الأردن: مصر ولبنان يستهدفان الأردنيين بعروض سفر منخفضة التكاليف

TT

يسعى الاردن الى استعادة حيوية القطاع السياحي من خلال برامج تهدف الى جذب الزوار من مختلف دول العالم، ويأتي المسعى الاردني بعد ان ارتفع حجم الاستثمار في القطاع السياحي ليتجاوز مبلغ 500 مليون دولار توزعت على تطوير فنادق ومرافق سياحية باتت تنتشر بالقرب من نقاط الجذب السياحي والعاصمة الاردنية عمان. وخلال السنوات الخمس الاخيرة شهد الاردن اطلاق عدد من المشاريع الطموحة على امل تدفق السياح، وان تعم حالة من الاستقرار تشجع على الترويج لبرامج السياحة الاقليمية. ضمن هذا الاطار فقد رصدت الحكومة الاردنية مبلغا يقدر بحوالي 7 ملايين دولار للترويج السياحي خلال عام 2002 حسب ما ورد في قانون الموازنة الجديد للسنة المالية المقبلة. ولم تخف الحكومة خيبة املها في الموارد المتحققة في القطاع خلال العام الماضي الذي لم تتجاوز العوائد فيه مبلغ 500 مليون دولار فيما تتوقع الموازنة الجديدة ان تفوق العائدات السياحية مبلغ 520 مليون دولار ( 720 مليون دولار) ينفقها نحو 1.6 مليون سائح يؤمل ان يزوروا الاردن خلال العام الحالي.

وتجاوبا مع هذا التوجه فقد قررت وزارة السياحة اخيرا توحيد الرسوم المستوفاة من زوار المناطق الاثرية حيث باتت الرسوم التي تستوفى من الراغبين بزيارة بعض المناطق السياحية موحدة وتعتبر منخفضة الان حيث انها كانت تتباين بشكل كبير بين ابناء الجنسيات المختلفة مما كان يسبب في الحد من الزيارات، فعلى سبيل المثال وكما يقول المرشد السياحي يوسف ابو حميدان فان زيارة الاجانب لمدينة البتراء التي تعتبر ابرز المعالم السياحية في الاردن كانت تكلف 20 دينارا للاجانب في حين ان رسم الزيارة للاردني هو دينار واحد. وكان هذا التباين حسب ابوحميدان مصدرا للشكوى من منظمي البرامج السياحية الى الاردن حيث ان ارتفاع الكلف الاساسية كان يحد من عدد الليالي التي يقضيها هؤلاء السياح.

ولا يهمل الاردن السياح العرب الذين شكلوا حسب الاحصاءات العدد الاكبر من الزوار خلال العام الماضي، حيث ان هناك برامج خاصة باتت تنظم لاستقطاب السياح من دول الخليج وبخاصة خلال فصل الصيف او شهور الربيع المقبلة لا سيما ان درجة الحرارة معتدلة نظرا للتقارب الجغرافي بين الاردن وتلك الدول.

ويظهر ذلك الترحيب بوضوح من خلال انتشار الشقق المفروشة في الاحياء الراقية في عمان، وتعتبر الشقق التي توفر الاستقلالية للعائلات الخليجية احد الخيارات المفضلة، اما انواع السياحة التي قد يفضلها الشباب فان الاردن ادخل برامج ترفيهية واستحدث برامج ليلية ايضا توفر بديلا جيدا عن بعض العواصم المجاورة مثل دمشق وبيروت والتي تعتبر تقليديا المقصد السياحي الاول لتلك الفئة من السياح.

من جهة اخرى وحسب تصريحات وزير السياحة الاردني طالب الرفاعي التي اطلقها اخيرا على هامش اعلان الموازنة الجديدة فان السياحة الداخلية تعتبر ايضا احد المرتكزات لتنشيط المرافق السياحية وبخاصة خلال الفترة التي لا تشهد تدفقا للسياح من الخارج، ويمكن ملاحظة ذلك من خلال الكثير من الاعلانات التي تنشر في الصحف المحلية وتشمل عروضا تعتبر ممتازة حيث يمكن قضاء ليلتين في العقبة مع وجبات الطعام بكلفة لا تتجاوز 50 دولارا او زيارة لمدينة البتراء ومراقبة شروق الشمس وهبوطها او زيارة وادي رم وغيرها من الانشطة الداخلية.

وعلى صعيد السياحة الاقليمية فان هناك ايضا توجها جيدا للاستفادة من بعض العروض الجيدة لزيارة دمشق او بيروت او القاهرة، فعلى سبيل المثال فان الشركة الاهلية للسياحة تعرض قضاء خمسة ايام في مدينة شرم الشيخ بمبلغ 115 دينارا للشخص شاملة تذاكر السفر بالاضافة الى حسومات خاصة للاطفال. اما علياء توورز فانها تعرض السفر الى القاهرة بحوالي 210 دنانير تشمل الاقامة ووجبة افطار في حين ان يلاحظ ايضا بعض العروض خلال هذه الفترة من العام الى دبي باقل من 300 دينار.

بدوره فان لبنان يبرز كاحد المقاصد التي تجتذب الزوار من الاردن نظرا لامكانية السفر عبر البر حيث توفر شركة اوربت تورز رحلات بالباص بكلفة 75 دينارا اي ما يعادل 100 دولار تشمل الاقامة بفندق من فئة اربعة نجوم. ويجتذب هذا الخيار المسافرون من ذوي الدخل المحدود لا سيما انه يجنب المسافرين الاردنيين دفع ضريبة المغادرة التي تبلغ 25 دينارا لكل مسافر. وعلى العموم فان انخفاض تكلفة السفر الى الخارج من الاردن تجبر مشغلي البرامج السياحية المحليين على خفض تكاليفهم لا سيما ان تلك العروض الاقليمية تحظى بمساحات واسعة من الترويج وتلفت نظر الكثير من الراغبين بقضاء اجازات خارج الاردن.