متاجر التجزئة في أعياد الميلاد.. هادئة في أميركا ونشطة في أوروبا

TT

شيكاغو ـ رويترز: القى القلق بشأن الاحوال المالية والضربة التي سددتها هجمات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) الماضي الانتحارية للاقتصاد الاميركي بظلال هائلة على كبرى شوارع التسوق في الولايات المتحدة.

الا ان اولئك الساعين لشراء هدايا لاحبائهم في شتى ارجاء العالم نعموا ببعض البهجة امس الذي يمثل آخر عطلة نهاية اسبوع قبيل اعياد الميلاد.

وارتسمت في الولايات المتحدة ملامح موسم التسوق لعيد الميلاد، اذ تخيم على متاجر التجزئة الاميركية اجواء بهجة اقل من المعتاد، فيما يعكر صفو الاجواء تلك الهجمات التي اسفرت عن مقتل نحو 3300 شخص والحرب في افغانستان وقرع طبول اعلانات تسريح العمالة في الشركات.

وقالت انيد، وهي امرأة متقاعدة كانت تجوب ارفف مبيعات متجر في شيكاغو «لم اتسوق كثيرا لاعياد الميلاد العام الحالي».

وذكرت ان الخسائر التي تكبدتها سوق الاسهم تسببت في اصابة ميزانيتها بعجز.

وقال متسوق تعلو الكآبة وجهه في مدينة نيويورك التي كانت مسرحا للدمار الذي صاحب هجمات الحادي عشر من سبتمبر «في ظل كل الامور الجارية في تلك المدينة وفي شتى ارجاء العالم، فانه من الصعب التسوق لان هذا الامر في مخيلتي». وألحق الركود المفاجئ الذي اججته هجمات الحادي عشر من سبتمبر الانتحارية اضرارا جسيمة بعشرات الصناعات التي كانت تعاني بالفعل من جراء الكساد الذي بدأ في مارس (اذار).

وامتدت تلك الاجواء القاتمة الى شتى الصناعات، بدءا بالصناعات التحويلية الى قطاع الطيران وتسببت في تسريح اعداد كبيرة من العاملين في الشركات.

وحتى الطقس خدع متاجر التجزئة الاميركية، فقد الحق الدفء الذي جاء على غير المعتاد في هذا الوقت من العام الضرر بمبيعات الملابس الثقيلة.

الا ان التخفيضات عير العادية التي تبنتها المتاجر خففت من حدة الضربة التي لحقت بالموارد المالية للمتسوقين. وساهم في ذلك ايضا تراجع اسعار البنزين ووقود التدفئة (المازوت) في الآونة الاخيرة، اضافة الى اسعار الفائدة التي هوت الى ادنى مستوياتها في جيل كامل وتأجيل خطط الرحلات.

وتوقع بيت السمسرة ميريل لينش في بحث له ان ترتفع مبيعات موسم العطلات الاميركي بنسبة هزيلة قدرها 0.2 في المائة مقارنة بمستواها العام الماضي وهي ادنى زيادة في 33 عاما.

وتشكل تلك المبيعات 23 في المائة من عائدات تجار التجزئة خارج مبيعاتهم من السلع الضرورية مثل الاغذية.

اما في اوروبا فان احياء التسوق المتألقة تمتعت برنين ماكينات تسجيل المشتريات وحفيف بطاقات الائتمان في المتاجر.

وقال جوسيليني جويرين (محاسب)، فيما كان يجول في متجر كبير للعطور في باريس «كلما ارى كل هؤلاء الناس وهو يقومون بمشتريات اقول لنفسي دعنا نتسوق الآن ونقلق لاحقا». ومن المتوقع ان يجعل المتسوقون في بريطانيا تجار التجزئة سعداء. وقال مصرف اب ناشيونال ان البريطانيين سينفقون ما متوسطه 870 دولارا للفرد وهو مبلغ قياسي وذلك بزيادة نسبتها اثنان في المائة عن نظيره في العام الماضي.

وقال بعض المتسوقين الاميركيين انهم يستجيبون لنداء الرئيس الاميركي جورج بوش بعدم الاستسلام للارهاب والعمل على تعزيز قطاع الاعمال الاميركي وهو ما قال البعض انه دعوة الى التسوق.