خسائر فادحة تتكبدها الشركات في الأرجنتين بعد خفض العملة

TT

بوينس ايرس ـ رويترز: تواجه الشركات في الارجنتين خسائر تقدر بمليارات الدولارات بعد ان خفضت قيمة عملتها البيزو بنحو 30 في المائة مما دفع بعض الشركات لتقليص حجم نشاطها أو وقف عملياتها المحلية.

وسيؤدي قرار الارجنتين فك الارتباط القائم منذ نحو عشر سنوات على أساس المساواة بين البيزو والدولار الاميركي الى الحاق اضرار ضخمة بنتائج أعمال شركة محلية لا حصر لها بعد ان تسبب هذا الارتباط في ركود اقتصادي شديد أصبح الان في عامه الرابع.

وفور صدور القرار بخفض قيمة العملة الى 4.1 بيزو مقابل الدولار اغلقت بعض الشركات الاجنبية مصانعها في الارجنتين بعد هدم الاساس الذي بنت عليه استثماراتها مثل شركة «فاليو» الفرنسية لصناعة اجزاء السيارات.

من ناحية أخرى أعلنت شركات اميركية كبرى لها استثمارات ضخمة في الارجنتين انها أخذت الوضع الجديد في حسبانها عند وضع توقعات الارباح.

فقد أكدت شركة «كلوروكس» لمواد التبييض أمس توقعاتها لارباح عام 2002 لكنها قالت ان اجراءات لخفض النفقات ستساعد في مواجهة الانخفاض المتوقع في مبيعاتها بالارجنتين.

وقال كونراد كونراد المدير المالي لشركة «ديـال» للصابون ان الارجنتين كانت مصدرة نحو 140 مليون دولار من مبيعاتها التي تقدر بنحو 7.1 مليار دولار في العام الماضي. وأضاف ان الشركة ما زالت تعمل على تقدير اثر خفض قيمة البيزو على نشاطها.

وتحصل شركة «افون» لمستحضرات التجميل والتي تشتهر باسلوب التسويق المباشر من خلال زيارة المستهلكين في بيوتهم على نحو خمسة في المائة من مبيعاتها الاجمالية وارباحها من الارجنتين كما ان لها نشاطا كبيرا في البرازيل والمكسيك.

وقال فيكتور بوديت المتحدث باسم الشركة «هذا وضع في حالة تغير مستمر ونحن نراقب التطورات». واشار الى ان من السابق لاوانه تقدير أثر الازمة على ارباح الشركة.

وكافحت البنوك الارجنتينية الضعيفة لمواصلة عملها بعد ان قررت الحكومة تحويل القروض الدولارية حتى مبلغ 100 الف دولار الى العملة المحلية بعد خفض قيمتها سعيا لتخفيف التوترات الاجتماعية في بلد تمثل العملة الاميركية 80 في المائة من الدين الخاص فيه.

وفي الوقت نفسه قال الرئيس الجديد ادواردو دوهالدي وهو خامس زعيم للبلاد خلال شهر واحد ان على البنوك ان ترد الودائع المقومة بالدولار لاصحابها كاملة، ولكن أغلب المحللين قالوا ان هذا الامر مستحيل.

وأعرب عدد كبير عن اعتقادهم ان الازمة ستتدهور وسط توقعات واسعة بانخفاض جديد في قيمة البيزو بما يؤدي الى ارتفاع كبير في التضخم وتوقف تام للاستثمارات الاجنبية والمحلية.

أما الشركات التي توجه انتاجها للتصدير فهي أكبر الرابحين من خفض قيمة العملة، اذ ان ذلك يجعل سلعها أرخص في الخارج لكن انتاجها لا يمثل الا ثمانية في المائة من اجمالي الناتج المحلي للارجنتين صاحبة ثالث أكبر اقتصاد في أميركا اللاتينية.

ودفعت المخاوف من اثر خفض قيمة البيزو على الشركات الاجنبية الى تراجع أسهم الشركات المعنية في بورصات مختلفة من مدريد الى نيويورك مع تسارع الشركات الى اعلان حجم خسائرها المتوقعة في الارجنتين للتخفيف من حدة قلق المستثمرين.