«أوبك» تتجه لإقرار خفض 1.5 مليون برميل من إنتاجها خلال اجتماعها الطارئ بالقاهرة غدا

TT

تتجه منظمة الاقطار المصدرة للنفط (اوبك) خلال اجتماعها غدا في القاهرة الى اقرار خفض مليون ونصف المليون برميل يوميا من انتاجها النفطي بهدف تعديل الاسعار. وقال وزير البترول والثروة المعدنية السعودي علي بن ابراهيم النعيمي ان «اوبك» ستبحث خفض الانتاج 1.5 مليون برميل يوميا من بداية العام ولكن جهود الدول المنتجة للنفط خارج «اوبك» ستضمن الحفاظ على استقرار السوق.

وقال النعيمي للصحافيين لدي وصوله الى مطار القاهرة لحضور الاجتماع الوزاري الطارئ لـ«اوبك»: «الاجتماع سيبحث اتخاذ القرارات المناسبة للمحافظة على استقرار السوق واعتدال سعر البترول وسننظر في تخفيض 1.5 مليون برميل يوميا من حجم الانتاج ابتداء من اول العام القادم».

ولكن النعيمي اضاف ان ضمان تطبيق مثل هذا الخفض هو «سعي الجميع خاصة الدول المنتجة الرئيسية مثل روسيا والنرويج والمكسيك وغيرها الى المحافظة على استقرار السوق وبسعر عادل للمنتج والمستهلك».

وكانت دول منتجة للنفط من خارج «اوبك» قد تعهدت بخفض ما اجماليه نحو 460 الف برميل يوميا لدعم قرار «اوبك» الرامي الى تعزيز الاسعار. وقال مصدر خليجي ان اعضاء «اوبك» سيعلنون «على الارجح» خفض انتاج النفط بواقع 1.5 مليون برميل يوميا في اجتماع الغد.

وقال المصدر لرويترز «ستعلن اوبك على الارجح هذا الخفض. لا يزال يتعين ان يجتمع الوزراء ولكن هذا هو ارجح التصورات».

وقال المصدر ان «اوبك» راضية عن تعهدات المنتجين المستقلين بخفض الانتاج وان كانت تعهداتهم جاءت قاصرة قليلا عن مستوى 500 الف برميل يوميا الذي طالبت به اوبك كشرط لخفض انتاجها من اجل تعزيز الاسعار.

وكان المصدر يتحدث قبل بدء وصول وزراء اوبك الى العاصمة المصرية.

واضاف المصدر ان «اوبك» راضية عن تعهدات المنتجين المستقلين بخفض الانتاج وان كانت تعهداتهم جاءت قاصرة قليلا عن مستوى 500 الف برميل يوميا الذي طالبت به اوبك كشرط لخفض انتاجها من اجل تعزيز الاسعار.

وقال «ان العجز بين 20 الفاً و30 الف برميل في اليوم لن يمثل مشكلة».

الى ذلك، اكد خبراء نفط مصريون على ان الاجتماع الوزاري الطارئ لدول الاوبك في القاهرة غدا الجمعة سيكون بداية لتصحيح اوضاع اسعار النفط في الاسواق العالمية، وان اقتناع الدول المنتجة للنفط خارج «اوبك» يخفض انتاجها بنحو 462.5 الف برميل يوميا من اصل 500 الف برميل كانت تشترطها «اوبك» سيعزز تدشين الخفض الذي حددته «اوبك» في اجتماعها الشهر الماضي البالغ 1.5 مليون برميل يوميا اعتبارا من مطلع العام الجديد، واوضحوا ان خفض الانتاج بنحو مليوني برميل مرة واحدة سياسهم في ازاحة العرض الزائد عن الحاجة ويضاعف من فرص صعود اسعار النفط في الاسواق مجددا خاصة في ضوء الزيادة المتوقعة في الطلب لتلبية احتياجات فصل الشتاء وكذا اتجاه الاقتصاديات العالمية نحو التعافي من اثار احداث 11 سبتمبر (ايلول) الماضي السلبية التي تراجعت بسببها اسعار النفط بنحو الثلث، فضلا عن ان استمرار توتر الاوضاع في منطقة الشرق الاوسط يسبب الممارسات الاسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني سيكون لها دورها في تكريس التحسن المنتظر في اسعار النفط، كما اشاروا الى ان تقليص الانتاج بهذه الكمية سيقلل من فرص بناء مخزون يهدد استقرار اسعار النفط مجددا خلال العام المقبل.

وتوقع الخبير النفطي الدكتور حسين عبد الله ان يشهد اجتماع القاهرة اقرار تنفيذ خفض انتاج «اوبك» بنحو 1.5 مليون برميل يوميا اعتبارا من مطلع الشهر المقبل، موضحا ان اجواء ما قبل الاجتماع وفي مقدمتها توجه الدول المنتجة للنفط لاقرار خفض انتاجها بحوالي 462.5 الف برميل يوميا حتى الآن يكرس اتخاذ قرار الخفض وتنفيذه في موعده ويعزز فرص نجاح «اوبك» في تجاوز المحنة الحالية كما اضاف ان خفض الانتاج العالمي بنحو مليوني برميل يوميا دفعة واحدة بعد عدة ايام سيساهم في تحريك اسعار النفط في الاسواق الدولية نحو الصعود وازاحة العرض الزائد عن الحاجة من الاسواق علاوة على تقليص فرص الدول المستهلكة في بناء مخزون تستخدمه للمضاربة على اسعار النفط خلال المرحلة المقبلة.

وتابع ان التخلص من العرض الزائد في الوقت الذي تسعى خلاله الاقتصاديات العالمية للخروج من اثار محنة احداث سبتمبر الماضي سيؤدي الى زيادة الطلب على النفط خلال الربع الاول من العام المقبل خاصة في ظل اشتداد قسوة فصل الشتاء في النصف الشمالي وازدياد الحاجة للطاقة.

ويرى الخبير الاقتصادي المتخصص في شؤون النفط مجدي صبحي ان اجتماع القاهرة يمتلك فرص اتخاذ الاجراءات اللازمة لتطويق ازمة النفط الحالية والحد من انهيار الاسعار في الاسواق العالمية خاصة بعد تجاوب الدول المنتجة خارج «اوبك» مع طلب المنظمة بخفض الانتاج بنحو 500 الف برميل يوميا، مؤكدا ان نجاح التنسيق بين «اوبك» والدول المنتجة خارجها في تجاوز الازمة الراهنة سيكون له مردود ايجابي على سوق النفط العالمية في المرحلة المقبلة وبداية لانهاء حالة التذبذب التي عانت منها اسعار النفط في السنوات الثلاث الماضية خاصة في حالة اذا ما كان التعاون بين «اوبك» والدول خارجها سيكون دائما وليس مؤقتا لتجاوز ازمة طارئة.

واكد ان قرار خفض الانتاج حال حدوثه بمعدل مليون برميل يوميا سيمنح اسعار النفط فرصة جيدة للتماسك والحد من الانهيار الذي كرسته الاوضاع الدولية السيئة متوقعا ان يقترب سعر برميل النفط من مستوى النطاق السعري الذي حددته «اوبك» من قبل ويتراوح بين 22 و28 دولاراً للبرميل الا انه اشار الى تراجع متوقع في عائدات صادرات نفط الدول الاعضاء في اوبك يتراوح بين 5% و8% خلال العام الحالي موضحا ان تعويض هذا التراجع خلال العام المقبل مرهون بنتائج اجتماع القاهرة الطارئ.