استمرار تأثير الركود والإرهاب على الوضع المالي لشركات الطيران

TT

واشنطن ـ أ.ف.ب: يقول المحللون ان شركات الطيران الاميركية التي كان عام 2001 أسوأ عام في تاريخها، لم تخرج بعد من أزمتها مع استمرار تأثير الركود وانعكاسات اعتداءات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي، على حركة النقل الجوي ووضعه المالي.

واعتبرت باربرا بييرز الخبيرة في هذا القطاع في مكتب «افمارك» الاستشاري في واشنطن ان «آفاق عام 2002 اكثر مأساوية».

وتفيد التوقعات ان اجمالي خسائر الشركات الجوية الاحدى عشرة قد يبلغ 3 مليارات و500 مليون دولار في 2001 ويصل الى 5 مليارات هذه السنة.

وكان من المتوقع ان تكون هذه الخسائر اكثر ارتفاعا لولا المساعدة الفيدرالية العاجلة التي بلغت 15 مليارا في الخريف الماضي. كما ألغت هذه الشركات اكثر من 80 الف فرصة عمل في الفصل الرابع في اطار خفض 20 في المائة من قدراتها.

وتشير كافة نتائج الفصل الرابع والعام 2001 التي اصدرتها شركات عدة في الايام الاخيرة، الى خسائر فادحة.

فشركة «اميركان ايرلاينز»، الاولى على الصعيدين الاميركي والعالمي، اعلنت ان خسائرها الصافية بلغت 798 مليون دولار في الاشهر الثلاثة الاخيرة من 2001، وان رقم اعمالها انخفض بنسبة 22% في الفترة نفسها.

ويعكس هذا الاداء الضعيف تدني حركة المسافرين بنسبة 20 في المائة وأسعار البطاقات بنسبة 15% كما اوضح دون كارتي رئيس مجلس ادارة «اميركان ايرلاينز»، مشيرا الى «ان الاشهر الثلاثة الاخيرة من العام 2001 كانت صعبة للغاية».

وسجلت الشركات المنافسة لـ«اميركان ايرلاينز» اداء مماثلا او اسوأ. فشركة «كونتيننتال» التي تحتل المرتبة الخامسة، خسرت 149 مليون دولار في الفصل الرابع، و«نورثويست» الرابعة، 216 مليونا، اما «يو.اس.اي ايروايز» السادسة، فبلغت خسارتها مليار دولار.

وستنشر «يونايتد ايرلاينز» الشركة الجوية الاميركية الثانية، و«دلتا» الثالثة، نتائجهما خلال اسبوعين، ويتوقع المحللون ان تكون الارقام سيئة ايضا.

وتقول «هيئة النقل الجوي» ان حركة السفر التي تراجعت 2،34% في سبتمبر، لم تتراجع سوى 2،14 في المائة في ديسمبر (كانون الاول) مقارنة بالشهر نفسه في العام 2000، الامر الذي يشكل صافيا افضل مقارنة بالاشهر السابقة.

لكن باربرا بييرز تقول ان «تحسن حركة السفر هذه لن تكون كافية لتمكين الشركات من العودة الى تحقيق ارباح قبل 2003 او 2004» بسبب الركود وضعف احتمالات الانتعاش.

واضافت ان رجال الاعمال الذين تعتبرهم شركات الطيران افضل زبائنها لن يستأنفوا رحلاتهم الكثيفة قبل عام على الاقل، في الوقت الذي تواصل فيه الشركات الاميركية حصر نفقاتها.

كما ستشهد الشركات من جهة اخرى زيادة كبيرة في نفقاتها مرتبطة بتطبيق تدابير امنية اشد صرامة، كما تقول بييرز. وتقدر هذه الزيادة بثلاثة دولارات للمسافر الواحد، وهذا ما يشكل في الاجمال حوالى مليار دولار لمجموع الشركات.

وأكدت ان العام الذي ما زال ينبئ بأنه سيكون صعبا للغاية، يمكن ان يؤدي الى افلاس الشركات الاضعف بسبب ديونها الطائلة ولا سيما منها «يو.اس.اي ايروايز».

وكانت شركة «ساوثويست» التكساسية، الوحيدة التي اجتازت العاصفة عبر استمرارها في تحقيق ارباح من دون اللجوء الى صرف موظفين.

ويفسر هذا الاداء بكلفة التشغيل المتدنية جدا ولا سيما رواتب العاملين الذين قبلوا بخفض رواتبهم في مقابل المشاركة في الارباح.