مصر : البترول والنقل البحري أكثر القطاعات استفادة من أجواء الحرب

مخاوف من استمرار الانعكاسات السلبية على الاقتصاد المحلي

TT

على الرغم من تأكيدات المسؤولين المصريين أنه لا توجد مخاوف حتى الآن من انعكاسات سلبية على الاقتصاد المصري من جراء الهجمات الأميركية الأخيرة طالما أن هناك زيادة في الموارد وتحسنا في المؤشرات، وأن هناك متابعة يومية لكافة التقارير وتسجيل ما يحدث في السوق العالمية أولا بأول ومراجعة التنبؤات والاحتمالات المختلفة والمبنية على فروض تتعلق بمدى التأثير السلبي على تراجع استثمارات والتأثير على التدفقات المالية الناشئة من التجارة والسياحة وانعكاساتها على الدخل المتوقع، إلا أن خبراء الاقتصاد والمحللين يرون أن هناك العديد من السلبيات والآثار الجانبية التي سيعاني منها الاقتصادان المصري والعالمي لسنوات طويلة نتيجة للأحداث الأميركية الأخيرة، ورصدوا عددا من القطاعات المختلفة التي ستتأثر بشدة سواء بالسلب أو الإيجاب.

ويرى الدكتور نبيل حشاد الخبير الاقتصادي أن الهجمات الأميركية الأخيرة يجب ان ينظر إليها بنظرة متعمقة لان النتائج المترتبة عليها ستختلف باختلاف أبعادها فهل هي ستستهدف أفغانستان فقط أم سيمتد أثرها ليشمل بعض الدول الأخرى خاصة في منطقة الشرق الأوسط، مؤكدا حدوث نشاط كبير لقطاع البترول ومنتجاته سواء على المستوىين العالمي أو المحلي، حيث من المتوقع ارتفاع أسعار البترول ولكن بنسبة اقل بكثير من النسبة التي ارتفعت بها إبان حرب الخليج الثانية ولفترة لن تدوم طويلا. من جانبها تؤكد د. سلوى شعراوي أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة ان الهجمات الأميركية على أفغانستان سوف يكون لها العديد من الخسائر الشديدة على كافة الأصعدة إلا أن البعض قد يستفيد منها بشكل أو بآخر، فعلى سبيل المثال فإن تجارة السلاح سوف تنشط بشكل كبير جدا كما حدث أثناء الحرب السوفياتية في أفغانستان وكذلك حرب الخليج الأولى بين العراق وإيران، حيث حقق تجار السلاح مكاسب كبيرة تقدر بمليارات الدولارات، مشيرة إلى أن سعر برميل البترول تجاوز 30 دولارا عقب التفجيرات والهجمات التي حدثت في الولايات المتحدة ومع استمرار الهجمات ستتجه أسعار البترول إلى الصعود التدريجي.

وعلى صعيد قطاع الطيران أشد القطاعات تأثرا بالأزمة الأميركية صرح مصدر مسؤول بمصر للطيران بأن الحركة الجوية انخفضت منذ بداية الأزمة للخطوط المتجهة إلى أوروبا والولايات المتحدة بنسبة تتراوح ما بين 15 الى20%، بينما تأثرت بنسبة لا تزيد على 5% للخطوط المتجهة أو القادمة من الدول العربية، مضيفا أن بعض شركات الطيران الأوروبية خفضت رحلاتها إلى القاهرة حيث اكتفت الخطوط الإيطالية بعدد 14 رحلة بدلا من 21 رحلة وقامت شركة ك. ال .ام الهولندية بتصغير طراز طائراتها ، ومن المقرر أن تخفض عدد رحلاتها من 7 رحلات أسبوعيا الى 5 رحلات فقط في أواخر الشهر الحالي، موضحا أن شركة مصر للطيران كانت قد وضعت جدول تشغيل جديدا للرحلات الجوية منذ بداية الأحداث الأميركية في 11 سبتمبر (ايلول) الماضي يعتمد على خفض الرحلات لبعض الدول وضم بعض الرحلات وتصغير طراز الطائرات خاصة المتجهة إلى أوروبا تجنبا لمزيد من الخسائر.

وعلى جانب آخر عقدت لجنة السياحة بالبرلمان المصري جلسة طارئة لبحث الآثار المترتبة على الضربة الأميركية لأفغانستان على أوضاع السياحة في مصر، حيث كشفت الأرقام ان المتوسط العام لإشغال جميع الفنادق في مصر خلال الفترة من 11 الى 29 سبتمبر الماضي بلغ 54.3% بنسبة تراجع 17.17% عن نفس الفترة من العام الماضي ، وقد صرح وزير السياحة المصري بأن حجم التراجع حتى الآن ليس بالصورة المخيفة، إلا أنه من المتوقع ان ينخفض اكبر في الشهور القادمة، لذا تم الاتفاق مع رؤساء شركات السياحة والفنادق ومسؤولي شركة مصر للطيران وممثلي شركات الدعاية والتسويق على إيفاد عدد من البعثات الترويجية السياحية إلى الأسواق العربية، وذلك في إطار خطة تنشيطية تقوم بها الوزارة لزيادة التدفقات السياحية لمصر، وطالب الوزير بضرورة إعادة النظر في ضريبة الملاهي والأفراح لجذب السياح العرب من اجل تشجيعهم على إقامة أفراحهم بمصر، مشيرا إلى أن السوق العربية، السياحية تأتي في المرتبة الثانية من حيث ترتيب الأسواق السياحية الخارجية.

وفي تطور غير متوقع تجاهلت البورصة المصرية الضربات الأميركية وأغلقت مؤشرات السوق الرئيسية على صعود طفيف متجاهلة التوتر العالمي في أعقاب الهجوم على أفغانستان، حيث ارتفع مؤشر هيرميس القياسي 0.49% ليصل إلى 5457.18 نقطة وصعد مؤشر سي اي بي سي الأوسع نطاقاً بنسبة 1.09% ليصل 65.93 نقطة، وأشار سماسرة البورصة إلى ان رد الفعل على الحرب الأميركية كان محدوداً لأن السوق توقعت الهجمات على نحو واسع منذ أكثر من ثلاثة أسابيع وامتصت الأسهم النشطة هذه الآثار السلبية بالفعل بعد ان استمرت في الهبوط على مدار أربعة أسابيع متتالية.