.. وبداية النهاية لإنتاج بريطانيا من نفط بحر الشمال

TT

لندن ـ رويترز: انخفض انتاج بريطانيا من نفط بحر الشمال للعام الثاني على التوالي في 2001 ليصل الى ادنى مستوياته منذ ثماني سنوات فيما وصفه المحللون بأنه بداية النهاية لثروة البلاد النفطية المستمرة منذ نحو 30 عاما.

واستقر انتاج الغاز الطبيعي على مستواه في عام 2000 لكن من المتوقع ان ينخفض خلال خمس سنوات مع استهلاك الاكتشافات الضخمة التي تحققت في السبعينات والثمانينات.

وهبط انتاج النفط بنسبة 15 في المائة في عام 2001 الى 2.2 مليون برميل يوميا وفقا لتقديرات اولية بالمقارنة مع 2.6 مليون برميل يوميا في عام .2000 وأفاد تقرير ابردين بتروليوم ان انتاج النفط تراجع بمقدار الخمس عن مستواه القياسي البالغ 2.8 مليون برميل يوميا في عام .1999 وبلغ انتاج الغاز الطبيعي 10.4 مليار قدم مكعب يوميا في عام 2001 اي ما يعادل 1.8 مليون برميل يوميا من النفط دون تغير يذكر عن العام السابق. وبعد اكثر من ثلاثين عاما بدأت اكبر حقول بحر الشمال مثل برنت تنضب.

ويقول المحللون ان ذلك من شأنه تحويل بريطانيا من مُصدر رئيسي للنفط الى مستورد صاف له في نهاية هذا العقد.

وتشير بيانات حكومية الى ان بريطانيا تستهلك نحو 1.5 مليون برميل يوميا من النفط ويكفي انتاجها من الغاز احتياجاتها منه في الوقت الراهن.

ويقدر مارك هيوم المحلل في شركة وود ماكنزي الاستشارية في اسكوتلندا ان نسبة 16 في المائة فقط من 1.5 مليار برميل من النفط والغاز انتجت في العام الماضي استبدلت باكتشافات جديدة.

وتزايد اثر انخفاض الانتاج على عائدات بريطانيا مع تراجع الاسعار اذ هبط سعر برنت بنسبة نحو 13 في المائة عن مستواه في عام 2000 ليصل الى24.87 دولار للبرميل في عام .2001 وكان بحر الشمال الذي يفصل بين بريطانيا والنرويج قد اصبح منافسا رئيسيا لنفوذ اوبك على اسواق النفط في السبعينات لكن المحللين يتوقعون تحول موازين القوى مرة اخرى لصالح الشرق الاوسط وآسيا الوسطى وافريقيا التي تضم اغلب احتياطيات العالم المتبقية من النفط.

غير ان هذا التحول سيتم بشكل تدريجي اذ يتوقع المحللون ان يواصل بحر الشمال الانتاج بمستوياته الراهنة لمدة خمس سنوات قبل ان يتراجع بحدة.

من جهة ثانية، اعلنت الحكومة البريطانية اول من امس نقلا عن شركة «بان كنديان انرجي» الكندية للنفط اكتشاف حقل نفط جديد في بحر الشمال هو الاهم منذ اكثر من عشر سنوات.

وقالت وكالة الصحافة الفرنسية التي أوردت الخبر ان الشركة الكندية أوضحت ان الحقل الذي يبعد مائة كيلومتر تقريبا شمال شرق ابيردين في اسكوتلندا، يمكن ان ينتج بحدود 400 مليون برميل من النفط.

وقال وزير الطاقة البريطاني بريان ولسون «هذا اكبر اكتشاف في بحر الشمال منذ 1988». واضاف «انه افضل مثال على رغبتنا في تفويض الشركات الكفوءة القيام بمهمة استثمار النفط».

وتستثمر شركة «بان كنديان انرجي» بالاشتراك مع بريتش غاز وادنبره غاز اند اويل حقل بوزارد في بحر الشمال وتقدر التوقعات الاولية الانتاج بما بين 100 و200 مليون برميل.