وزير التجارة العراقي : ارقام تبادلنا التجاري مع سورية تجاوز الطموح

TT

قال وزير التجارة العراقي محمد مهدي صالح ان ارقام التبادل بين سورية والعراق تجاوزت الطموح، حيث بلغت حتى الآن مليارا و300 مليون دولار ويتوقع ان تتجاوز المليار ونصف المليار دولار مع نهاية العام الحالي.

واوضح الوزير العراقي في حديث لـ«الشرق الأوسط» بدمشق ان سبب هذه الزيادة يعود الى اعطاء العراق الاولوية لسورية في استيراد حاجاته بحيث تحتل المرتبة الاولى في التعامل التجاري مع العراق سواء بالاستيراد منها او عن طريقها، وتوقع ان يحقق التبادل التجاري بين العراق وسورية قفزات كبيرة خلال السنوات القليلة القادمة.

واشار وزير التجارة العراقي الى ان التعاون الاقتصادي بين سورية والعراق يتنامى باستمرار وخاصة بعد زيارة رئيس الوزراء السوري الاخيرة لبغداد، حيث تم التوقيع على عدد من اتفاقيات التعاون في جميع المجالات، وعلى عقود مع القطاعين العام والخاص في سورية لتنفيذ مشاريع في العراق، اهمها مشروع بناء صوامع حبوب كبيرة من قبل القطاع العام السوري، تبلغ كلفة الصومعة الواحدة 54 مليون دولار، كما تم الاتفاق على انشاء خمسة مجمعات سكنية وعدة مشافي بكلفة 40 مليون دولار، كما اتفق على المشاركة في تأسيس فنادق واعادة تأهيل مشاريع سياحية قائمة حاليا في العراق.

واشار الوزير العراقي الى انه تجري حاليا مباحثات لتنفيذ مشاريع ري وزراعة وبنى تحتية وخدمات بالتعاون مع القطاع العام والخاص، بالاضافة الى بحث اقامة مشاريع مشتركة وخاصة في سورية لمصلحة السوق العراقي على غرار ما حصل في الامارات، حيث تملك سورية فرصة كبيرة لاقامة صناعات للسوق العراقية بحكم الاولوية المعطاة لسورية والقرب الجغرافي.

واوضح محمد مهدي صالح ان التعامل السوري العراق يأخذ عدة اتجاهات هي: تعامل مفتوح بين القطاع الخاص في كلا البلدين ضمن منطقة التجارة الحرة المشتركة، قطاع عام عراقي مع قطاعين عام وخاص سوريين، واستيراد المؤسسات العراقية الحكومية لسلع شركات سورية وفق مذكرة التفاهم، والاستيراد من دول اخرى عن طريق الموانئ السورية.

وقال الوزير العراقي ان من شأن ذلك تعزيز الخدمات داخل سورية، وتوفير الامكانيات لانشاء صناعات داخل سورية للسوق العراقي، وقد تم الاتفاق فعليا على انشاء شركات سورية ـ عراقية مشتركة في مجال النسيج والزجاج والخزف، ويتوقع ان توظف في هذه المشاريع عشرات الملايين من الدولارات.

وعن واقع الاستيراد للسوق العراقي عن طريق ميناء طرطوس قال الوزير صالح: ان ميناء طرطوس يمثل حاليا مرتبة متقدمة بين مجموعة الموانئ التي تخدم السوق العراقي، وقد بلغ حجم ما تم استيراده عن طريق ميناء طرطوس حتى الان مليون طن، اضافة الى وجود عقود جديدة سترفع الرقم الى مليون ونصف مليون طن.

وفي مجال استيراد الادوية من سورية قال: ان استيراد الادوية السورية يتم بشكل جيد وخاصة من القطاع الخاص، والصيدليات والمشافي الاهلية في العراق تزود معظمها من القطاع الخاص السوري، واشار الى ان عقود الدواء المورد من سورية حتى الآن بلغت نحو 350 مليون دولار.

وتوقع الوزير العراقي حدوث تزايد واضح في عدد العمال السوريين في العراق نتيجة المشاريع التي تنفذها جهات سورية هناك، مؤكدا حدوث تزايد في الاعتماد على الخبرة السورية ضمن التعاون الفني والثقافي الموقع بين البلدين.

وعن مشاركة بلاده في معرض دمشق الدولي، قال الوزير العراقي ان هذه المشاركة اصبحت من المشاركات الهامة والاساسية في معرض دمشق الدولي، ويتميز الجناح العراقي الحالي باتساع تشكيلة السلع المعروضة، بالاضافة الى تخصيص جزء من الجناح العراقي لعكس حالة الاعمار الذي تحقق في العراق بعد ما تعرض له من تدمير.

في سياق آخر التقى الوزير العراقي محمد مهدي صالح مع وزير الصناعة الفلسطيني، وتم الاتفاق على موعد اقامة معرض المنتجات الفلسطينية في بغداد في الثامن من الشهر القادم.

وحول هذا اللقاء قال الوزير مهدي: ان العراق يطمح لشراء سلع فلسطينية المنشأ ولتطوير علاقات التعاون الاقتصادي مع دولة فلسطين، مشيرا الى ان هناك عملية شراء للسلع الفلسطينية تتم حاليا ولكن عن طريق معارض المنتجات الفلسطينية التي تقام في بغداد فقط وذلك لضمان عدم دخول اي سلعة اسرائيلية الى السوق العراقية.

واكد ان مشاركة دولة فلسطين في معرض دمشق الدولي في هذه الفترة تعتبر بمثابة التحدي للعدوان الاسرائيلي.