نتائج طيبة لأكثر من شركة عالمية تبدد مخاوف الأسواق وتبشر ببوادر انتعاش

هبوط اليورو لأدنى مستوى أمام الدولار هذا العام وتدفقات مالية للخارج تخفض الاسترليني

TT

بدأت الاسواق تستشعر قرب حصول انتعاش واستبق ذلك منذ فترة خروج شركة عالمية كبيرة بنتائج طيبة لارباحها واحيانا اكثر من شركة. وامس حفلت الاسواق باكثر من شركة تعلن نتائج ايجابية. فبعد النتائج التي خرجت بها «جنرال موتورز» جاءت نتائج «كومباك كومبيوتر» و«ابل كومبيوتر» و«سيتي غروب» فوق توقعاتها لتنعش الاسواق وتبشر بحصول مؤشرات ايجابية وان كانت غير مستقرة على حد تعبير الان غرينسبان.

فقد فتحت الاسهم الاميركية على ارتفاع امس وسط تقارير مالية مشجعة من جنرال الكتريك وعملاق الخدمات المالية سيتي غروب وصانعة اجهزة الكومبيوتر الشخصي كومباك.

وساعدت هذه التقارير في تبديد المخاوف بشأن ارباح الشركات التي تسببت في هبوط حاد للاسهم اول من امس بعد ان خيبت انتل كورب اكبر صانع لرقائق الكومبيوتر وشركات اخرى، امال المستثمرين في انتعاش سريع.

وتلقى المستثمرون انباء اقتصادية متباينة قبل الفتح، اذ اظهرت احصاءات تدهور سوق الاسكان وتحسن سوق التوظيف. واشارت تقارير الى انه حدث هبوط في مشروعات الاسكان الجديدة وانخفاض في طلبات اعانات البطالة الاسبوعية في الولايات المتحدة.

وارتفع مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا 26 نقطة بنسبة 1.3 في المائة الى 1970 نقطة.

وارتفع مؤشر داو جونز الصناعي 38 نقطة بنسبة 0.4 في المائة الى 9750 نقطة.

وكذلك زاد ستاندارد اند بورز 500 الاوسع نطاقا 7.03 نقطة بنسبة 0.6 في المائة الى 1134 نقطة.

في حين حافظ فوتسي على مكاسبه التي حققها منذ صباح امس مرتفعا بنسبة 0.6 في المائة عند حلول الظهر وكان ذلك بسبب اسهم التكنولوجيا عبر الاطلسي، اضافة الى فودافون الذي ارتفع بنسبة 2.6 وسهم بريتيش تيليكوم بنسبة 1.1 في المائة.

ويستمر هبوط مؤشر نيكاي للاسهم اليابانية الممتازة للجلسة السابعة على التوالي متأثرا بهبوط اسهم نيسان موتور وغيرها من اسهم كبار المصدرين مع تضاؤل امال المستثمرين في انتعاش اميركي سريع.

وقال متعاملون ان هبوط مؤشر ناسداك امس بنسبة ثلاثة في المائة لم يكن مفاجأة كبيرة للسوق، وان مكاسب يو. اف. جيه هولدنجز وبنوك اخرى عززت معنويات السوق الى حد ما.

وقال زنشيرو ميزونو المدير العام في ماروسان سيكيوريتيز «كنا نعلم ان هناك تصحيحا وشيكا في وول ستريت ولذا لم يكن تأثيره كبيرا». وفقد مؤشر نيكاي القياسي المؤلف من 225 سهما 0.49 في المائة او 49.40 نقطة ليغلق على 10128.18 نقطة لتصل بذلك خسائره في موجة الهبوط المستمرة منذ سبعة ايام الى سبعة في المائة. واغلق مؤشر توبكس الاوسع نطاقا على 984.90 نقطة بانخفاض 0.27 في المائة او .2.71 وعلى صعيد العملات والمعادن الثمينة كان ابرز حدثين في تداولات امس هما تدني مستوى الجنيه الاسترليني بسبب شائعات عن تدفقات مالية كبيرة للخارج وتزايد استثمارات اليابان في الذهب، حيث انخفض سعر صرف الجنيه الاسترليني امس الى أدنى مستوى منذ اكثر من شهر أمام الدولار الاميركي، اذ غطى ما تردد من شائعات عن تدفقات مالية للخارج على بيانات مبيعات التجزئة التي تصدر لاحقا.

