أكبر مساهم في «هيوليت باكارد» يوجه ضربة قاضية لصفقة الاندماج مع «كومباك»

الأمير الوليد بن طلال مع دعمه لعملية الدمج نفى أي رغبة لرفع حجم استثماراته في الشركة الجديدة

TT

قالت مؤسسة ديفيد ولوسيل باكارد اكبر مساهم في شركة «هيوليت باكارد» انها ستعارض شراء الشركة لكومباك كومبيوتر لتوجه ضربة قاضية في ما يبدو لمشروع الاندماج الذي تتزعمه كارلي فيورينا الرئيسة التنفيذية للشركة الاولى.

ولم يتسن لـ«الشرق الاوسط» الحصول على تعليق من رجل الاعمال السعودي الامير الوليد بن طلال، رئيس مجلس ادارة شركة المملكة القابضة الذي يستثمر في كومباك نحو 1.5 مليار ريال (400 مليون دولار) . وكان الامير سبق واعلن دعمه لعملية الاندماج المقرر اتمامه بين شركة كومباك مع شركة هيوليت باكارد ، وقال الأمير الوليد لـ«الشرق الأوسط» «ان الاندماج سيقوي المركز المالي للشركة الجديدة كما أنه سيعزز من حصتها في السوق، وأنا على يقين بأن إدارة فيورينا، رئيسة مجلس إدارة شركة «هيوليت ـ آكارد وكاَلاس»، للشركة الجديدة ستجعل منها شركة أقوى وأكثر فعالية; خصوصا ان عملية الدمج ستنتج عنها شركة قيمتها السوقية حوالي 66 مليار ريال. ونفى الامير الوليد ان تكون لديه اي نية لرفع حجم استثماره في هذه الشركة وان دعمه لعملية الاندماج يأتي بالرغم من وجود معارضة للاندماج من قبل عدد من المساهمين، وانه ينظر له كضرورة في ظل الوضع الحرج الذي تمر به صناعة الحاسبات الشخصية. وقالت المؤسسة التي تمتلك عشرة في المائة من اسهم الشركة أول من امس انها اتخذت قرارا مبدئيا بالتصويت ضد صفقة الاندماج. وهذا الرفض يوحد جميع ابناء مؤسسي الشركة ضد الصفقة ليكونوا تكتلا معارضا يمثل 18 في المائة من اسهم الشركة وهو بمثابة كابوس للادارة في ما يتعلق بالعلاقات العامة.

وتعهدت الشركتان بالمضي قدما نحو تنفيذ صفقة الاندماج التي تبلغ قيمتها 25.2 مليار دولار واعربتا عن خيبة املهما في موقف المؤسسة وقالتا انهما ستبدآن حملة لضمان كسب تأييد مستثمرين آخرين.

وقال محللون ان التطورات الاخيرة ستقضي على فرص استمرار فيورينا في منصبها.

وعارض العديد من المستثمرين الصفقة من البداية وقالوا انها ستقيد «هيوليت باكارد» بتجارة الكمبيوتر الشخصي المتضخمة والمنخفضة الربحية مما سيفقدها الكثير من العملاء والمبيعات فيما يتحول اهتمام الادارة لمهمة صعبة لدمج قوة عاملة ضخمة قوامها 135 الف موظف.

وفي التعاملات بعد ساعات العمل الرسمية ارتفع سهم «هيوليت باكارد» الى 25 دولارا مقابل اغلاقه في بورصة نيويورك عند 23.52 دولار. وانخفضت اسهم كومباك التي يرى المستثمرون انها ستحصل على مزايا الصفقة بـ12 في المائة الى 10.01 دولار.

وقال اشوك كومار المحلل في بانكورب بيبر جافراي «الشارع صوت ضدها (الصفقة) من اول يوم. انها في حكم الميت في هذه المرحلة». الا ان بعض المحللين لم يستبعدوا قدرة فيورينا، التي جاءت لتصحيح اوضاع الشركة التي تأسست قبل 62 عاما في يوليو (تموز) عام 1999، على السعي لابرام الصفقة.

وقال جون بكينجهام من مؤسسة «الـفرانك اسيت مانيجمنت» «في كاليفورنيا»: «لا اعتقد ان الامر انتهى، ولكن الوضع لا يبدو طيبا». ....ونقلت وكالة بلومبيرغ أن مؤسسة ديفيد اند باكارد تمتلك 10.4 في المائة من اسهم الشركة التي تعد ثاني اكبر شركة كومبيوترات في العالم تمتلك اسهما في السوق. وقد ارتفعت اسهم شركة هيوليت باكارد التي تنوي شراء كومباك بمقدار 8.4 في المائة فور اعلان الانباء، فيما انخفضت قيمة اسهم كومباك بمقدار .12 في المائة . واذا لم تتم الصفقة في ضوء معارضة ابناء مؤسسي شركة هيوليت باكارد، فقد تصح توقعات الكثير من المحللين ان هذه المعارضة قد تسحب الى جانبها حملة الاسهم وبالتالي تهدد كل مشروع التطوير الذي جاءت به فيورينا، لا بل يمضي احد المستثمرين وهو دوغ جونسون من شركة «فيستا كابتل بارتنرز آي أن سي» فيقول ان فيورينا ستخسر عملها في نهاية الامر.