«سابك» السعودية تشتري وحدة قطاع البتروكيماويات في «دي.اس.ام» الهولندية

مصادر مصرفية لـ«الشرق الأوسط»: الشركة تتفاوض لشراء وحدة للكيماويات في «ايني» الإيطالية

TT

أكدت مصادر مصرفية لـ«الشرق الأوسط» ان الشركة السعودية للصناعات الأساسية «سابك» وقعت صفقة لشراء وحدة قطاع البتروكيماويات في مجموعة «دي. اس.ام» الهولندية للكيماويات، إلا أن المصادر لم ترغب في الكشف عن قيمة الصفقة، في حين أكدت أن «سابك» ستصدر خلال الأيام القليلة المقبلة بياناً صحافياً تعلن من خلاله تفاصيل الصفقة. وأضافت المصادر ان «سابك» تقوم أيضا بمفاوضات مع مجموعة «ايني» الإيطالية للطاقة لشراء حصة أغلبية في وحدة الكيماويات «اينيكيم». وألمحت المصادرإلى أن المفاوضات وصلت الى مرحلة متقدمة، وفي طريقها للتوقيع بين الجانبين السعودي والإيطالي. وقال الدكتور عبد الوهاب السعدون من منظمة الخليج للاستشارات الصناعية ان منتجي البتروكيماويات السعوديين ماضون قدما في خططهم لإضافة طاقات إنتاجية جديدة تقدر بنحو 10.7 مليون طن خلال الأعوام 1998 ـ 2003، مشيراً الى ان الإنتاج السنوي للبتروكيماويات في السعودية سيبلغ بحلول عام 2003 نحو 27.1 مليون طن مرتفعاً من حجمه الحالي البالغ نحو 16 مليون طن في العام، حيث أن هذه الزيادة في حجم الإنتاج السعودي تمثل نمواً سنوياً مقداره 13 في المائة، وهي نسبة عالية بالمقاييس العالمية. واكد الدكتور السعدون ان صناعة البتروكيماويات السعودية تبنت منذ مرحلة التأسيس سياسة تعويض ما تفتقده من خبرات في المجالات التقنية والتسويقية من خلال الدخول في شراكة عمل مع شركات عالمية رائدة في مجال تصنيع وتسويق البتروكيماويات.

وتأسيساً على ذلك تمت إقامة 70 في المائة من الدفعة الأولى من المشروعات البتروكيماوية السعودية كمشاريع مشتركة، ونتيجة لنجاح تلك المشاريع تزايدت منذ ذلك الحين وتيرة إقامة المشاريع البتروكيماوية المشتركة في السعودية، حيث تم الإعلان عن خطط لاقامة عدد كبير من المشاريع المشتركة مع كبريات الشركات الكيماوية الاميركية والأوروبية خلال الفترة 1998 ـ 2002 باجمالي استثمارات تبلغ للمشاريع المشتركة نحو 6.170 مليار دولار، مبيناً ان ضخامة هذا الرقم تعتبر مؤشراً على ثقة المجتمع الدولي بمستقبل الاقتصاد من جهة وثقة تلك الشركات بمستقبل صناعة البتروكيماويات السعودية من جهة أخرى. ورجح الدكتور السعدون أن تشهد السعودية زيادة في عدد المشاريع المشتركة في المستقبل القريب وفي قطاع الصناعات البتروكيماوية النهائية على التحديد، كما يتوقع أن تبقى المشاريع المشتركة خياراً استراتيجيا للشركات البتروكيماوية السعودية للتعويض عن نقاط ضعفها والبناء على نقاط قوتها من خلال الدخول في شراكة عمل مع شريك أجنبي تتطابق استراتيجيته مع استراتيجيات الشركات السعودية، ويستطيع أن يساعد على التوسع في أسواق جغرافية جديدة. لكن بلورة هذه التوقعات إلى واقع ترتبط بحقيقة معروفة على مستوى العالم مرتبطة باختيار التوقيت المناسب لتنفيذ المشروع في ضوء ظروف المنافسة العالمية ودورات الربحية في الصناعات البتروكيماوية العالمية. يذكر ان شركة «سابك» أنشئت عام 1976 كشركة سعودية مساهمة، وتمتلك الحكومة السعودية 70 في المائة من رأس مالها المدفوع البالغ 15 مليار ريال (4 مليارات دولار)، وتتضمن أعمال «سابك» صناعة البتروكيماويات والأسمدة والحديد والصلب والألمنيوم والصناعات الهيدروكربونية الأساسية، وتصنيع المواد الخام اللازمة وتسويق المنتجات الصناعية داخل وخارج السعودية.