في الوقت الذي اكتسبت فيه الاسهم الممتازة البريطانية بعض المكاسب في بداية التعامل فقد تقلصت مكاسبها لاحقا متأثرة بانخفاض اسهم الشركات النفطية. وكانت الاسهم الاميركية قد تراجعت عند الفتح أمس بفعل مخاوف في وول ستريت من ان شهية المستثمرين للاسهم قد لا تستمر طويلا.
واثر ضعف قطاع التكنولوجيا وخاصة اسهم شركات الرقائق الالكترونية على السوق بعد ان قالت شركة ابلايد ماتريالز ان ارباحها الفصلية هوت بنسبة 97 في المائة.
وانخفض مؤشر ناسداك المجمع السريع التأثر بأسهم شركات التكنولوجيا المتطورة 9.08 نقطة او 0.48 في المائة الى 1894.11 نقطة فيما تراجع مؤشر داو جونز الصناعي للاسهم الممتازة 3.95 نقطة او 0.04 في المائة الى 9819.66 نقطة. وانخفض مؤشر ستاندارد اند بورز الاوسع نطاقا 1.75 نقطة او 0.15 في المائة الى 1139.46 نقطة.
وهبط سهم ابلايد ماتريالز وهو احد اكثر الاسهم نشاطا في ناسداك 1.71 دولار الى 39 دولارا.
ويناقش المستثمرون قدرة السوق على مواصلة الاتجاه الصعودي الذي شهدته والذي حقق فيه ناسداك مكاسب بلغت اكثر من اربعة في المائة هذا الاسبوع بينما صعد داو جونز بنسبة تزيد عن اثنين في المائة.
وبالنسبة للاسهم البريطانية الممتازة فقد ارتفعت في بورصة لندن للأوراق المالية في بداية تعاملات امس لكن مكاسبها تقلصت بفعل انخفاض اسهم شركات النفط الذي أضعف ارتفاع اسهم التكنولوجيا والاتصالات بعد صعود وول ستريت.
وتعرضت اسهم شركات النفط من جديد لضغوط بعد انخفاض اسعاره الى ادنى مستوياتها منذ عامين بعد ان أكد اعضاء منظمة أوبك انهم سيرجئون تنفيذ خفض مزمع في الانتاج الى العام المقبل.
وانخفض سهم شركة بي.بي 5.1 في المائة وسهم شل خمسة في المائة وسهم انتربرايز أويل 3.8 في المائة.
وعوض هذا الهبوط الذي بلغ 36 نقطة على مؤشر فاينانشال تايمز ارتفاع معظم الاسهم الاخرى وعلى رأسها سهم شركة انفنسيس الهندسية التي قفزت 15.2 في المائة الى 91 بنسا بعد ان أعلنت انخفاض أرباحها بما يتفق مع التوقعات في النصف الاول من العام وأشارت الى أنها بدأت تعالج مشاكلها.
وقال ستيف راسل خبير استراتيجيات الاسهم لدى مجموعة اتش.اس.بي.سي المصرفية ان تنامي الثقة في انتعاش الاقتصاد العالمي العام المقبل دعم انتعاش سوق الاسهم ودفع المستثمرين للاقبال على الشراء.
وانطلقت اسهم طوكيو صاعدة امس بعد ان شجعت بيانات قوية عن مبيعات التجزئة الاميركية وانتعاش اسعار اشباه الموصلات المستثمرين على الاقبال على شراء اسهم شركات التكنولوجيا التي تعتمد في مبيعاتها على السوق الاميركية مثل سوني كورب.
كما ساعدت شائعات عن اعتقال او قتل اسامة بن لادن في تقدم بورصة طوكيو رغم التعامل معها بتشكك.
واغلق مؤشر نيكاي القياسي المؤلف من 225 سهما على 10489.89 نقطة بارتفاع 403.13 نقطة توازي 4.0 في المائة في حين صعد مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 25.46 نقطة توازي 2.50 في المائة ليغلق على 1044.56 نقطة.
