حكومات العالم تتحرك لإنقاذ شركات الطيران

TT

سنغافورة ـ رويترز: تحركت الحكومات لانقاذ شركات الطيران امس فوافق زعماء الولايات المتحدة على خطة انقاذ قيمتها 15 مليار دولار لشركات الطيران. وقال الاتحاد الاوروبي انه قد يدعم شركاته لمواجهة زيادة التأمين من مخاطر الحرب. وفي حين تعاني الشركات من صعوبات مالية ومن انخفاض اعداد الركاب وارتفاع التكاليف الامنية نتيجة للهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة، فانها قد لا تسير رحلات على الاطلاق من دون التأمين من مخاطر الحرب المتوقع ان تزيد اقساطه بدرجة كبيرة اعتبارا من الاسبوع المقبل.

لكن تتخذ خطوات على نطاق واسع الآن لمنع توقف شركات الطيران عن العمل اعتبارا من يوم الثلاثاء المقبل الموعد الذي اعلنته شركات التأمين لالغاء التغطية الحالية لمخاطر الحرب. وحثت شركات الطيران العالمية حكوماتها على تحمل اعباء التأمين في المستقبل، قائلة ان الصناعة ذاتها في خطر. وقالت لويولا دي بالاشيو مفوضة المواصلات في الاتحاد الاوروبي امس من دون الخوض في مزيد من التفاصيل «يجب ان يكون هناك حل على المستوى الاوروبي». وقالت الحكومة الاسترالية كذلك انها ستؤدي دورها في ضمان تغطية شركات الطيران.

وأحد الحلول المطروحة هو التأمين الحكومي. وتقول الخطوط الجوية البريطانية «بريتيش ايرويز» ان الشركات البريطانية واثقة من ان المشكلة ستحل قريبا. وقال وزير الاقتصاد الالماني فيرنر مولر ان تقديم المساعدة لشركة لوفتهانزا ممكن رغم معارضته لمثل هذه الاجراءات. وقال توماس داشل زعيم الاغلبية في مجلس الشيوخ الاميركي ان الخطة الحكومية لدعم شركات الطيران تشمل دفع مبلغ خمسة مليارات نقدا وفورا وتقديم عشرة مليارات اخرى على شكل ضمانات قروض. كما تشمل ان تنظر الحكومة في مسألة دفع بعض التعويضات لضحايا الهجمات. وقال النائب الديمقراطي دينيس هاسترت انه يتوقع ان يصوت مجلس النواب بكامل اعضائه على الصفقة. وقال داشل ان مجلس الشيوخ سيصوت عليها في اسرع وقت ممكن.

لكن اثر الهجمات على شركات الطيران يختلف من منطقة لمنطقة ومن شركة لأخرى، فاتهمت شركة طيران «رايان اير» الشركات المنافسة امس بالتسول من اجل الحصول على مساعدات حكومية، في الوقت الذي يتعين عليها فيه خفض اسعار التذاكر وتوفير الانتقالات للركاب بعد الهجمات التي تعرضت لها الولايات المتحدة في الاسبوع الماضي. وقال مايكل اوليري مدير شركة «رايان اير» ان حجوزات التذاكر في شركته لم تتأثر بشكل كبير بعد بهجمات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) الحالي على نيويورك وواشنطن بطائرات ركاب مخطوفة. ومن ناحية اخرى انضمت شركة الطيران الكورية التي طلبت دعما من الحكومة الى صفوف الشركات التي قررت خفض العمالة امس ولكنها لم تحدد عدد العمال الذين سيتم الاستغناء عنهم.

ومع ذلك يبدو ان شركات الطيران الآسيوية اقل تضررا من نظيراتها الاميركية والاوروبية. وحذرت طيران سنغافورة اول امس من ان اتخاذ اجراءات لخفض النفقات أمر وارد، لكنها اشارت الى ان الحجوزات تبدو مطمئنة على اغلب خدماتها للولايات المتحدة. وانضمت شركت دلتا الاميركية للعديد من منافسيها في اعلان خطط لخفض التكلفة تشمل خفضا في العمالة لم تحدد حجمه وخفض الرحلات بنسبة ما بين 15 و20 في المائة. وانخفضت اسعار اسهم شركات الطيران مرة اخرى فهبط سهم الخطوط الجوية اليابانية بنسبة ثلاثة في المائة وطيران سنغافورة بنسبة 6.3 في المائة. ورغم تفاؤلها انخفض سهم شركة «رايان اير» بنسبة 11 في المائة الى 7.60 يورو.