في ظل ظروف ومتغيرات كونية عميقة الاثر تمثلت في تأثيرات التباطؤ الاقتصادي على اداء الكثير من اقتصادات الدول الكبرى وبالتالي على اداء الشركات الكبرى نشرت صحيفة «الفايننشيال تايمز» اللندنية في عددها الصادر أول من امس نتائج تقييمها لاداء الشركات العالمية والمعروف بـ«بي دبليو سي» والذي شمل 914 رئيس شركة عالمية ايضا.
وبالقدر الذي حافظت فيه بعض الشركات على ادائها المميز واحتلت مكانتها المعتادة في تصدر ترتيب الشركات، فان شركات اخرى تضررت من تأثيرات الركود وتراجع اداؤها واختفى البعض من الخارطة العالمية.
حيث حافظت شركة «جنرال الكتريك» الاميركية للسنة الثالثة على التوالي على تصدر قائمة الشركات العالمية بالرغم من اعتراض المفوضية الاوروبية على تمرير صفقة الاندماج العملاقة مع شركة هانيويل. كما استقال من رئاستها جاك ويلش والذي يعد بالاجماع واحدا من اشهر رؤساء الشركات في العالم بعد عشرين عاما احتل فيه قيادة الشركة. وتبعتها شركة مايكروسوفت بنفس موقعها السابق وايضا باحتلال الموقع الثاني في الصدارة.
وجاءت الشركات الاربع الاخرى في الترتيب آي بي أم، سوني، كوكا كولا وتويوتا وان اختلفت مواقعها فيما بينها ولكنها احتلت نفس المواقع لاشهر ست شركات في العالم.
غير ان دراما الاحداث العالمية وتأثيرات التباطؤ الاقتصادي العالمي تركت آثارها على اداء بعض الشركات فقد هبطت شركة اجهزة الاتصالات سيسكو سيستمز من موقعها السابع للعام الماضي الى الموقع السابع والعشرين وبالطبع فقد جر ذلك رئيسها التنفيذي جون تشيمبرس من موقعه الرابع في العام الماضي من بين افضل رؤساء الشركات ليهبط الى ما دون الموقع الثلاثين.
لا بل خرجت بعض الشركات من التصنيف الخمسين الافضل تماما مثل شركة امازون دوت كوم اشهر شركة عالمية متخصصة ببيع الكتب والاقراص المضغوطة. بالرغم من ان آراء الذين شملهم الاستفتاء وضعوا امازون دوت كوم بالموقع السادس من حيث الشركة الاكثر شعبية من الزبائن.
وخرجت ايضا من تصنيف الخمسين شركة الافضل فودافون البريطانية لشبكات الهواتف النقالة غير أن ذلك يعود بشكل كبير الى التأخر في تسويق هواتف الجيل الثالث من الهواتف بالرغم من ان نوكيا كانت بمنأى عن تأثيرات ذلك حيث قفزت من الموقع التاسع في العام الماضي لتصل الى الموقع السابع وبذلك تكون الشركة الاوروبية الوحيدة التي جاءت ضمن اول عشر شركات. وعزا الكثير سبب تطور نوكيا من شركة لدولة واحدة الى شركة عالمية مرموقة الى جودة المنتوج وتطور الادارة التي تقوم على حرية التنظيم والادارة ولكن بالتشديد على نظام الادارة المالية.
وفي مجال شركات الطيران لم يظهر الاستطلاع تأثيرا كبيرا للازمة التي تعرض لها قطاع الطيران باعتبار ان فترة الاستطلاع تشمل الاشهر الممتدة من يونيو حزيران الى اكتوبر (تشرين الاول) حيث احتلت ثلاث شركات طيران موقعها ضمن الـ50 الافضل وكانت الابرز هي شركة طيران ساوث ويست الاميركية التي جاءت في المرتبة 18، والتي اعتمدت على تخفيض سعر التذكرة والغاء الوجبات بالرغم من انها تبيع وجبات خفيفة ومشروبات لمن يود ذلك من ركابها. ورغم اتباع بعض الشركات الاوروبية لذلك الاسلوب الا انها لم تحرز تقدما ولم يتم اختيارها من قبل الذين شملهم الاستفتاء.