الأردن يطلق مشاريع ضخمة في عمان القديمة دعما لحركة السياحة

TT

عمان ـ أ.ف.ب: تشهد العاصمة الاردنية قريبا انطلاق عدة مشاريع تتمثل في تجميل منطقة عمان القديمة التي ترخز بأكثر من موقع اثري خاصة المدرج الروماني وفي انشاء متحف وطني كبير، وذلك بهدف دعم حركة السياحة الى المملكة التي تأثرت نسبيا بالتوتر السائد في المنطقة. وصرح امين عمان نضال الحديد لوكالة الصحافة الفرنسية ان المشاريع التي يبدأ انطلاقها الشهر المقبل تهدف الى «اعادة تأهيل منطقة عمان القديمة والى تعزير السياحة عن طريق تشجيع السياح على اطالة مدة اقامتهم في المملكة». وقدر معدل اقامة السياح في الاردن للعام 2000 بـ2،4 ليلة.

وحسب تصميم المشروع الذي حصلت الوكالة على نسخة منه، سيتم بصورة خاصة انشاء ثلاثة مواقع بانورامية للسياح بالاضافة الى ثلاثة ممرات تصل بين هضبة جبل القلعة وبين المنطقة التجارية بالمدينة لتسهيل حركة السياح. كما يشمل المشروع تزويد المنطقة بنوافير ونظام اضاءة حديث وتغطية ارضيتها ببلاط بعضه من البازلت الذي يتناسب وتاريخ المنطقة وسيتم انشاء اكشاك ومحلات حديثة لبيع منتجات الصناعة التقليدية الاردنية، بالاضافة الى اعادة انشاء ساحة سيارات النقل العام والخاص في المنطقة. وستقوم الامانة كذلك باعادة تشييد وطلاء واجهات بعض المحلات التجارية بالمنطقة على طراز معماري عربي.

على صعيد آخر، وعلى مسافة قريبة من وسط المدينة، ينتظر ان يطلق العام المقبل مشروع انشاء متحف وطني في عمان على مساحة 10 آلاف متر مربع سيكون الاول من نوعه في المملكة. وتقدر الكلفة المبدئية له بـ5،17 مليون دولار وتظهر تصميمات المشروع ان المتحف سيزود بنظام تفاعلي حديث يسمح للزائر بالحصول على اجابات عن استفسارته عن تاريخ الاردن وسيضم عدة اقسام وقاعات اثرية تبرز تاريخ المملكة بدءا من العصر الحديدي وانتهاء بالعصر الحديث مرورا بالعهود الرومانية والنبطية والهيلينية والاسلامية. وسيضم المتحف كذلك قسما «ملكيا» يركز على تاريخ الاسرة الهاشمية المالكة في الاردن بدءا من مؤسسها الشريف الحسين بن علي (1853 ـ 1931) وصولا الى العاهل الشاب الملك عبد الله الثاني.

يذكر ان عمان القديمة التي توجد الآن في قلب العاصمة اطلق عليها البطالسة «فيلادلفيا»، التي تعني الحب الاخوي، في القرن الثالث قبل الميلاد. وتضم المنطقة الى جانب المدرج الروماني وقاعة الموسيقى اللذين شيدا في القرن الثاني الميلادي، هضبة جبل القلعة التي تحوي اعمدة رومانية واطلال كنيسة بيزنطية وقصرا امويا شيد في القرن الثامن الميلادي بالاضافة الى متحف آثار صغير.

ويقع في المنطقة التي تعد من اكثر مناطق عمان ازدحاما الجامع الحسيني الكبير الذي شيد عام 1922 على اطلال مسجد من العصر الاموي، بالاضافة الى شارعين تجاريين رئيسيين هما شارعا الهاشمي والامير طلال بالاضافة الى ساحة سيارات. وصرح الملحق الثقافي الياباني في عمان كوجي تاهارا لوكالة الصحافة الفرنسية ان الحكومة اليابانية ستمول نسبة كبيرة من مشروع اعادة تأهيل عمان القديمة وانشاء المتحف الوطني عن طريق «قرض ميسر يبلغ اجمالي قيمته 5،58 مليون دولار بمعدل فائدة ميسر يصل الى 2،2% ويتم سداده على 25 عاما مع فترة سماح من سبع سنوات». ويشمل القرض كذلك تمويل اربعة مشاريع سياحية اخرى في الاردن. وتعد منطقة عمان القديمة الى جانب مدينتي البتراء (جنوب) الزاخرة بالاثار النبطية وجرش (شمال) المشهورة بآثارها الرومانية اهم المناطق الاثرية الاردنية واكثرها جذبا للسياح.

والقى تدهور الاوضاع في الاراضي الفلسطينية بظلاله على تدفق السياح غير العرب الى الاردن، حيث تشير أحدث احصاءات وزارة السياحة الاردنية الى انه في النصف الاول من العام الجاري انخفض عدد السياح الاوروبيين الى 457،128 مقابل 848،158 في الفترة نفسها من العام 2000، وانخفض كذلك عدد السياح الاميركيين بنسبة 39% في فترة المقارنة نفسها من 177،70 الى .42.787 وفي المقابل، زاد عدد السياح من العرب بنسبة 4،20% ومن اسرائيل، وغالبيتهم العظمى من عرب اسرائيل، بنسبة 2،16% خلال النصف الاول من العام الجاري، حيث بلغا على التوالي 627،369 و927،76 مقابل 869،306 و158،66 في النصف الاول من العام الماضي.

ولعناية السياح العرب تحديدا، تعتزم امانة عمان بمناسبة اختيار عمان كعاصمة للثقافة العربية في العام 2002 تحويل احد شوارع منطقة غرب عمان الحديثة في حي الشميساني الى «شارع ثقافي». ويؤكد الحديد ان الشارع وهو بطول 300 متر وعرض 15 مترا سيضم معارض فنية تشمل اعمالا نحتية وخزفية واكشاكا لبيع الكتب والصحف ومسرحا مظللا لالقاء الشعر وتقديم العروض المسرحية ودار سينما في الهواء الطلق، بالاضافة الى معرض للكتاب. وتتخلل الشارع زراعات وممرات مائية صغيرة على ان يسمح بمرور السيارات بصورة محدودة على طرفي الشارع. وفي الاطار نفسه، تعتزم الامانة من جهة اخرى تزيين عدد من ساحات العاصمة بأربع لوحات جدارية من تصميم فنانين عرب وأردنيين.