رئيس أرامكو: قطاع الغاز يشكل دعامة أخرى للاقتصاد السعودي

TT

اكد عبد الله صالح بن جمعة رئيس شركة ارامكو السعودية ان للسعودية خططا استراتيجية بعيدة المدى في مجال البترول والغاز الطبيعي تتمثل في تحكم التوجهات المستقبلية لهاتين الصناعتين، مشيرا الى دعوة الحكومة السعودية في مبادرة الاستثمار في قطاع الغاز التي تتيح لرؤس الاموال السعودية والاجنبية بتأدية دور يتكامل مع البرنامج الضخم الذي تنفذه ارامكو في هذا المجال، حتى يمكن تطوير مشاريع الغاز في السعودية بسرعة اكبر، وتقوم هذه المبادرة على تنفيذ برامج طموحة لاستغلال موارد الغاز في السعودية. وكان رئيس ارامكو السعودية قد القى امس محاضرة بعنوان تطور صناعة الغاز ودورها في تنمية الصناعة السعودية ـ اثناء مشاركته في ندوة التنمية الصناعية في السعودية على مدى العشرين عاما الماضية التي نظمتها جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بالظهران. واوضح عبد الله جمعة ان من اهم ملامح هذا التوجه الاستغناء عن الوقود السائل كلما امكن في مرافق انتاج الكهرباء وتحلية المياه ليحل محلها الغاز الطبيعي، اما الايثان وسوائل الغاز الطبيعي فسيتم توجيهها نحو افضل استخدامات ممكنة وهي تصنيع المواد البتروكيميائية، وان امدادات الغاز الجديدة التي سيتم تطويرها ستستغل للتوسع في انتاج الكهرباء والمياه المحلاة لتلبية الطلب عليهما، واضاف ان الاهداف الرئيسية لمبادرة الاستثمار في القطاع الخاص تتمثل في توفير امدادات الغاز للمراكز الحضارية والصناعات الرئيسية للسعودية بجانب المساعدة في تحقيق المزيد من التوسع وتنويع مصادر الدخل في الاقتصاد السعودي وتحقيق اهداف طموحة في مجال ايجاد فرص العمل للمواطنين السعوديين، ومن المتوقع ان تؤدي الزيادة الكبيرة في الاستفادة من الغاز في اقتصاد السعودية الى زيادة الطلب عليه بمعدلات كبيرة تزيد على 7 في المائة سنويا، مما يجعل الغاز واحدا من القوى المحركة الرئيسية وراء احدث مراحل التنمية الصناعية التي تنفذها السعودية واعتبر قطاع البترول في السعودية. الذي بدأ تطوره في وقت مبكر قد حقق نجاحا منقطع النظير، وقد اعقب هذا النجاح الذي حققه قطاع البترول نجاح اخر في مجال الغاز حيث انطلقت ارامكو السعودية ونفذت في بداية الثمانينات واحدا من اضخم المشروعات لتجميع الغاز ممثلا في شبكة الغاز الرئيسية، وقد بدأت شبكة الغاز عملها بتجميع ومعالجة الغاز المرافق لانتاج الزيت فقط، ثم توسعت وتطورت لتستوعب الغاز غير المرافق وتمتد هذه الشبكة حاليا من حدود المنطقة المغمورة المتاخمة للمنطقة المحايدة مع دولة الكويت في الشمال الى الطرف الجنوبي لحقل الغوار العملاق الذي يخترق السعودية من شرقها الى الساحل الغربي، وان هذه الشبكة اتسعت بسرعة على مدى العقدين السابقين حتى اصبحت تمثل العامود الفقري للمرافق الصناعية والمنافع في السعودية، كما اصبحت واحدة من كبرى شبكات الغاز في العالم، مضيفا ان الشركة قامت منذ شهر مايو في العام الماضي 2001 بتوفير غاز البيع لمحطات الكهرباء في منطقة الرياض وستقوم مع حلول عام 2003 بتوصيل غاز البيع ايضا الى ينبع على ساحل البحر الاحمر.

