مصرفيون : الأموال العائدة إلى السعودية بعد أحداث سبتمبر ضئيلة

TT

الرياض ـ رويترز: يقول مسؤولون ومصرفيون سعوديون ان نسبة ضئيلة فقط من مليارات الدولارات المستثمرة في الخارج هي التي عادت للمملكة في اعقاب هجمات 11 سبتمبر (ايلول) الماضي على الولايات المتحدة. ويبدد ذلك مخاوف من ان يؤدي تجميد الاصول من جانب جهات رقابية غربية تبحث عن اموال غير مشروعة على صلة بتمويل الارهاب الى دفع المستثمرين السعوديين القلقين من التعامل مع البنوك الاميركية الى خارج الاسواق الغربية مما يضر بعلاقاتهم مع المجتمع المالي الاميركي. وقال الامير عبد الله بن فيصل بن تركي آل سعود رئيس الهيئة العامة للاستثمار السعودية التي انشئت لاجتذاب اموال القطاع الخاص سواء المحلي او الاجنبي لداخل البلاد ان بعض الناس تحدثوا عن عودة ثمانية مليارات دولار منذ احداث سبتمبر لكنه يرى ان هذا الرقم مبالغ فيه.

وابلغ الامير الصحافيين الاسبوع الماضي في منتدى استثماري باعتقاده ان المبلغ قد يصل لنصف هذا الرقم. ويشير احدث تقرير للثروة العالمية الذي تعده ميريل لينش وكاب جيمني ارنست اند يونج الى ان افرادا من القطاع الخاص من الشرق الاوسط بشكل عام كانوا يملكون أصولا مالية سائلة تقدر بنحو 1.3 تريليون دولار في نهاية عام .2000 لكن المصرفيين يقولون ان من المستحيل معرفة حجم ما يملكه المستثمرون السعوديون من هذه الثروة في الخارج. وقال مسؤولون ان مؤسسة النقد السعودية (البنك المركزي) لم ترصد تدفقات غير عادية سواء الى داخل البلاد او لخارجها منذ سبتمبر. وقال محمد الجاسر نائب محافظ البنك المركزي في وقت سابق هذا الشهر انه يعتقد ان هناك دائما اعادة توجيه للاموال استنادا الى النشاط الاقتصادي وهو امر طبيعي ونشط للغاية.

وقال سيد الشيخ كبير الاقتصاديين في البنك الاهلي التجاري ان انخفاض اسعار الفائدة المحلية والعالمية ربما شجع على انتقال بعض الاستثمارات السعودية الى سوق الاسهم السعودية. وأضاف ان سوق الاسهم السعودية شهدت ارتفاعا بنسبة 15 في المائة حتى هجمات سبتمبر ثم تراجعت بشدة قبل ان تنتعش من جديد لتنهي العام على ارتفاع بنسبة نحو ثمانية في المائة. وقدر ان تكون سوق العقارات قد ارتفعت بنسبة متواضعة تتراوح بين خمسة وستة في المائة في المتوسط في العام الماضي.

وقال براد بورلاند كبير الاقتصاديين في البنك السعودي الاميركي ان بيانات نمو المعروض النقدي والاموال المودعة في البنوك حتى نهاية نوفمبر (تشرين الثاني) لا تظهر تغيرا عن انماط التدفق المعتادة. واضاف «الاتجاه بشكل عام يشير الى نمو قوي لودائع البنوك اذ زادت الودائع الاجمالية لكنها تنمو دائما».

وقال مصرفي اميركي يزور السعودية انه كان هناك رد فعل مفاجئ وفوري في اعقاب هجمات سبتمبر موضحا «الغيت العديد من المواعيد وكانت هناك فترة لاعادة تقييم الوضع». لكن مصرفيين اميركيين اخرين قالوا ان اي تراجع قصير الاجل عن القيام بعمليات تجارية جديدة في اعقاب 11 سبتمبر قد انتهى. وقال مصرفي في بنك اميركي كبير في جنيف «لم نخسر بنسا في اعقاب 11 سبتمبر ويمكنني ان أبلغكم من واقع مناقشات مع بنوك اميركية اخرى ان بنسا واحدا لم يخرج من عندنا لكوننا مؤسسات اميركية».