صناعة الطيران الأميركية تطلب 24 مليار دولار وبوش يبحث تقديم مساعدات

TT

واشنطن ـ رويترز: قال دونالد ايفانز وزير التجارة الاميركي أمس ان الرئيس جورج بوش يبحث تقديم مساعدات مالية مباشرة لمساعدة شركات الطيران الاميركية على الخروج من الازمة التي تعاني منها بعد الهجمات المدمرة على نيويورك وواشنطن الاسبوع الماضي. وردا على سؤال عما اذا كان الرئيس بوش يبحث تقديم مساعدات مباشرة مثل القروض او ضمانات القروض قال ايفانز لرويترز «انه يبحث ذلك ولا أعرف الاجابة النهائية أو الحل او القرار النهائي».

ويبحث زعماء الكونجرس الاميركي طلبا من شركات الطيران بالحصول على مساعدات قدرها 24 مليار دولار في الوقت الذي طلب فيه الرئيس بوش من حكومته اقتراح مجموعة تدابير شاملة لدعم الصناعة التي تضررت بشدة من الهجمات المدمرة الاسبوع الماضي. وقالت كلير بوشان المتحدثة باسم البيت الابيض أول من أمس ان الرئيس وجه العاملين معه لوضع سلسلة من المقترحات لمساعدة الصناعة على الخروج من المشاكل التي نتجت عن هجمات الاسبوع الماضي.

وأدت هجمات يوم الثلاثاء الماضي الى تطبيق اجراءات امنية جديدة مكلفة ودفعت الكثيرين للاحجام عن الطيران كوسيلة للانتقال. وقالت رابطة النقل الجوي التي تمثل شركات الطيران الرئيسية ان الطلب الذي تقدمت به الشركات يشمل ضمانات قروض بقيمة 11.2 مليار دولار واعفاءات ضريبية قيمتها 7.8 مليار دولار ومساعدات نقدية مباشرة بخمسة مليارات دولار.

وقال مايكل واسكوم نائب رئيس الرابطة لشؤون الاتصالات ان هذا الطلب يتعلق ببقاء صناعة الطيران ذاتها. والتقى مديرو شركات الطيران أمس مع نورمان مينيتا وزير النقل ولورانس لينزي المستشار الاقتصادي للبيت الابيض.

وتعقد اللجنة الفرعية لشؤون الطيران بمجلس النواب اجتماعا اليوم مع ممثلي صناعة النقل الجوي لبحث المشاكل المالية التي تواجهها الصناعة. وكانت اسهم شركات الطيران على رأس الاسهم التي انخفضت بشدة أمس الاول عند استئناف العمل في البورصات اذ فقدت اجمالا ما قيمته 6.66 مليار دولار من رأس المال المتداول للشركات.

وانضمت شركة «فيرجن اتلانتك» الى الشركات الاميركية في خفض عدد رحلاتها وقالت انها ستستغني عن 1200 موظف لتصبح أول شركة اوروبية تعلن تقليص عمالتها منذ بدأت الازمة. وقالت ايضا انها ستوقف خمس طائرات من طراز بوينج 747/200 عن العمل وتلغي 20 في المائة من رحلاتها عبر الاطلسي.

وقالت شركة سابينا البلجيكية امس ايضا انها قد لا تتمكن من مواصلة نشاطها حتى نهاية العام اذا لم تتوصل الى اتفاق مع اتحادات العاملين لاعادة هيكلة الشركة. وأضافت ان الهجمات المدمرة على نيويورك وواشنطن زادت اوضاعها المالية المتعثرة سوءا.

وأعلنت «لوفتهانزا» الالمانية ايضا انها ستخفض رحلاتها عبر المحيط الاطلسي. وكانت شركة «كونتننتال ايرلاينز» خامس اكبر شركة طيران اميركية قد أعلنت يوم السبت الماضي انها ستستغني عن 12 الف موظف، وتوقع مديرها التنفيذي جوردون بيثون ان يصل عدد الوظائف التي ستستغني عنها صناعة الطيران الى 100 الف. ومنذ يوم السبت الماضي بلغ عدد الموظفين الذين قالت شركات الطيران انها ستستغني عنهم 26500 موظف.

وأعلنت شركات الطيران الخمس الكبرى كلها في الولايات المتحدة خفض رحلاتها بنسبة 20 في المائة. وقالت كونتننتال ايرلاينز انها تخسر 30 مليون دولار كل يوم، وانها قد تطلب حمايتها من الدائنين بموجب قانون الافلاس في أواخر أكتوبر (تشرين الاول) الماضي اذا لم تحصل على مساعدات من الحكومة. وقالت الخطوط الجوية البريطانية انها ستصدر بيانا مفصلا خلال الاسبوع حول ردها على الاحداث الاخيرة.

وفي امستردام قالت أمس شركة «كي.ال.ام» الهولندية انها تتوقع ان تمنى بخسارة في السنة المالية الجارية بسبب الاثار السلبية للهجمات. وكانت شركات الطيران الاجنبية قد بدأت يوم الجمعة الماضي وبشكل تدريجي استئناف رحلاتها الى الولايات المتحدة. وأعلن العديد من شركات الطيران عن استئناف الرحلات العادية للولايات المتحدة من جديد، لكن ليس هناك ما يؤكد ان الحجوزات ستظل على المستوى الذي يمكن الشركات من مواصلة هذه الرحلات.

وقالت شركة الخطوط الجوية اليابانية ان حوالي عشرة في المائة من الركاب ألغوا رحلاتهم في الفترة من 12 الى 30 سبتمبر (ايلول) الجاري. وقدمت شركة «أماديوس» للحجوزات أول دليل مادي على مدى الضرر الذي لحق بصناعة الطيران اذ قالت ان عمليات الحجز العالمية بين يومي الثلاثاء والجمعة من الاسبوع الماضي انخفضت بنسبة 28 في المائة مقارنة بالفترة المقابلة العام الماضي. وكانت الحجوزات في الولايات المتحدة الاسبوع الماضي محدودة للغاية اذ بلغت 26 في المائة فقط من مستواها في الفترة المقابلة من العام الماضي لكن هذا كان متوقعا نظرا لاغلاق المجال الجوي الاميركي. لكن الحجوزات في بقية انحاء العالم انخفضت 19 في المائة أيضا.