تراجع بورصات أوروبا رغم ارتفاع أسهم اليابان وطوكيو تتدخل لحماية الدولار

TT

التقطت الاسهم العالمية انفاسها خلال تداولات امس بعد توقف موجة بيع كبيرة في الاسواق تجنبا لتحقيق مخاسر كبيرة على غرار تلك التي تحققت خلال اليوم الاول الذي استؤنفت فيه التداولات مطلع الاسبوع الجاري. وهدأت تطمينات لكبار المستثمرين ورجال الاعمال من روع المستثمرين الذين يترقبون بحذر تطورات الايام القليلة المقبلة وسط تزايد احتمالات توجيه ضربة اميركية لافغانستان وربما لدول اخرى على خلفية التفجيرات التي استهدفت نيويورك وواشنطن الاسبوع الماضي. كذلك استقر الدولار في تعاملات امس وسط تأكيدات من البنوك المركزية العالمية بانها لن تسمح للدولار بالهبوط الى مستويات قياسية حيث وعدت خلال الاسبوع الماضي بانها جاهزة لضخ 80 مليار للدفاع عن سعر الدولار امام العملات الاخرى وخاصة الين الياباني واليورو. في هذه الاثناء ارتفعت الاسهم الاميركية عند الفتح في بورصة وول ستريت امس بفعل مشتريات لمستثمرين من متصيدي الصفقات بعد ان هبطت السوق في اليومين الماضيين الى ادنى مستوياتها في ثلاثة اعوام. وصعد مؤشر داو جونز الصناعي للاسهم الممتازة 44.30 نقطة او 34.0 في المائة الى 84.8933 نقطة بعد ان سجل امس ادنى مستوى اغلاق له منذ منتصف ديسمبر (كانون الاول) 1998 . وارتفع مؤشر ناسداك المجمع السريع التأثر باسهم شركات التكنولوجيا المتطورة، 99.8 نقطة او 58.0 في المائة الى 07.1564 نقطة. وزاد مؤشر ستاندارد اند بورز الاوسع نطاقا ثلاث نقاط او 29.0 في المائة الى 74.1035 نقطة.

واغلق مؤشرا ناسداك وستاندارد اند بورز امس الاول على ادنى مستوياتهما منذ منتصف اكتوبر (تشرين الاول) .1998 الا ان مؤشرات البورصات الاميركية تخلت عن مكاسبها الساعة 1700 بتوقيت جرينتش تاركة الباب مفتوحا على كل الاحتمالات. وكانت الاسهم اليابانية قد نجحت باسترداد جانب من خسائرها حيث اغلق مؤشر نيكاي مرتفعا بمقدار 259 نقطة عند حوالي 9939.6 نقطة. ضمن هذا السياق اعلنت وزارة المال اليابانية انها تدخلت امس الاربعاء في سوق المال لوقف ارتفاع سعر الين بالنسبة الى الدولار. وقال متحدث باسم الوزارة «تدخلنا في السوق هذا الصباح (أمس)». وقد امرت وزارة المال للمرة الثانية هذا الاسبوع بنك اليابان بشراء دولارات وبيع ين.

وتراجع الين بعد الاعلان. وبلغ سعر الدولار 74،117 ين بارتفاع كبير بالنسبة الى سعره عند بدء التداولات بمقدار 117، وقال متعاملون ان الدولار ارتفع مقابل الين اوائل التعامل في اسيا امس بعد تراجعه في الاسواق الخارجية اليوم السابق في اعقاب هبوط الاسهم الاميركية وقرار بنك اليابان المركزي تخفيف سياسته النقدية.

وقال محللون انه من المحتمل ان يختبر الدولار مستويات جديدة على الرغم من احتمال تدخل بنك اليابان في السوق عند هذا المستوى كما فعل يوم الاثنين الماضي. واضافوا قولهم ان اليورو استفاد ايضا من هبوط الاسهم الاميركية في اعقاب الهجمات على الولايات المتحدة الاسبوع الماضي.

وفي لندن انخفضت الاسهم القيادية في السوق البريطانية من جديد امس تحت وطأة تراجع أسهم قطاع النفط وهبوط سهم «كيبل اند وايرلس» بعد ان اصدرت تحذيرا للمستثمرين من انها تتوقع انخفاض الايرادات.

وفي الساعة 1400 بتوقيت جرينتش انخفض مؤشر فاينانشال تايمز المكون من أسهم 100 مؤسسة بريطانية كبرى 6.45 نقطة، اي بنسبة 94.0 في المائة الى 4803.1 نقطة.

وراوح مؤشر فاينانشال تايمز الرئيسي قرب أدنى مستوياته منذ ثلاثة أعوام بعد ان فقد أكثر من 22 في المائة من قيمته منذ بداية العام. وقال مارتن دوبسون كبير المتعاملين في مؤسسة ناتوست للاوراق المالية «يبدو ان السوق استقرت بعض الشيء واصبحنا محصورين في نطاق بين 4600 و5000 نقطة، ولن نشهد اي ارتفاعات عن هذا المستوى في الوقت الراهن». وفي الوقت الذي توقف فيه هبوط اسهم شركات الاتصالات انخفض سهم شركة كيبل اند وايرلس البريطانية الى أدنى مستوى منذ تسعة أعوام بعد ان حذرت من انخفاض الايرادات في انشطة خدمات الانترنت الرئيسية. لكن سهم فودافون عملاق اتصالات الهاتف المحمول، ارتفع بنسبة تتجاوز ثلاثة في المائة. واستمرت الضغوط على اسهم شركات الطيران وعلى رأسها الخطوط الجوية البريطانية التي انخفض سهمها 5.2 في المائة الى 5.169 بنس. وفي بقية الاسواق الاوروبية تماسكت اسهم فرانكفورت وحققت مكاسب طفيفة بلغت نحو 15 نقطة لتقفل عند مستوى 4209.78 نقطة فيما تراجعت اسهم باريس 17 نقطة واقفلت عند مستوى 3952.5 نقطة. وسجلت اسعار النفط تراجعا امس في لندن متأثرة بتداعيات الاعتداءات التي استهدفت الولايات المتحدة في الحادي عشر من الشهر الجاري وتأثيرها على الاقتصاد العالمي بشكل عام وعلى حركة الطيران المدني بشكل خاص. ويقول المحللون ان القلق من احتمال تراجع الطلب على النفط كان يتقدم يوم اول من امس بسبب المخاوف حيال تأمين النفط في حال حصول تصعيد عسكري.

وقال لورانس ايغلز المحلل في شركة «جي ان آي» للوساطة ان المخاوف من حصول ضربة اميركية «لا تزال بعيدة في هذه المرحلة لكي تؤخذ بالاعتبار بالنسبة لاسعار النفط في حين ان التهديدات على الطلب هي واقع».

ويقول وسيط في شركة اخرى ان السوق تتفاعل مع «المخاوف من ان يؤدي تراجع البورصات بعد الاعتداءات الى تسريع التباطؤ الاقتصادي الذي سجل خلال الاشهر الماضية».

ويضيف ان «شركات الطيران لا سيما بوينغ تعتقد ان حركة الملاحة الجوية ستتأثر مما يعني انخفاضا كبيرا في الطلب على الكاز الذي هو احد المنتجات المهمة جدا في مجال الطلب على النفط». ويمثل الكاز 7% من منتجات النفط المكررة كما قال اخصائي في هذا القطاع. وقال ان «الطلب العالمي على الكاز يبلغ 7 ملايين برميل في اليوم ومنذ الاعتداءات نقدر انه تراجع بحوالى 20%».