واستعرض الوضع الحالي لصناعات الغاز في السعودية، وذكر ان الشركة تنتج حاليا نحو 5.4 بليون قدم مكعب في اليوم من غاز الوقود المعالج ونحو 400 مليون قدم مكعب في اليوم من الايثان ونحو 700 الف برميل في اليوم من سوائل الغاز الطبيعي، ويتم معالجة هذه الانواع ذات القيمة العالية من الوقود ونقلها عن طريق شبكة الغاز الرئيسية الموحدة. واضاف ان ارامكو السعودية تجري حاليا العمل في انشاء مرافق في مجال الغاز ستؤدي بحلول عام 2003 الى زيادة انتاج غاز الوقود ليصل الى 7 بلايين قدم مكعب في اليوم وزيادة انتاج الايثان الى 600 مليون قدم مكعب في اليوم، وبين ان القاعدة الانتاجية الحالية والتوسعات المعتزم تنفيذها في امدادات الغاز والايثان وسوائل الغاز الطبيعي شواهد على الرغبة الصادقة لدى الشركة في ان تكون شريكا يعتمد عليه في التنمية الصناعية في السعودية، فانواع الوقود تعد عصب الحياة لمنافع الكهرباء والمياه والصناعات في السعودية وخاصة الصناعات البتروكيميائية التي انطلقت مشاريعها منذ نحو عقدين مع بدء تشغيل شبكة الغاز الرئيسية، وبهذا يمكن القول ان الصناعات البتروكيميائية باكملها قد اقيمت في عهد خادم الحرمين الشريفين، واليوم تفتخر السعودية بمجمعاتها الصناعية ذات المستوى العالمي التي يبلغ عددها 21 مجمعا وتنتج الكيماويات الاساسية والوسطية والاسمدة والمعادن، وتستمد هذه الصناعة الضخمة التي بلغت مبيعاتها في العام الماضي نحو 27 بليون ريال، ميزة تنافسية رئيسية من توافر الغاز والأيثان وسوائل الغاز الطبيعي الذي تنتجه ارامكو السعودية، ويعد معدل استهلاك الفرد للغاز في السعودية ايضا من اعلى المعدلات في العالم حيث بلغ هذا المعدل 221 قدم مكعب في اليوم بالمقارنة مع 226 في الولايات المتحدة. وقال ان السعودية تتمتع بقاعدة ضخمة من الاحتياطات من الغاز تبلغ حاليا نحو 213 تريليون قدم مكعب تضمن استمرار الدور المتنامي للغاز على المدى البعيد في خدمة اقتصاد السعودية الذي يخطو بخطوات متسارعة على طريق تنويع مصادر الدخل وهذه الاحتياطات الضخمة تضع السعودية في المرتبة الرابعة بين دول العالم من حيث احتياطات الغاز. واوضح ان التنقيب عن الزيت والغاز يعتبر عنصرا اساسيا في المحافظة على قوة واداء شركات البترول، وتحدث عن البرنامج التنقيبي الذي حقق نجاحا باهرا في ارامكو السعودية حيث استطاعت الشركة خلال عهد خادم الحرمين الشريفين اكتشاف 37 حقلا للزيت والغاز وهي الاكتشافات التي اثبتت وجود الزيت والغاز خارج المنطقة الشرقية من السعودية، وادت الى انتاج الزيت للمرة الاولى من منطقة الرياض كما نجحت جهود الشركة في مجال التنقيب في زيادة احتياطيات الزيت في السعودية بما يقارب 100 بليون برميل على مدى العشرين عاما الماضية حيث زادت هذه الاحتياطيات من 165 بليونا الى 260 بليون برميل، اضافة الى التعويض الكامل للكميات الضخمة من الزيت التي تم انتاجها خلال تلك السنوات، وقد توجت جهود التنقيب الى اكتشاف الحقول التي تحتوي على الغاز فقط او ما يعرف باسم الغاز غير المرافق، وقد اسفر هذا البرنامج الذي تم تنفيذه بناء على تعليمات خادم الحرمين الشريفين عن اضافة نحو 45 ترليون قدم مكعب من الغاز، اضافة الى 4.5 بليون برميل من المكثفات مماادى الى مضاعفة احتياطيات الشركة من الغاز غير المرافق لتصل هذه الاحتياطيات الى 88 تريليون قدم مكعب، اما باقي احتياطيات الغاز البالغة 125 تريليون قدم مكعب فهي توجد في هيئة غاز مذاب في احتياطيات الزيت في السعودية.