت انباء عن توقف نمو الاقتصاد الالماني في الربع الثاني من العام قد حدت من الاقبال على اليورو بعكس تقرير ايفو الذي صدر أول من امس واظهر ثقة في قطاع الاعمال بالمانيا.

وقالت فرانشيسكا فورناساري المحللة في ليمان براذرز «حقق اليورو ارتفاعا كبيرا في فترة قصيرة لذا فان تراجعه قليلا لا يثير الدهشة». ولم يتغير معدل نمو اجمالي الناتج المحلي الالماني في الربع الثاني من العام بالمقارنة بالربع الاول ونما بمعدل سنوي 0.6 في المائة وهو ابطأ معدل سنوي منذ الربع الاول من عام .1997 ولكن البيانات كانت متوقعة على نطاق واسع.

وتراجع الجنيه الاسترليني امام الدولار أمس بعد ان بلغ اعلى مستوى منذ خمسة اشهر في الجلسة السابقة مدعوما بمكاسب اليورو.

وتركز اهتمام السوق أمس على التوقعات ربع السنوية لاتحاد الصناعة البريطانية والتقرير الشهري لاتجاهات الصناعة التي صدرت في وقت لاحق.

وقال ادريان شميت المحلل في ار.بي.اس للاسواق المالية «اتجاهات الصناعة قد تظهر بعض الانتعاش وهذا امر ايجابي لكن سعر الاسترليني يعتمد الآن اساسا على اتجاه اليورو مقابل الدولار».

وارتفع سعر العملة الاوروبية الموحدة مقابل الدولار اول من امس اذ تعارضت نتائج ايجابية اظهرها تقرير معهد ايفو الالماني عن مناخ الاعمال مع الشكوك المحيطة بالاقتصاد الاميركي.

ودعم ذلك بدوره الاسترليني الذي صعد الى اعلى مستوياته منذ خمسة اشهر مقابل الدولار لكنه تراجع بعد ذلك عندما تقلصت مكاسب اليورو امام الدولار.

ورغم الانخفاض ما زال الجنيه اعلى بنحو سبعة في المائة عن مستوياته في يونيو (حزيران) عندما بلغ ادنى سعر امام الدولار منذ اكثر من عشرة اعوام.

وفي مقابل اليورو بلغ الجنيه 63.09 بنس لليورو من دون تغير كبير عن سعر اقفاله السابق في نيويورك البالغ 63.08 بنس.

أما الدولار فقد جاهد في اواخر معاملات طوكيو أمس للحفاظ على مكاسبه في الاسواق الخارجية في حين لم يشهد المتعاملون تطورات مهمة تشجعهم على الشراء.

وارتفع الدولار لفترة وجيزة الى مستوى 120.68 ين بعد ان واصل مؤشر نيكاي للاسهم اليابانية خسائره واصدرت مؤسسة التصنيف الائتماني الاميركية ستاندرد اند بورز تقريرا عن شركات التأمين على الحياة اليابانية قد يترك اثرا سلبيا.

لكن الدولار لم يجد دعما قويا في السوق مع توقع مستوى مقاومة قوي هذا الاسبوع عند 120.94 ين.

وقال تاكاشي توياهارا من شركة نومورا للسمسرة «الانخفاض المفاجئ في الاسهم اليابانية اثار طلبات شراء في تعاملات محدودة بعد الظهر مما دفع الدولار للارتفاع لكن ذلك لم يستمر طويلا». وقال بعض المتعاملين ان المضاربين ربما اعتبروا تقرير ستاندرد اند بورز حافزا لبيع الين لكن هذا الاثر لم يدم طويلا ايضا.

وفي اسواق الاسهم هبط مؤشر بورصة الاسهم اليابانية أمس لاقل مستوى اغلاق منذ 17 عاما بعد أن هوت أسهم شركات معروفة في قطاع التكنولوجيا المتطورة مثل سوني وسط مخاوف من تقلص أرباحها.

وخفضت بالفعل عدة شركات يابانية كبرى عاملة في قطاع التكنولوجيا ومن ضمنها سوني، توقعاتها للارباح للسنة المالية المنتهية في مارس (آذار) القادم لكن المستثمرين يخشون أن يدفعها هبوط عالمي في أسعار أسهم التكنولوجيا المتطورة لتعديل توقعاتها بالنقصان مرة أخرى.

وقال كيكو كوندا كبير الاستراتيجيين في يو.اف.جيه كابيتال ماركتس سكيوريتيز «لا أرى أي حوافز تشجع المستثمرين على الشراء بقوة. والاحتمال الارجح أن نشهد موجة أخرى من التحذيرات من الارباح عندما تعلن الشركات نتائجها نصف السنوية في أكتوبر (تشرين الاول)». ومما زاد من تلك التكهنات ما ذكرته شركات كبرى في مجال انتاج مكونات الاجهزة الالكترونية مثل موراتا للتصنيع وكيوسيرا من أنها ستعلن عن تقديرات معدلة لارباحها بعد اغلاق البورصة.

وبنهاية تعاملات اليوم هبط مؤشر نيكاي 225 بمقدار 269.51 نقطة أي بنسبة 2.36 في المائة مسجلا 11162.92 نقطة وهو أدنى مستوى اغلاق منذ 23 أكتوبر عام .1984 وهبط مؤشر توبكس المرجح بالقيمة السوقية للاسهم 18.15 نقطة تمثل 1.56 في المائة ليصل الى 1147.39 نقطة.

الأسهم البريطانية تفقد مكاسبها المبكرة وفي لندن فقدت البورصة البريطانية مكاسب سجلتها في المعاملات المبكرة أمس وذلك بعد تراجع اسعار اسهم البنوك وشركات النفط.

وانعكست حالة الحذر بين المتعاملين على سهم رولز رويس لصناعة محركات الطائرات الذي ارتفع في بادئ الامر باكثر من ثلاثة في المائة وسط توقعات بارتفاع ارباح الشركة الا انه تراجع عن اغلب مكاسبه ليجري تداوله بسعر 216.5 بنس بزيادة 0.2 في المائة فقط.

وحد من التراجع بعض الشيء صعود سهم فودافون الذي زاد 2.7 في المائة الى 134 بنسا مما قاد قطاع الاتصالات الى الصعود.

وتراجع اداء اسهم شركات النفط فهبط سهم بي.بي 0.7 في المائة الى 598 بنسا وسهم شل 0.3 في المائة الى 563.5 بنس.

وتراجعت كذلك اسهم البنوك فهبط سهم رويـال بنك اوف سكوتلاند 1.3 في المائة الى 1759 بنسا في حين تباينت اسعار قطاع التكنولوجيا.

ويقول مستثمرون ان التعامل يتسم بهدوئه المعتاد في فصل الصيف كما يلعب عدم اتضاح صورة الوضع الاقتصادي دوره في العزوف عن التعامل.