شهادة جرينسبان أمام مجلس الشيوخ ترفع الدولار إلى مستويات قياسية

الأسهم اليابانية تتخلى عن أغلب مكاسبها و«فودافون» تقود قطاعي الاتصالات والتقنية في لندن للصعود

TT

ارتفع الدولار في طوكيو أمس الى اعلى مستوياته منذ 3 أعوام مدعوما بتوقعات بأن الان جرينسبان رئيس مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) سيؤكد في شهادته (التي أدلى بها في وقت لاحق أمس) امام مجلس الشيوخ تحرك الاقتصاد نحو الانتعاش بشكل لا يدع مجالا للغموض. وظل اليورو يجاهد للصعود بعد انخفاضه في الاسواق الخارجية. واقترب اليورو من 0.8775 دولار بعد ان ارتفع الى 0.8890 دولار اول من امس، كما تراجع امام الين الى 118 ينا، بعد ان سجل 119.17 ين اول من امس.

وواصل الجنيه الاسترليني أمس هبوطه امام الدولار مع ترقب المتعاملين لشهادة الان جرينسبان. وكانت بيانات اميركية جاءت افضل من المتوقع في الفترة الاخيرة قد اثارت توقعات بأن يؤكد جرينسبان انتعاش الاقتصاد مما يدفع الدولار للصعود رغم تباين نتائج اعمال المؤسسات الاميركية.

وقال جرينسبان أمس ان الاقتصاد الاميركي الذي يعاني من الركود يتخلص فيما يبدو من بعض القيود التي كانت تعوق سيره نحو النمو وتبنى بحذر فكرة الانتعاش. واضاف جرينسبان ان الاقتصاد مر «بمرحلة تعديل مهمة» العام الماضي فاقمتها هجمات الحادي عشر من سبتمبر (ايلول) الماضي لكن ظهرت مؤخرا علامات على ان بعض القوى التي قيدت الاقتصاد على مدى الاثني عشر شهرا الماضية بدأت في الانحسار وان النشاط بدأ يستعيد عافيته.

وفي شهادته امام لجنة الميزانية بمجلس الشيوخ التي تقدم بها الساعة 15.00 بتوقيت غرينتش تبنى جرينسبان لهجة اكثر تفاؤلا بشكل واضح من كلمته التي ألقاها في سان فرانسيسكو في الحادي عشر من الشهر الحالي.

كما اثر انخفاض اليورو الحاد امام الدولار الليلة الماضية على الاسترليني. وكان اليورو قد هبط باكثر من سنت اميركي امس الاول بعد فشله في الاحتفاظ بمكاسبه في الفترة الاخيرة مما دفعه للهبوط الى ادنى مستوى امام الدولار منذ شهر. وفي الساعة 11.01 بتوقيت جرينتش سجل الاسترليني 1.4210 دولار لينزل عن سعر 1.4216 دولار ادنى مستوياته منذ سبعة اسابيع والذي سجله خلال تعاملات امس الأول. وتأرجح الاسترليني داخل نطاق ضيق امام اليورو حول مستوى 61.70 بنس. ويترقب المتعاملون بيانات اجمالي الناتج المحلي البريطاني في الربع الاخير من العام الماضي والمنتظر صدورها اليوم.

وطالبت الرابطة القومية للمصنعين الاميركيين من وزارة الخزانة معالجة ارتفاع سعر الدولار في الاجتماع المقبل لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى يومي الثامن والتاسع من فبراير (شباط) المقبل. واعربت اكبر مجموعة زراعية اميركية عن قلقها من ارتفاع الدولار المبالغ فيه. ولم يبد وزير الخزانة الاميركي بول اونيل حتى الآن اي بادرة للاستجابة لمخاوفهم. اما رئيس الوزراء الياباني جونتشيرو كويزومي فقال انه سيرقب عن كثب حركة الين. وقال وزير المالية ماساجورو شيوكاوا انه يرقب الوضع باهتمام بالغ. لكنه اعلن كذلك ان وزارة المالية لم تتدخل في سوق الصرف الامر الذي اثار دهشة المتعاملين اذ ان الوزارة انفقت في سبتمبر (ايلول) الماضي 30 مليار دولار لدفع الين للهبوط.

