وضعت دبي امس حداً للمخاوف من إلغاء او تأجيل دورة معرض دبي للطيران السابعة عندما اعلن رئيس دائرة الطيران المدني بدبي الشيخ احمد بن سعيد المكتوم في تصريحات له امس عن ترتيبات المعرض وتأكيده أنه سيعقد في موعده في الفترة من 4 الى 8 نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل.
ويجيء هذا الاعلان في وقت تخشى فيه الدوائر المالية والاقتصادية في امارة دبي ان تؤثر الهجمات الارهابية التي تعرضت لها نيويورك وواشنطن الاسبوع الماضي على بعض المعارض والفعاليات والانشطة التي تنظم في دبي، والتي يعتبر معرض دبي للطيران من ابرزها.
وقال الشيخ احمد بن سعيد ان معرض دبي للطيران الذي ينعقد في مركز معارض مطار دبي الدولي سيشهد اكبر حشد من الوفود الرسمية في تاريخه، حيث تم توجيه الدعوات الى اكثر من 66 من مديري شركات الطيران المتخصصة في النقل والشحن اضافة الى حوالي 50 مسؤولاً من سلطات الطيران المدني و60 بعثة عسكرية من 78 دولة في مختلف انحاء العالم.
وذكر الشيخ احمد بن سعيد ان «ادارة المعرض قامت بتعزيز برنامج الوفود هذه المرة، لأن البرنامج يمثل ركناً رئيسياً من اركان المعرض ويمكن العارضين من الالتقاء بصانعي القرار وهو امر يصعب تحقيقه من دون وجود برنامج خاص بهذا الشأن».
ويتولى الاشراف على المعرض دائرة الطيران المدني بدبي وبالتنسيق مع وزارة الدفاع الاماراتية. وتقوم بتنظيم المعرض شركة فيرز اند اكزيبشنز العالمية التي واكبت مسيرة المعرض منذ انطلاقه قبل اكثر من 12 عاماً.
ويعقد المعرض مره كل عامين ويتناوب وفق هذا الترتيب مع معرض الدفاع الدولي في أبوظبي «ايدكس» والمتخصص في مجالات الاسلحة البرية والبحرية والمعدات والمهمات الالكترونية واللوجستية.
وطمأن الشيخ احمد المشاركين في الدورة المقبلة للمعرض على ان المنظمين يعملون بصورة حثيثة على تسهيل مهمة تحديد العارضين الذين يود المدعوون من المسؤولين الالتقاء بهم خلال فترة انعقاد المعرض، حيث سيتولى مرافقو الزائرين ترتيب المواعيد لهم مع العارضين.
وكانت اللجنة العليا للمعرض قد عقدت الليلة قبل الماضية اجتماعاً برئاسة الشيخ احمد بن سعيد المكتوم حيث اكدت اللجنة ان المعرض سيقام في موعده ودون تغيير رغم الاحداث المأساوية التي وقعت في نيويورك وواشنطن الاسبوع الماضي.
وقال الشيخ احمد ان الاعمال تسير بصورة طبيعية، مشيراً الى ان عارضاً واحداً فقط انسحب من المعرض وان عارضاً اميركياً آخر اكد شفوياً رغبته في المشاركة بالاضافة الى طلب روسي لتوسعة جناح روسيا في المعرض.
وهناك 8 اجنحة وطنية في المعرض ومنها جناح للسويد التي تشارك لأول مرة بالاضافة الى 500 شركة من 33 دولة.
وكانت الهجمات الارهابية التي وقعت الاسبوع الماضي قد وضعت علامات استفهام كبيرة حول عدد من الانشطة والفعاليات المنتظر تنظيمها في دبي خلال شهري اكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر (تشرين الثاني) القادمين.
ومن الانشطة التي حامت حولها علامات الاستفهام معرض تكنولوجيا المعلومات جيتكس 2001 المقرر اقتتاحه في الرابع عشر من الشهر القادم والذي يستقطب في العادة كبرى الشركات العالمية العاملة في مجال تكنولوجيا المعلومات.
كما تشمل هذه الانشطة قمة ستارز وهي عبارة عن مؤتمر اقتصادي عالمي تحضره شخصيات سياسية ومالية مرموقة، من ابرزهم الرئيس الاميركي السابق بيل كلينتون. ومن المقرر ان تعقد هذه القمة في الفترة من 13 الى 15 اكتوبر، بخلاف عشرات من المعارض والمؤتمرات الاصغر حجماً والتي تم ادراجها ضمن انشطة مركز دبي التجاري العالمي التي تعتبر اهم الجهات المنظمة للمعارض والفعاليات الاقتصادية او على اجندة الشركات الخاصة التي تشتغل في مجال تنظيم المعارض والمؤتمرات.
وفيما اكدت المصادر الرسمية في دبي لـ«الشرق الأوسط» انه لا تغيير على جدول المؤتمرات والمعارض المقرر ان تستضيفها دبي خلال شهري اكتوبر ونوفمبر المقبلين، فإن مصادر الفنادق في دبي، ذكرت ان هناك إلغاء حجوزات عديدة، وأنها تتوقع تراجعاً في حجم الاشغال لهذا الموسم قياساً لما كان عليه الوضع في سنوات سابقة.
وتقول هذه المصادر انه في مثل هذا الوقت في الظروف العادية فإن حجوزات الفنادق تكون اكبر من الطاقة التشغيلية المتوفرة، اما في هذه السنة فإن هناك نسبة كبيرة من طاقة فنادق دبي شاغرة تنتظر اما الحجز او تأكيد حجوزات سابقة.
ويقول احد المنظمين ان إلغاء الحجوزات في الفنادق لا يشكل مؤشراً ودليلاً على إلغاء المؤتمرات والمعارض المقررة منذ مدة طويلة.
ويشير الى ان هذه المعارض والمؤتمرات قد تشهد عدداً اقل من الزوار، بسبب تداعيات الهجمات الارهابية الاخيرة، لكن من المؤكد ان احداً لا يفكر في الغاء او تأجيل اي من تلك المعارض والمؤتمرات خاصة تلك التي اقتربت مواعيد تنظيمها، والتي اصبحت كلفة الانسحاب منها اكبر من كلفة المشاركة فيها.