بلغاريا تعين لجنة لإدارة شركة «خطوط البلقان» وتحاكم مديرها الإسرائيلي تمهيدا لعودة الشركة الى ممتلكات الدولة

TT

اكد وزير النقل والاتصالات البلغاري بلامين بيتروف ان مجموعة من خبراء وزارته تعكف على صياغة خطة تهدف الى تمتين حالة الخطوط الجوية «بلقان». واضافت وزارة النقل والاتصالات بهذا الخصوص ان استراتيجية لتعزيز شركة «بلقان» ستكون جاهزة في غضون ايام.

وكانت خطوط «بلقان» الجوية ومنذ ان اشترى رجل الاعمال الاسرائيلي جاد زييفي، قبل اكثر من عامين 75 في المائة من اسهمها، في سياق عملية نقل ملكيتها الى القطاع الخاص، قد مرت ولا تزال بمحنة تعاني منها حتى الان على اكثر من صعيد.

وبهذا الخصوص قالت راليتسا توبيتشييفا، وهي احد خبيرين اثنين وكلتهما الدولة لادارة شؤون «بلقان»: «ان الحالة المالية لهذه الشركة سيئة جدا في الوقت الحاضر» مضيفة بانها وجهت اقتراحا الى وكالة «جباية الديون والمستحقات» والى وكالة الخصخصة في بلغاريا حول تنسيق الجهود لتحويل ديون الدولة المترتبة على شركة «بلقان» الى اسهم تقوم اولا بالتعويض عن تلك الديون وثانيا، تمارس بها الدولة حق الملكية في «بلقان» بعد ان تصبح مساهما رئيسيا فيها.

وكانت الحكومة البلغارية قد كلفت خبيرين بمتابعة شؤون الخطوط الجوية «بلقان» في اعقاب تراجع جاد زييفي عن تنفيذ التزامات هذه الشركة محليا وعالميا.

ووصف مراقبون الاقتراح الذي تقدمت به توبيتشييفا بانه بمثابة تراجع عن خصخصة «بلقان» والدعوة الى تأميم هذه الشركة، في حين رحبت مصادر محلية بعودة «بلقان» الى حظيرة ممتلكات الدولة معيدة الى الاذهان صفقة الخصخصة التي ابرمتها بلغاريا مع رجل الاعمال الاسرائيلي، جاد زييفي، وما آلت اليه الخطوط الجوية البلغارية من تراجع وانحطاط تحت ادارته.

وعلى هذا الصعيد ايضا تنظر احدى محاكم صوفيا في قضية ديون مستحقة على «بلقان» يتعين تسديدها للحكومة البلغارية ولادارة حركة الملاحة الجوية ولنقابة الطيارين ولشركات وقود وغيرها من جهات رسمية وغير رسمية. بيد ان جاد زييفي لا يعترف بتلك الديون وبالتالي لا يريد تسديدها.

جدير بالذكر ان «مجموعة زييفي» التي اشترت بلقان بمبلغ 150 الف دولار فقط كانت قد تعهدت بتسديد ديون هذه الشركة وتحديثها عن طريق تزويدها بطائرات عصرية تحل محل الطائرات الروسية.

وبناء على قرار المحكمة المذكورة، الذي يمكن ان يصدر في احسن الاحوال بعد نحو شهر واحد، سيقرر شكل الخطوة التالية على هذا الصعيد التي ستقدم عليها الجهات الرسمية في صوفيا المعنية بالامر. بيد ان ذلك لم يمنع وزارة النقل والاتصالات في صوفيا من اعلان نيتها على صياغة خطة بهذا الشأن. ولعل هذا الاعلان المبكر جاء لتهدئة الجو المتوتر الذي يسود دوائر «بلقان» وموظفيها الذين اعربوا عن قلقهم «لان الدولة لم تعد تهتم بهم»، في حين اعلن طياروها عن الاستعداد للبدء بعملية احتجاج «اذا لم يصدر عن الحكومة قرار بشأن هذه الخطوط الجوية في موعد اقصاه الرابع عشر من الشهر الجاري».

وعلى صعيد ذي صلة اكدت المصادر الرسمية البلغارية المعنية بهذه القضية ان مجموعة «غادين» الاسرائيلية، صاحبة شركة اسرائيلي اير، وكذلك شركة توكودا اليابانية هما الجهتان الوحيدتان اللتان اعربتا امام الجهات البلغارية عن الرغبة في ادارة أعمال وشؤون «بلقان». ولم تدل تلك المصادر بتفاصيل اخرى بهذا الشأن باستثناء الاشارة الى «ان التوقيع على عقد بهذا الخصوص مع مستثمر اجنبي فيه قدر من المجازفة».