مداولات حذرة في الأسواق وسط قلق المستثمرين من أرباح الشركات وارتفاع الأسهم

TT

سيطرت على الاسواق حالة متباينة من التفاؤل الممزوج بالقلق ومرد ذلك يعود الى ان المستثمرين توقعوا ايجابيا صدور بيانات عن ارباح الشركات في حين ازدادت مخاوفهم من جنوح اسعار الاسهم الى ارتفاعات ربما كانت مبالغة. وفيما كان الاداء ايجابيا لشركات التجزئة في بريطانيا فانه لم يترك اثرا طيبا على الاسواق نظرا لتراجع اسهم التكنولوجيا والاتصالات.

وقد راوحت الاسهم الاميركية مكانها في بداية جلسة التعاملات ببورصة وول ستريت أمس مع موازنة المستثمرين بين توقعات متفائلة لارباح الشركات وبين مخاوف من ان اسعار الاسهم ربما تكون صعدت بشكل كبير وسريع.

وارتفع مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا المتطورة ومؤشر داو جونز الصناعي للاسهم الممتازة عند الفتح لكنهما سرعان ما تراجعا ومعهما مؤشر ستاندارد اند بورز القياسي الاوسع نطاقا.

وساعدت توقعات ايجابية لارباح الشركات على اشاعة جو من التفاؤل في وول ستريت مما ساعد على ثلاثة اسابيع من الصعود لمؤشر ستاندارد اند بورز وهو اوسع مقياس للسوق. لكن وول ستريت اغلقت على انخفاض اول امس بعد ثلاثة ايام من المكاسب وسط مخاوف من ان اسعار الاسهم تسير قدما بشكل اسرع من توقعات الارباح بعد صعودها القوي من مستوياتها المتدنية التي هوت اليها في الحادي والعشرين من سبتمبر (ايلول) الماضي.

وجلسة امس هي خامس ايام التداول للعام الجديد. واذا انتهت هذه الفترة على مكاسب فان التاريخ يقول ان الاحتمالات تشير بشكل ساحق الى ان العام ايضا سينتهي ايجابيا.

وفي لندن تباين أداء مؤشر فاينانشال تايمز للاسهم البريطانية الممتازة صعودا وهبوطا في أوائل المعاملات في بورصة لندن للاوراق المالية امس.

وتراجعت اسهم قطاعي الاتصالات والاعلام وسط شكوك بشأن ارباحها بينما لم يكن لاسهم شركات تجارة التجزئة رد فعل يذكر على بيان قوي عن مبيعات فترة عيد الميلاد من شركة نكست.

وتذبذب أداء المؤشر المكون من اسهم 100 مؤسسة بريطانية كبرى صعودا وهبوطا اذ انخفض الى 5261.8 نقطة وارتفع الى 5307.3 نقطة مقارنة مع اغلاقه أمس على 5293.6 نقطة.

وأعلنت شركة نكست تحسن مبيعاتها في عيد الميلاد اذ ارتفعت بنسبة تسعة في المائة لتحقق أعلى توقعات المحللين. وانخفض سهم الشركة 2.1 في المائة الى 915 بنسا.

وقال متعاملون ان استمرار المخاوف بشأن ارباح الشركات خفف من الثقة المتزايدة بشأن الانتعاش الاقتصادي في الولايات المتحدة واوروبا. واغلقت اسهم طوكيو على هبوط أمس بعد ان دفع انتهاء موجة مكاسب وول ستريت في العام الجديد المستثمرين الى البيع لجني ارباح اسهم كبرى شركات التكنولوجيا مثل سوني كورب.

وقال تيتسويا ايشيجيما كبير المحللين في اوكاسان سيكيوريتيز «حقق المستثمرون الذين يتعاملون في الاجال القصيرة ثروة عن طريق البيع بعد موجة صعود بلغت 7.36 في المائة/في مؤشر نيكاي خلال الجلسات الاربع السابقة». واغلق مؤشر نيكاي القياسي المؤلف من 225 سهما أمس على 10695.60 نقطة بانخفاض 246.76 نقطة توازي 2.26 في المائة بعد ان انهي معاملات اليوم السابق على اعلى مستوى في ستة اسابيع.

وهبط مؤشر توبكس الاوسع نطاقا 23.37 نقطة توازي 2.21 في المائة الى 1031.77نقطة.

وفقد سهم سوني عملاق الالكترونيات الاستهلاكية 1.7 في المائة ليغلق على 6360 ينا بعد ان بلغ امس اعلى مستوى في خمسة اشهر عند 6510 ينات.

وفي اسعار العملات هبط الين لادنى مستوياته في ثلاث سنوات امام الدولار امس بعد ان بدا مجددا ان المسؤولين اليابانيين اعطوا السوق الضوء الاخضر لبيع العملة.

وتعليقا على هبوط الين قال وزير الاقتصاد هيزو تاكيناكا للاقتصاديين في واشنطن «ان هبوط الين الذي فقد نحو عشرة في المائة من قيمته امام الدولار واليورو خلال الشهرين الماضيين يعكس رؤية في الاسواق لا تبعد كثيرا عن اساسيات الاقتصاد».

واجج هاروهيكو كورودا نائب وزير المالية الموقف عندما قال لوكالة انباء جيجي انه لا يزال يرى نزول الين تصحيحا يعكس الاساسيات الاقتصادية.

وقال كمال شارما محلل العملات في كوميرسبانك «تصريحات كل من كورودا وتاكيناكا دفعت الين للهبوط بشدة امام الدولار». واضاف انه يبدو ان الزعماء الاميركيين يتوقعون انتعاشا سريعا نسبيا لاقتصاد بلادهم واظهر التناقض بين هذا الموقف والمخاطر النزولية في اليابان التي تتجه سريعا نحو الكساد.

ويتابع المتعاملون عن كثب تصريحات تاكيناكا خلال زيارته للولايات المتحدة على امل التعرف على الموقف الاميركي من تحركات العملة.

وقال كوجي فوكايا كبير المحللين في بنك اوف طوكيو ميتسوبيشي «تصريحاته اعطت السوق الانطباع بان تاكيناكا قال للولايات المتحدة ان اليابان تريد ينا ضعيفا وان الولايات المتحدة اقرت ذلك». وفي طوكيو اجج هاروهيكو كورودا نائب وزير المالية الموقف عندما قال لوكالة انباء جيجي انه لا يزال يرى نزول الين تصحيحا يعكس الاساسيات الاقتصادية.

وانطلق الدولار صاعدا الى 132.75 ين مرتفعا بشدة عن مستواه في اواخر معاملات نيويورك عند 130.97 ين.

كما تعزز الدولار بنزول مؤشر نيكاي 2.26 في المائة الى 10695.60 نقطة امس مما فاقم الاجواء القاتمة التي تحيط بالاقتصاد الياباني واثار مجددا الحديث عن احتمال فرار رأس المال الاجنبي من الاسهم اليابانية.

كما ارتفع اليورو امام العملة اليابانية اكثر من ين الى 118.37 ين مقارنة مع مستوياته حول 116.97 ين في اواخر معاملات نيويورك.

ونزل اليورو قليلا امام الدولار الى حوالي 0.8919/0.8924 دولار مقارنة مع 0.8931 دولار عند اغلاق نيويورك.