نائب الرئيس الأميركي يرفض التعاون مع لجنة التحقيق ورئيس مجلس إدارة «إنرون» يستقيل من منصبه

مديرو «إنرون» باعوا 1.3 مليار دولار على شكل أسهم حصل منها رئيس مجلس الادارة على 119 مليون دولار

TT

بعد حوالي شهر من تصدر الاخبار لافلاس أكبر شركة للطاقة في اميركا، مصحوبة باكبر فضيحة مالية في التلاعب بالحسابات، استقال كين لاي رئيس مجلس ادارة «انرون كورب» ومديرها التنفيذي من منصبه في الشركة التي كان يديرها منذ تأسيسها عام 1986 بعد فضائح محاسبية دفعتها لاعلان اكبر عملية اشهار افلاس تشهدها الولايات المتحدة وجعلتها مثالا لسوء الادارة المالية.

وقالت انرون ان مجلس الشركة ولجنة الدائنين يفضلان ان يتولى متخصص في اعادة الهيكلة منصب القائم باعمال المدير التنفيذي لاخراج الشركة من ازمة الافلاس. فيما قال لاي الذي أيد القرار في بيان استقالته «اريد بقاء انرون. وكي يحدث ذلك فاننا نحتاج لرئيس يمكنه تركيز جهده بالكامل على اعادة تنظيم الشركة والحفاظ على حقوق الدائنين والعمال». في غضون ذلك، رفض متحدث باسم مكتب ديك تشيني نائب الرئيس الاميركي التعقيب على اية ارتباطات محتملة للبيت الابيض في قضية انرون رغم تزايد ضغوط الكونغرس الاميركي في المطالبة بالافصاح عن اي دور للبيت الابيض في قضية افلاسها عبر مكتب الطاقة الذي يشرف عليه نائب الرئيس. وفي هذا السياق وجه اربعة اعضاء من مجلس الشيوخ الاميركي متورطون في قضية انرون رسالة الى دائرة الحسابات العامة وهي هيئة مختصة عينها الكونغرس للتحقيق في التورطات المالية لإنرون يؤكدون رغبتهم في التعاون مع التحقيقات التي تجريها تلك الهيئة، والتي تعتزم التوجه الى المحكمة للحصول على اذن قانوني يجبر البيت الابيض على تقديم المعلومات المطلوبة للتحقيق.

وتقول ماري ماتالين اكبر مساعدي نائب الرئيس الاميركي «ان هيئة الحسابات العامة لا تمتلك سلطة دستورية للتحقيق في مثل هذا الموضوع». وشكلت وزارة العدل فريق عمل للتحقيق في اي مخالفات مالية محتملة في انرون، في حين تحقق لجنة الاوراق المالية والبورصات في تضارب المصالح وقضايا محاسبية، فيما تقول دراسة مالية تولت التحقيق بشكل مستقل بتاريخ صفقات انرون بتكليف من محطة «سي إن إن» ان مديري انرون التنفيذيين باعوا ما قيمته 1.3 مليار دولار على شكل اسهم في السنوات الاخيرة الماضية حصل منها لاي لوحده على 119 مليون دولار. وتأتي استقالة لاي اول من امس بعد اقل من شهرين على طلب الشركة اشهار افلاسها ووسط تزايد الدلائل على ان لاي (59 عاما) كان على علم بوضع الشركة المثقلة بالديون حتى عندما كان ينصح العاملين بشراء اسهمها.

وكلف انهيار انرون الدائنين وحملة الاسهم مليارات الدولارات ورأى العديد من الموظفين اموالهم ومكافآت تقاعدهم وهي تتبدد، بعد ان اصبح سهم الشركة بلا قيمة منذ اشهار افلاسها في الثاني من ديسمبر (كانون الاول) الماضي.

وسيظل لاي بعد الاستقالة عضوا في مجلس ادارة الشركة مما يؤهله للحصول على معاش قدره 475 الف دولار سنويا مدى الحياة.

وكان لاي يعد واحدا من اقرب اصدقاء الرئيس جورج بوش ومن اكبر المساهمين في حملاته الانتخابية لكنه لن يجد على الارجح ترحابا في واشنطن، اذ ان البيت الابيض قطع كل علاقاته مع انرون. ومن المقرر ان يدلي لاي بشهادته في الرابع من فبراير (شباط) المقبل امام لجنة التجارة بمجلس الشيوخ وهي واحدة من ثماني لجان على الاقل تحقق في الامر.

وعندما بدأت مشاكل انرون في الظهور اتصل لاي بمسؤولين كبار، منهم وزير التجارة دون ايفانز ووزير الخزانة بول اونيل لكنه لم يجد اي مساندة من الادارة التي كانت قد طلبت منه قبل شهور المساعدة على صياغة سياسات الطاقة القومية.