وانتشرت شائعات في قاعات التداول مفادها ان الاقبال على البيع يرتبط بصفقة اشترت فيها مجموعة ناشيونال جريد البريطانية شركة نياجارا موهاك الاميركية للكهرباء بمبلغ ثلاثة مليارات دولار.

وكانت لجنة الاوراق المالية والبورصات الاميركية قد أقرت الصفقة اول من أمس. كما تسبب الاقبال الشديد على بيع الاسترليني مقابل الدولار في انخفاض العملة البريطانية أمام اليورو الاوروبي لتتوقف موجة صعود استمرت اسبوعين.

وانخفض الاسترليني مقتربا من مستوى 1.43 دولار في أوائل المعاملات الاوروبية متراجعا نصف نقطة مئوية عن سعر الاغلاق اول من أمس. كما تراجع قليلا أمام العملة الاوروبية الموحدة اذ بلغ سعر اليورو 61.52 بنس.

وعلى صعيد آخر قال مجلس الذهب العالمي ان استثمارات اليابانيين في الذهب تضاعفت في النصف الثاني من عام 2001 الى مثلي مستواها في الاشهر الستة الاولى من العام بسبب سلسلة من الازمات ومن المرجح ان تواصل النمو مع تزايد الحاجة لاصول آمنة.

وقال ايتسو توشيما المدير الاقليمي لمجلس الذهب اول امس، ان مشتريات اليابانيين من السبائك والعملات الذهبية قدرت بنحو 43 طنا في الاشهر الستة حتى ديسمبر (كانون الاول) بالمقارنة مع 21.3 طن في الفترة من يناير (كانون الثاني) الى يونيو (حزيران). وارتفعت استثمارات العام بكامله بنسبة 23.7 في المائة بالمقارنة بالعام السابق.

وقال توشيما ان تزايد الاقبال على شراء الذهب يرجع في جزء منه الى تنامي القلق العام ازاء صحة القطاع المصرفي الياباني مع تزايد اعداد الشركات اليابانية التي تشهر افلاسها وسط حالة الكساد السائدة. وقال «المستثمرون اليابانيون اصبحوا اكثر وعيا بالمخاطر ويظهرون اقبالا لم يسبق له مثيل على الذهب».

وأضاف «اتوقع ان يتزايد اقبال اليابانيين على شراء الذهب باعتباره ملاذا آمنا». وتضمن اليابان حاليا حماية كاملة للودائع في حالة انهيار البنك، لكن اعتبارا من ابريل (نيسان) المقبل لن تحمي سوى ما يصل الى عشرة ملايين ين (75620 دولارا) بالاضافة الى الفائدة على الودائع.

وقال توشيما انه يتوقع ان تتجاوز استثمارات الذهب 20 طنا في الربع الاول من العام مع اقتراب نهاية الحماية الكاملة للودائع.

وفي اوروبا فتح الذهب على 287.25/287.75 دولار للاوقية (الاونصة) ارتفاعا من اغلاق نيويورك اول امس على 287.10/287.60 دولار. ولا تزال السوق مضطربة بعد النتائج المخيبة للامال لمزاد الذهب الذي اجراه بنك انجلترا المركزي اول من امس.

وانخفض سعر صرف اليورو الاوروبي أكثر من ربع نقطة مئوية أمام الدولار الاميركي امس ليسجل أدنى مستوى منذ بداية العام في أعقاب اعلان بيانات اضعف قليلا من المتوقع عن النمو الاقتصادي في المانيا في العام الماضي.

وعزا محللون ايضا هبوط العملة الموحدة عن مستوى 0.88 دولار لتسجل0.8792 دولار، الى تقرير نشرته صحيفة «هاندلشبلات» الالمانية اشارت فيه الى ان اللجنة التنفيذية للاتحاد الاوروبي قد تصدر تحذيرا مبكرا لالمانيا لاقترابها بشكل خطير من سقف العجز المسموح به في الميزانية والبالغ ثلاثة في المائة.