وفي ما يتعلق باليورو يجاهد المتعاملون لمعرفة سبب انخفاضه الذي يعزوه البعض لتبدد الامال في خفض الفائدة مبكرا وارجعه اخرون الى مبيعات بنوك اوروبية تتحوط للازمة التي تشهدها الارجنتين. وسجل اليورو في اواخر التعاملات اليابانية أمس 0.8780 دولار مقارنة مع 0.8777 دولار عند الاقفال في نيويورك امس الأول. وبلغ 118.02 ين ارتفاعا من 117.96 ين امس الأول. وسجل الدولار 134.36 ين مقارنة مع 134.40 ين امس الأول. وارتفع الدولار خلال احدى مراحل التعامل الى 134.77 ين.

وفي البورصات العالمية صعدت الاسهم الاميركية عند الفتح أمس مع ابتهاج وول ستريت لانباء من «نوكيا» اكبر شركة في العالم لصناعة الهاتف المحمول وبيانات للبطالة تبعث على التفاؤل مع انتظار المتعاملين كلمة الان جرينسبان عن حالة الاقتصاد. وارتفع مؤشر ناسداك المجمع الذي تغلب عليه اسهم شركات التكنولوجيا المتطورة 15.06 نقطة او 0.78 في المائة الى 1937.44 نقطة. وصعد مؤشر داو جونز الصناعي للاسهم الممتازة 16.4 نقطة او 0.17 في المائة الى 9747.36 نقطة. وزاد مؤشر ستاندارد اند بورز القياسي الاوسع نطاقا 2.83 نقطة او 0.25 في المائة الى 1131.01 نقطة.

الى ذلك تراجعت الاسهم اليابانية عن اغلب مكاسبها التي حققتها في التعاملات المبكرة لتغلق على ارتفاع طفيف أمس. وعوض ارتفاع كبير في اسعار اسهم شركات رقائق الكومبيوتر والسيارات مثل سهم «تويوتا موتور» استمرار التراجع في اسهم البنوك الكبرى. واغلق مؤشر نيكاي على ارتفاع 33.14 نقطة اي 0.33 في المائة مسجلا 10074.05 نقطة.

واغلق مؤشر توبكس الاوسع نطاقا على ارتفاع 5.24 في المائة اي بنسبة 0.54 في المائة مسجلا 980.44 نقطة بعد ان هبط لفترة وجيزة عن مستوى 974.35 نقطة ليبلغ ادنى مستوياته منذ مايو (ايار) .1985 وارتفع سهم «تويوتا» بنسبة 3.8 في المائة الى 3550 ينا مدعوما بانخفاض الين. وزاد سهم نيسان موتور 3.59 في المائة الى 751 ينا. وتراجعت اسهم البنوك الكبرى في اعقاب خطة لانقاذ سلسلة متاجر «دايي» المثقلة بالديون شملت شطب جزء من القروض. وهبط سهم بنك «ميزوهو هولدينجز» اكبر مجموعة مصرفية في العالم من حيث الاصول 3.42 في المائة الى 254 الف ين في انخفاض مستمر طوال خمس جلسات تعامل على التوالي. اما سهم بنك «يو. اف. جيه هولدينجز» الاكثر عرضة للمخاطر نتيجة خطة انقاذ «دايي» فتراجع 3.77 في المائة الى 255 الف ين.

وارتفعت اسعار الاسهم البريطانية البارزة صباح أمس وقاد سهم «فودافون» قطاعي الاتصالات والتكنولوجيا للصعود بعد مكاسب مؤشر ناسداك الاميركي الليلة قبل الماضية. وارتفع سهم شركة «اتونومي» لبرامج الكومبيوتر بنسبة 10.5 في المائة بعد ان اعلنت تحقيق ارباح تتمشى مع الحد الاقصى لنطاق توقعات المحللين. وزاد سهم شركة «نوكيا» لاجهزة التليفون المحمول اربعة في المائة.

وفي الساعة 09.35 بتوقيت جرينتش ارتفع مؤشر فاينانشال تايمز للاسهم الممتازة 25.8 نقطة اي 0.5 في المائة ليصل الى 5206.4 نقطة بعد صعوده اول من امس 31 نقطة مسجلا اعلى مستوى اقفال منذ نحو اسبوعين. وزاد سهم «فودافون» بنسبة 1.3 في المائة ليصل الى 160.75 بنس ويساهم بست نقاط على المؤشر. وقفز سهم «ماركوني» لاجهزة الاتصالات 5.8 في المائة الى 27.5 بنس مع انحسار القلق بشأن السهم الذي فقد 16 في المائة من قيمته امس الاول وسط مخاوف من تعثر محادثات حول اعادة هيكلة الشركة المثقلة بالديون.