يقام في الكويت خلال شهر أكتوبر (تشرين الأول) المقبل اول معرض متخصص بعرض منتجات وخدمات مختلف البنوك الاسلامية والمؤسسات المالية والتجارية والقنوات الفضائية الاسلامية بالاضافة الى دور النشر والصحف والمجلات. وسيشتمل المعرض على محاضرات ومناقشات تتعلق بتلك المنتجات. وقال حسين الحسينان مسؤول التسويق في شركة جرافيك (وهي إحدى الجهات المنظمة للمعرض) ان المعرض يكتسب اهميته من مجموعة من العوامل منها ما يتعلق بالمؤسسات المالية الاسلامية في الكويت وأخرى ترتبط بصناعة المال الاسلامية بصفة عامة. فمن العوامل الخاصة بالكويت ما شهدته المؤسسات المالية الاسلامية من نمو كبير خلال السنوات العشر الاخيرة وهو ما ادى الى ارتفاع عددها الى اكثر من 15 مؤسسة متنوعة المنتجات والخدمات. وقد استطاعت هذه المؤسسات بما طرحته في السوق خلال هذه الفترة ان تحقق هدفين في آن واحد وهما تقديم المنتجات والخدمات التي تلبي رغبات المستهلكين وتتماشى مع العصر الحديث وفي الوقت نفسه تحافظ وتلتزم بأحكام الشريعة الاسلامية. اما عن العوامل العامة المختصة بصناعة المال الاسلامية فقال الحسينان ان اولها النمو الهائل في حجم المؤسسات المالية الاسلامية على مستوى العالم والذي قدرته دراسة لجامعة هارفارد الاميركية بما يتراوح بين 10 الى 15 في المائة سنويا. وعلى الرغم من اختلاف تقديرات اصول هذه المؤسسات فان متوسط ما اتفقت عليه التقديرات لا يقل بأي حال من الاحوال عن 100 مليار دولار تمتلكها ما يزيد عن 180 مؤسسة حول العالم. ولعل هذه الارقام تبدو ضخمة اذا ما وضعت في مقارنة عما كانت عليه هذه المؤسسات قبل عشرين عاما وقت كان عددها لا يتجاوز عدد اصابع اليد الواحدة وموجودات لا تتعدى الخمسة مليارات دولار.
من ناحيته قال مدير التسويق في الشركة وائل العاني ان المعرض يأتي فى وقت يتواصل فيه الهجوم على المؤسسات الاسلامية المالية منها وغير المالية من قبل البعض واتهامها بتمويل الارهاب والعمليات المسلحة المتصلة به وهي التهمة التي تعتبر تجاوزا وتعديا على عمل هذه المؤسسات وانشطتها. ومضى قائلا ان المعرض سيكون رسالة واضحة الى العالم يشرح طبيعة عمل المؤسسات المالية الاسلامية وواقع انشطتها التي تخدم قطاعات عريضة من جمهور المستهلكين سواء اولئك الموجودين في الدول الاسلامية او خارجها. وقال ان من اسباب تنظيم المعرض ما يرتبط بالأنشطة المالية والاسلامية والمنتجات التي قدمتها في السنوات الاخيرة وهي المنتجات التي دفعت اكبر البنوك العالمية التقليدية مثل سيتي بانك ودويتشه بانك الالماني الى انشاء وحدات او فروع خاصة بها للمعاملات الاسلامية رغبة منها في الاستحواذ على شريحة من هذا السوق. وأشار العاني إلى أسباب أخرى تدعو لإقامة مثل هذا المعرض منها توسع انشطة البنوك الاسلامية العربية وغير العربية في اماكن خارج النطاق الجغرافي للدول الاسلاميه حيث تقدم العديد من البنوك خدماتها (الاجارة ـ المرابحة ـ الاستصناع) للجاليات الاسلامية وغيرها في دول اوروبية الى جانب الولايات المتحدة واستراليا. هذا الى جانب اقبال العديد من الشركات العالمية مثل جنرال الكتريك او ايسكون وشل على ادخال البنوك الاسلامية في صفقات تمويل مشروعاتها بحيث بات التمويل الاسلامي جزءا لا يتجزأ من تمويل المشروعات والصفقات بالطرق التقليدية. وذكر العاني انه سيقام ضمن فعاليات المعرض مؤتمر عالمي يشارك فيه مجموعة من اكبر المسؤولين والعلماء المتخصصين في مجال المعاملات الاسلامية في الكويت والخليج والعالم الاسلامي والذين سيقومون من خلال محاضراتهم بشرح كل ما يتعلق بالمعاملات الاسلامية من امور مالية وفقهية ربما تخفى على الكثيرين.