وقفز سهم سوني لمنتجات التكنولوجيا المتطورة التي تعتمد على السوق الاميركية في ثلث مبيعاتها 9.76 بالمائة ليصل الى 5400 ين في حين ارتفع سهم توشيبا كورب لانتاج رقائق الكومبيوتر 4.42 بالمائة الى 520 ينا.
وكانت الحكومة الاميركية قد اعلنت ان مبيعات التجزئة في الولايات المتحدة سجلت اسرع نمو في اكتوبر (تشرين الاول) بفضل رخص تكلفة شراء السيارات الجديدة مما ساعد على ازدهار المبيعات.
وفي اسواق العملات حافظ الدولار الاميركي على مستوياته أمام العملات الرئيسية الاخرى امس بعد ان حققت القوات التي تدعمها الولايات المتحدة في افغانستان مزيدا من الانتصارات في حين انخفض الين مع تركيز المستثمرين على الوضع الاقتصادي المتردي في اليابان.
ورغم نفي مصادر رفيعة في حركة طالبان شائعات داعمة للدولار عن القبض على اسامة بن لادن المطلوب الاول في هجمات 11 سبتمبر (ايلول) على نيويورك وواشنطن فان ملامح النصر العام الذي تحقق في افغانستان اعتبرت في صالح العملة الاميركية.
واستعان المحللون في وضع تقديراتهم بما حدث ابان حرب الخليج عام 1991 فرغم انخفاض الدولار والاسهم الاميركية في بداية الحرب كان النصر النهائي في صالح الاستثمارات الاميركية بصفة عامة.
وارتفعت العملة الاميركية قليلا عن مستوى الاغلاق في نيويورك البالغ 0.8825 دولار مقابل اليورو الاوروبي.
وقال متعاملون ان من اسباب ارتفاع الدولار ايضا بيانات مبيعات التجزئة الاميركية التي أعلنت اول من امس الاربعاء وأظهرت نموا كبيرا بلغ 7.1 في المائة.
لكن التحرك الكبير في اسواق الصرف الاجنبي كان أمام العملة اليابانية اذ ارتفع الدولار الى أعلى مستوى منذ اسبوعين الى نحو 122.28 ين بزيادة أكثر من نصف نقطة مئوية عن سعر الاغلاق في نيويورك.
وانخفض الجنيه الاسترليني لفترة وجيزة الى أدنى مستويات امس أمام العملة الاميركية مسجلا 1.4365 دولار بعد اعلان بيانات أظهرت انخفاض مبيعات التجزئة البريطانية في أكتوبر الماضي بنسبة 0.1 في المائة مقارنة بالشهر السابق. وكان الاقتصاديون يتوقعون ارتفاعها بنسبة 0.1 في المائة.
وهذا هو أول انخفاض شهري في مبيعات تجارة التجزئة منذ أبريل (نيسان) عام .2000 وتباطأ النمو السنوي للمبيعات الشهر الماضي الى 5.7 في المائة من ستة في المائة في سبتمبر (ايلول) الماضي. وكان سعر الجنيه الاسترليني قبل صدور البيانات 1.4370 دولار.
واستقرت العملة البريطانية قرب أدنى مستويات اليوم أمام العملة الاوروبية الموحدة حول 61.40 بنس.
وخرج الدولار عن النطاق الضيق للتعاملات امس بعد ان تحدث متعاملون عن شائعات ذكرت ان اسامة بن لادن اسر أو قتل.
وقفز الدولار الى اعلى مستوى في اسبوعين عند 122.27 ين من 121.60 عندما انتشرت هذه الشائعات لكن المتعاملين لزموا الحذر وتراجعت العملة الاميركية في وقت لاحق الى نحو 122 ينا في اواخر التعاملات بعد الظهر.
وكان مصدر الشائعات غير معلوم لكن شبكة ايه. بي.سي نيوز الاخبارية الاميركية نشرت رواية على موقعها في شبكة الانترنت جاء فيها ان بعض اعضاء حركة طالبان ربما كانوا مستعدين للدخول في مفاوضات لتسليم بن لادن.