خبيراقتصادي: خسائر الكويت من حرائق «الروضتين» تتراوح بين 132 و231 مليون دولار

حجاج بوخضور: عدم صيانة المنشآت النفطية سيفتح المجال أمام «نفط قزوين» لاحتلال أسواق «أوابك»

TT

قدر الخبير الاقتصادي الكويتي حجاج بوخضور تكاليف بناء مركز تجميع نفط ومحطة تعزيز غاز جديدين واللذين تدمرا في حريق الروضتين مساء الخميس الماضي بين 40 و60 مليون دينار كويتي (حوالي 132 ــ 231 مليون دولار)، مشيراً الى أن هذا المبلغ لا يغطي تكاليف التوقف المؤقت للانتاج والامداد من حقول الشمال والتي تقدر بنحو 600 ألف برميل في اليوم. والارتفاع المقبل في قيمة التأمين والمرتبطة بحجم الحوادث التي تتعرض لها المنشآت النفطية. يذكر أن مصفاتي النفط الكويتيتين (مصفاة الأحمدي ومصفاة الشعيبة) تعرضتا لحادثي حريق منفردين في شهر يونيو (حزيران) من عام 2000 تكلفا نصف مليون دولار عدا الخسائر البشرية في الأرواح والاصابات.

وقال بوخضور لـ«الشرق الأوسط» ان توالي الحوادث وتكرارها في المنشآت النفطية الكويتية لا يعكس فقط الخلل في المباني والمعدات في تلك المنشآت، وانما يكشف عن وجود خلل في الأنظمة المعمول بها.

وأوضح أن أداء القطاع النفطي الكويتي لن يصلح ما دامت أسباب تكرار الحوادث قائمة، وما لم يتم اجراء تغييرات جذرية في هيكل المؤسسات النفطية وأنظمتها المعمول بها حالياً ولخص بوخضور أسباب تكرار الحوادث في القطاع النفطي الكويتي بقوله «انها تنحصر في تدني مستوى الصيانة، وغياب المعايير الرقابية الفعالة، وغياب روح المساءلة الذاتية، والاعتماد على ثقافة تقديم الصيانة عند وقوع الحادث أو الطوارئ بدلاً من الصيانة الوقائية، واعتماد ترسية أعمال المناقصات على أقل الأسعار بدلاً من ترسيتها على أفضل العروض كفاءة. وغياب برامج التدريب الجادة للعملين في القطاع النفطي، وخضوع التعيينات والترقيات للمراكز القيادية الى معايير تعتمد المحسوبية أكثر من اعتمادها على الكفاءة الذاتية».

ونبه الخبير الاقتصادي الى أن تكرار الحوادث في القطاع النفطي وعدم استقرار الامدادات التي تتسبب بانخفاض حجم الصادرات سيؤديان الى فقدان المشتري الذي يهمه بالدرجة الأولى انتظام وارداته من النفط. وقال ان عدم انتظام واردات المشتري سيدفعه للبحث عن مصدر آخر أكثر انتظاماً، وبالتالي فقد تفقد الدولة المنتجة للنفط سوقاً قديماً لم تحافظ عليه.

وأكد حجاج بوخضور ان حوادث الحرائق في القطاع النفطي الكويتي يجب أن تكون درساً للدول الأعضاء في منظمة الدول العربية المصدرة للنفط (أوابك)، خاصة الخليجية منها والتي أقامت منشآتها النفطية بعد الكويت بعدة سنوات «فإن لم تستفد تلك الدول من درس الكويت وتعكف على صيانة منشآتها النفطية والمحافظة عليها من الحوادث بهدف استمرار انتظام تدفق نفوطها، فانها ستفقد حصتها في السوق العالمي».

وربط حجاج بوخضور بين ما يحدث لنفوط دول «أوابك» وبين التحولات القادمة التي ستعمل على التقليل من الاعتماد على نفوط تلك الدول. فقال ان التحول القادم سيكون بالاعتماد على نفط دول بحر قزوين التي سيصل انتاجها في عام 2010 الى ثمانية ملايين برميل في اليوم. وهذا الانتاج يساوي الزيادة السنوية في معدل نمو الطلب العالمي على النفط والمقدر بنحو 1.5% (أي بنحو مليون برميل في اليوم). ومضى قائلاً «ان أهم أسواق منظمة الدول العربية المصدرة للنفط (أوابك) هي أوروبا وآسيا، في حين أن صادراتها لأميركا لا تزيد على 8% من اجمالي صادراتها للعالم.

وتوقع ان تتعرض دول «اوابك» لضغط كبير ما لم تول الاهتمام الكامل لمنشآتها وكوادرها البشرية واسواقها.