سورية تعلق آمالاً كبيرة على قطاع السياحة وتأمل اجتذاب 12 مليون زائر بحلول 2020

وضع لائحة تضم 64 مشروعاً مفتوحاً للقطاع الخاص وحاجة لمضاعفة السعة الفندقية

TT

تعلق سورية آمالاً كبيرة على قطاع السياحة، وبحسب تقديرات رسمية فإن دخل سورية من السياحة سيصل إلى 25 مليار دولار بحلول عام 2020 مقابل مليار ونصف المليار دولار حالياً، كما أن عدد السياح سيصبح 12 مليون سائح مقابل 3 ملايين سائح حالياً.

وقد أعلن وزير السياحة السوري قاسم مقداد أن سورية وضعت لائحة تضم 64 مشروعاً مفتوحاً للاستثمار الخاص، وأن هناك 86 مشروعاً آخر، هي في الأساس فنادق قيد الإنجاز في مختلف أنحاء سورية، وذلك بهدف الاستجابة للعدد المتنامي للسياح القادمين.

ويأتي الحديث عن هذه الأرقام في الوقت الذي تقدر فيه وزارة السياحة عدد المشاريع السياحية المقررة وغير المنفذة بأكثر من ثمانين في المائة وهي نفس نسبة المشاريع المرخصة على قانون الاستثمار رقم 10 وغير المنفذة، وتلحظ خطة وزارة السياحة المعتمدة رفع عدد الأسرة في الفنادق القائمة حتى الآن من 33 ألف سرير من مختلف المستويات إلى 170 ألف سرير خلال عقدين أي بزيادة 137 ألف سرير.

ويشار بهذا الصدد إلى أن عدد الأسرة التي نفذت في التسعينات في سورية يبلغ نحو ألفي سرير فقط من مختلف المستويات. ولمواجهة الطلب المتوقع يتوجب ارتفاع وتيرة تنفيذ المشاريع السياحية بنسبة 35 ضعفا عما نفذ في التسعينات، وفي هذه الحالة إذا ارتفع عدد السياح كما هو متوقع إلى 12 مليون سائح، فإن سورية ستصبح خلال عشرين عاماً، الدولة الأولى في الشرق الأوسط، في ميدان استقبال السياح.

وتشير دراسة صادرة عن المكتب السوري الاستشاري للاستثمارات السياحية إلى أن من جملة ما يتضمنه الرقم المعطى لعدد السياح والزوار إلى سورية يوجد نحو مليون ونصف مليون لبناني وأردني وتركي يأتون في الصباح ويمكثون في سورية لساعات وبعضهم يعودون لبلادهم دون تناول وجبة طعام واحدة في مطعم سوري، ويقضي كل ستة منهم ليلة واحدة في الفنادق السورية، فيما يبلغ متوسط اقامة السائح في قبرص مثلاً نحو 8 ليال، ويبلغ اجمالي الليالي السياحية التي يمضيها جميع الأجانب بالسنة في الفنادق السورية بمختلف مستوياتها من نجمة إلى خمسة نجوم حسب المجموعة الإحصائية السورية 1.7 مليون ليلة سياحية أي ان كل فرد من عدد السياح والزوار لسورية يمضي أقل من ليلة سياحية واحدة، وبالمقارنة تبلغ الليالي السياحية للأجانب في قبرص 36 مليون ليلة.

ورغم هذا الاعتراف الكبير بمقومات السياحة في سورية مقارنة مع قبرص فإن ما يرد سورية من المجموعات السياحية الأجنبية لا يبلغ سوى 5% ما يرد لقبرص، وهنا يمكن القول إنه بالرغم مما تملكه سورية من الموروثات التاريخية التي تعتبر الأغنى في المنطقة، إلا أن القطاع السياحي فيها غير مستغل تماما نظراً إلى نقص الاستثمارات، وتبدو خطوات سورية باتجاه تشجيع الاستثمار واضحة من خلال الإجراءات التي بدأت تتخذها السلطات المعنية، منذ عام تقريباً لتسهيل المشاريع السياحية، حيث جعلت مهلة منح التراخيص 15 يوماً فقط، علماً أن المستثمرين في الماضي كانوا ينتظرون عدة أشهر وأحياناً أكثر من سنة قبل البدء في تنفيذ مشاريعهم وذلك بسبب الإجراءات البيروقراطية في الإدارة.

في هذا السياق يؤكد وزير السياحة السوري قاسم مقداد أن الوزارة تعمل حالياً على إيجاد توازن ما بين حقوق وواجبات القطاع الخاص وتفعيل هذا القطاع لطرح ومعالجة المشاكل بما يخدم التوجه الاقتصادي الحالي للدولة، وتعزيز التعاون مع القطاع الخاص كشريك أساسي في نشاط السياحة.

ويرى الوزير مقداد أن المهام المطلوبة لتطوير السياحة في سورية تنصب في العمل على تحقيق الأهداف والغايات التالية:

1 ـ توسيع أنشطة الترويج والتسويق السياحي.

2 ـ الاعتماد على الإنتاج المحلي في تأمين مستلزمات التشغيل السياحي والخدمي والسلعي.

3 ـ تطوير الصناعات اليدوية وترويجها داخلياً وخارجياً.

4 ـ تشجيع إقامة المشاريع السياحية والاستثمار السياحي، وفي هذا الإطار طرحت وزارة السياحة السورية أخيراً عدة أماكن للاستثمار السياحي منها 5 مواقع في الكورنيش الجنوبي لمدينة اللاذقية و 4 مواقع لإقامة فنادق عليها في ريف دمشق، و 3 مواقع في مدينة حلب، وقد بلغ عدد الرخص الممنوحة خلال النصف الأول من العام الحالي لإقامة مشاريع السياحة 38 رخصة مرشحة للارتفاع إلى 61 مشروعاً بنهاية العام.

5 ـ ربط المراكز السياحية والمواقع الأثرية بشبكة من الطرق العامة ذات الصفة السياحية والاهتمام بالتدريب والتأهيل السياحي.

6 ـ نشر الوعي السياحي الشعبي.

كما أوضح وزير السياحة السوري أن من أهم المشاريع التي تم إنجاز عقد استثمارها والبدء بالتنفيذ مشروع بناء فندق بلودان الكبير من قبل المستثمر الكويتي عبد المحسن الخرافي، وإنجاز مشروع عقد تأسيس شركة مشتركة لإقامة فندق دولي في موقع السراي القديمة بحلب والتعاقد على إقامة قريتين سياحيتين على بحيرة الأسد مع الشيخ ناصر الأحمد الصباح من الكويت.

وتم الاتفاق على إقامة مشاريع سياحية مع شركة أكور الفرنسية وموفينبيك السويسرية وبن لادن والخرافي واللامع وشركة قطر الوطنية وشركة قبرص للسياحة البحرية وغيرها.

=