مستوردون آسيويون للنفط يتخذون إجراءات وقائية لحماية إمدادات النفط

النعيمي في آسيا يطمئن عملاء السعودية: اجماع عام في «أوبك» على تحقيق استقرار سوق النفط العالمية

TT

سيول ـ رويترز: سعت المملكة العربية السعودية امس لتهدئة مخاوف عملائها الآسيويين من ان يدفع الرد العسكري الاميركي المتوقع على هجمات الاسبوع الماضي أسعار النفط للارتفاع بحدة.

وابلغ علي النعيمي وزير النفط السعودي، وزير التجارة الكوري الجنوبي تشانغ تشي شيك امس انه لا يتوقع تغيرا جذريا في اسعار النفط هذا العام.

واتخذ مستوردون آسيويون للنفط في تايوان وتايلاند والفلبين وبعض المصافي اليابانية اجراءات وقائية لحماية امدادات النفط منذ الهجمات التي شهدتها الولايات المتحدة الاسبوع الماضي.

وظل التجار قلقون من ان يؤدي الرد العسكري لاضطرابات في الشرق الاوسط الذي يضم ثلثي احتياطيات العالم من النفط.

ونقلت الوزارة عن النعيمي قوله ان منظمة «أوبك» المقرر ان يجتمع وزراؤها في فيينا يوم 26 سبتمبر (ايلول) الجاري لمراجعة السياسة الانتاجية توصلت الى إجماع عام على تحقيق استقرار سوق النفط العالمية. وقال ان الامدادات السعودية مستمرة كالمعتاد.

ولم توضح الوزارة السياسة التي من المتوقع ان تنتهجها «أوبك» الاسبوع المقبل.

لكن علي رودريجيز الامين العام للمنظمة وشكيب خليل رئيسها قالا هذا الاسبوع إنهما لا يريان حاجة لزيادة الانتاج بسبب عدم وجود نقص فوري في النفط الخام في الاسواق.

وأكد النعيمي اثناء وجوده في الصين اول من أمس الخميس مجددا ان المنظمة تضع مستوى مستهدفا لمتوسط اسعار سلة خاماتها يبلغ 25 دولارا للبرميل. ويبدد ذلك تكهنات بأن المنظمة قد تبحث خفض السعر لمساعدة الولايات المتحدة المستهلك الرئيسي في الخروج من ظروفها الاقتصادية الصعبة.

وكانت اسعار النفط قد تراجعت بعد ارتفاعها المفاجئ اثر الهجمات على الولايات المتحدة وسط بوادر على حالة كساد وشيكة من شأنها خفض الطلب على نفط «أوبك».

وعلى صعيد الاسعار، فتح مزيج برنت، خام القياس العالمي في التعاملات الآجلة، في بورصة البترول الدولية على ارتفاع امس معوضا جزءا زهيدا من خسائره الكبيرة في الفترة الاخيرة، لكن المتعاملين ما زالوا متشككين في اتجاهه لانتعاش مستقر.

وقال المتعاملون ان السوق ما زالت مضطربة للغاية في ظل الاضطرابات الاقتصادية العالمية.

وفي الساعة 1053 بتوقيت جرينتش ارتفع سعر برنت في عقود نوفمبر (تشرين الثاني) 18 سنتا الى 26.10 دولار للبرميل بعد ان صعد في وقت سابق الى26.48 دولار. وكانت عقود نوفمبر قد اغلقت على انخفاض 40 سنتا، مسجلة 25.92 دولار للبرميل يوم الخميس.

وقال لورانس ايجل من «جي.ان.اي»: «إن عمليات تغطية المراكز قصيرة الاجل قبيل عطلة نهاية الاسبوع وتوقعات بأن تدعم تصريحات بوش السوق والانخفاض في سوق النفط كلها اسباب تدعو للتطلع لانتعاش اسعار النفط».

وأضاف «لكن المتعاملين بدأوا يعتادون على الاعتقاد بأن امدادات النفط بعيدة عن اي مخاطر وان «أوبك» لن تفعل شيئا. فالاقتصاد هو المحرك الوحيد».

وارتفع سعر السولار في عقود اكتوبر (تشرين الاول) 2.25 دولار مسجلا231.50 دولار للطن بعد ان ارتفع في وقت سابق الى 233.50 دولار.

وقال المتعاملون ان المخاوف من حالة كساد عالمي قوية بما يكفي لأن تطغى على المخاوف المتعلقة باحتمال اضطراب وصول الامدادات اذا شنت الولايات المتحدة ردا عسكريا على الهجمات التي تعرضت لها الاسبوع الماضي.

الى ذلك، قال رام نايك وزير البترول والغاز الطبيعي الهندي امس ان وزير البترول السعودي علي بن ابراهيم النعيمي ابلغه ان دول «أوبك» تريد لاسعار النفط ان تبقى حول 25 دولارا للبرميل.

واضاف نايك ان «أوبك» تدرس ايضا تيسيرات مثل منح الدول النامية فترة اطول للدفع الاجل لتخفيف عبء ارتفاع وتقلب اسعار النفط.

وقال نايك للصحافيين في نيودلهي انه بحث هذه الامور مع النعيمي في اجتماع في شنغهاي على هامش المؤتمر العالمي للبترول الذي عقد في وقت سابق من هذا الاسبوع.