نتائج الربع الأخير «ستاندرد اند بروز» تبشر بانتعاش قريب

أداء شركات التكنولوجيا والمخزون الصناعي أكبر عقبة في نهوض الاقتصاد في المرحلة القادمة

TT

حمل الاسبوع الاول من اصدارات نتائج اداء الربع الرابع للشركات العالمية انباء مفرحة للمستثمرين والاسواق على حد سواء ممن توقعوا أو قاربوا في توقعاتهم مثل تلك النتائج.

وشكلت النتائج علامات ايجابية لفترة طويلة من تعثر الاداء الاقتصادي الناجم عن حالة الانكماش التي يعيشها.

واذا تأملنا أداء مؤشر «ستاندرد اند بورز 500» ليوم واحد من الاسبوع الماضي وبالتحديد منتصف يوم الجمعة حسب البيانات التي نقلتها وكالة «سي أن أن» بموقعها على الانترنت فاننا نلحظ مؤشرات ايجابية لمسيرة الاقتصاد باعتبار ان هذا المؤشر يضم اكبر الشركات الصناعية والتكنولوجية، فقد قدمت 23 في المائة من الشركات المدرجة فيه نتائجها الفصلية متضمنة ارباحها أو خسائرها، وفاق أداء 70 في المائة منها توقعات وول ستريت، فيما التقت نتائج 32 في المائة من تلك الشركات مع توقعات وول ستريت.

ومن سوء حظ غالبية المحللين ممن وضعوا تقديرات لاداء الربع الرابع تقل بمقدار 21.6 في المائة مقارنة بنتائج العام السابق فقد اوقعوا مؤسسة مهمة مثل «فيرست كول» بنفس المستوى من التوقعات التي تقل عما تحقق فعلا. من هنا يستنتج تشاك هيل مدير قسم الابحاث لدى مؤسسة فيرست كول متفائلا «الشيء الايجابي الذي تعطيه هذه النتائج هو ان الانتعاش أصبح ضمن المدى المنظور». واضاف «لكن الانباء غير الحسنة هي ان لا أحد يستطيع ان يخمن كم ستدوم فترة التحول نحو الانتعاش وهو الشيء الوحيد الذي يبعث على الحزن».

وبالاستناد الى حقائق الربع الرابع فقد انخفضت الارباح بنسبة 14 في المائة مقارنة بالربع الثالث لعام 2001، رغم التقديرات بان الارباح ستستقر خلال الربع الاول من العام الحالي ضمن حدود نتائج الربع الاخير من العام الماضي لكنها بشكل عام وبالمقارنة مع نتائج الربع الاول من العام الماضي فهي تقل بمقدار 16 في المائة وفقا لتقديرات مؤسسة «فيرست كول».

وتشير نتائج الربع ايضا الى ان الاستثمار المشترك قد تضرر متأثرا بالاداء السيء للاقتصاد الاميركي الذي يمر بفترة انكماش منذ شهر مارس (آذار) الماضي وفقا لمعلومات «المكتب الوطني للاحصائيات الاقتصادية».

ومن حسن الحظ، فقد تحسن اداء الاقتصاد خلال الربع الثاني، عندما بدأت تغيرات طيبة في الاقتصاد جعلت الكثير يتوقعون ان الاقتصاد بدأ يتعافى مما جعل تقديرات الشركات الكبرى اقل حذرا، فيما خفض محللو وول ستريت بعضا من تقديراتهم. وتتوقع مؤسسة «فيرست كول» للابحاث ان يرتفع معدل ربح الشركات بمقدار يتراوح ما بين 2 و3 في المائة خلال الربع الثاني من هذا العام مقارنة بنتائج مثيله من العام الماضي، وهو ما يعني تحقيق أول مكاسب بعد خمسة فصول متتالية من تسجيل الخسائر.

والسؤال الذي يبرز في الفترة الحالية هو كم ستطول فترة تحول الاقتصاد من الانكماش الى الانتعاش على اساس تلك البوادر الايجابية، ولكن هيل وعدداً آخر من الباحثين والمحللين يرون ان الانتعاش، وارتباطا باداء كل نواحي الاقتصاد الاميركي سيكون بطيئا لان الكثير من الشركات ما زالت تعاني من زيادة في المخزون.

والمؤشر المقلق اكثر هو شركات التكنولوجيا والتي كان اداؤها منخفضا بنسبة 61 في المائة عن أداء الفصل المقابل من العام الاسبق وهو ما يجعلها اسوأ قطاع اداءً ضمن قطاعات التكنولوجيا. ومن هنا فان فترة تعافي هذا القطاع ستأخذ وقتا طويلا مؤثرة سلبيا بذلك على كامل الاداء الاقتصادي. من ذلك مثلا ما اعلنته ابرز شركات التكنولوجيا مثل انتل كورب ومايكروسوفت كورب وآي بي ام من نتائج محبطة للمستثمرين، حيث قالت انتل ان نتائج الربع الاول ستكون اقل من توقعاتها، وخفضت مايكروسوفت توقعاتها للسنة المالية المنتهية في شهر مايو (ايار) فيما استبقت آ ي بي ام الاحداث بالقول انها تتوقع عاما صعبا لها من حيث الاداء المالي. ومن المتوقع ان تعلن 30 شركة من بينها عدد من شركات الاقتصاد القديم مثل «فايزر» و«مينوسيتا للتعدين» والصناعة كذلك شركة «أمازون.كوم»، وهي تحمل نتائج طيبة كما تشير اكثر التقديرات.