«الشرق الأوسط» تجرّب.. قيادة «الراينج روفر» الجديدة في جبال اسكوتلندا

TT

انه حقاً «سيناريو» من الأحلام ...

قلعة بديعة الهندسة وحدائق غناء، ومناظر طبيعية خلابة تتناغم فيها الوهاد والبحيرات والانهار والجبال والغابات... وسيارة ليست كغيرها من السيارات.

انها الجيل الجديد من الـ«راينج روفر» رائدة المركبات الرياضية الوعرية الفاخرة في العالم. وربما كان من الانصاف التركيز على كلمة «الوعرية» هنا، بالرغم من ان 90 % من مركبات الـ«راينج روفر» تمضي حياتها فوق الطرق العادية الناعمة في الاحياء السكنية الفخمة، الا انها تبقى «قاهرة الوعور» بامتياز... وبتفوق يكاد لا يجارى في قطاعها السوقي الخاص.

انها، ايضاً، كما يعرف الجميع وريثة الـ«لاندروفر» الجبارة المتقشفة التي صنعت للامبراطورية البريطانية في عزها وبخاصة في سهوب افريقيا ووعور جنوب آسيا، ما فعلته للولايات المتحدة الـ«جيب ويليس» براً وطائرة الـ«دي سي 3 داكوتا» جواً، فاستحقت دخول تاريخ وسائل النقل من اوسع ابوابه. ولكن حيث نجح تقشف الـ«لاندروفر» وسليلتها الـ«لاندروفر ديفندر» الحالية صارت الـ«راينج روفر» مرادفاً للفخامة والاناقة والقوة والاداء الفذ. وصارت في مخيلة مقتنيها والحالمين باقتنائها الترجمة المتعددة الاستخدامات لأرقي طرازات الجاكوار والمرسيدس والكاديلاك.

وحقاً عندما يتحدث المرء مع فريق التصميم او افراد الجهاز الفني او الجهاز التسويقي العامل في الـ«راينج روفر»، كما فعلت «الشرق الاوسط» في الاسبوع الماضي يخرج بتصور واضح عن المنافسين التي تعتزم المركبة الجديدة تحديهم والتغلب عليهم...

لا ...المنافسون الكبار ليسوا نيسان «باترول» او تويوتا «لاند كروز» ...بل المرسيدس «الفئة إس» والبي إم دبليو «الفئة السابعة»!! ...السيارات الصالون الارقى والافخم في السوق. ولكن بما ان سيارات الصالون الراقية الفخمة تعجز عن الخوض في بركة مياه، وتتردد في تلطيخ اجسامها الصقيلة الناعمة بالوحول، تنفرد الـ«راينج روفر» بشرف التغلب على جميع المنافسين في مختلف ظروف الحالات وشتى انواع المسالك، من جادة الشانزيليزيه وكينغز رود في باريس ولندن الى سهل سيرينغيتي بشرق افريقيا، ورمال الجزيرة العربية ووحول ادغال الهند الرطبة.

* التجربة الممتعة

* لقد جربت «الشرق الاوسط» نموذجي الديزل والبنزين من الـ«راينج روفر» الجديدة، فوق الطرقات المعبدة السريعة وفوق مسالك اختارها خصيصاً خبراء الوعور الصعبة في الشركة. وفوق الاسفلت الناعم، كما فوق الحجارة والوحول والبرك العميقة ادّت المركبة الانيقة بسهولة وثقة. ولئن كان كثيرون يميلون الى تفضيل محركات البنزين الاكثر نعومة في ظروف القيادة العادية، فإن محركات الديزل ادت بتميز واقتدار طوال فترة التجارب. ثم ان الضوضاء المتوقعة سلفاً من اي محرك ديزل وجدناها منخفضة نسبياً في محرك الـ»راينج روفر « السداسي الاسطوانات، الى حد انها لدى قيادة المركبة في الوعور فوق الحصى والحجارة مرتطمة باوراق الاشجار وجذوعها بالكاد يتذكر السائق او الراكب اي نموذج يقود... الديزل ام البنزين.

الاداء إذاً رائع.. لا يعلى عليه. ولكن اي مركبة يقارب سعرها الـستين الف جنيه يفترض فيها وجود مزايا اخرى..

طبعاً هذه المزايا مرتبطة بالفخامة والاناقة المترفة. وهي تطالع الناظر منذ النظرة الاولى.

فكل ما في المركبة ينم عن الذوق الرفيع... المحافظ بعض الشيء. المواد المستخدمة في كل جهة، في كل زاوية، وفي كل زر ومقبض ومؤشر من ارقى واثمن ما يمكن الحصول عليه. وفي المقصورة الداخلية، خصوصاً، لا حدود للفخامة والذوق الرفيع والشخصية الرياضية المتوثبة، ولا سيما في لوحة القيادة المقتبسة بذكاء من لوحة قيادة القوارب البخارية. وهنا يتبادر الى الذهن سؤال طرحناه فعلاً على دون وايات رئيس فريق المصممين الفنيين... وهو لماذا اخترتم في نهاية المطاف تصميماً خارجياً محافظاً بعدما كشفت الرسوم المبدئية الاولى عن شطحات من الجرأة؟ لماذا جبنتم في آخر لحظة؟

وابتسم وايات، بهدوء، وذكرنا بفلسفة الـ»راينج روفر» الاساسية..

قال «اوافقكم القول على اننا لو نظرنا الى المركبة الجديدة عبر ستار ...لوجدنا «السيلويت» هي نفس «سيلويت» الطراز الحالي. ولكن في هذا «السيلويت» سر هوية «راينج روفر»... ولكن لو نزعت الستار ونظرت الى المركبة كما هي... بالتفصيل لوجدتها جديدة تماماً، ليس فيها تقريباً قطعة واحدة مجلوبة من الطراز الحالي بما في ذلك شعار «لاندروفر» التقليدي الاخضر اللون في الشعرية (المشبك الامامي)».

وحقاً، نجح وايات ورفاقه. وخرجوا الى محبي المركبات الوعرية بمركبة متفوقة تتجسد فيها كل فلسفة «راينج روفر» وهويتها وفخامتها ...وتفردها المتميز المستعصي على التقليد.

* موجز المواصفات التقنية ـ جسم المركبة: مركبة رياضية وعرية متعددة الاستخدامات، باربعة ابواب وخمسة مقاعد. طولها 4950 مم وعرضها 2191 مم وقاعدتها العجلية 2880 مم ـ مقاييس ارتفاع المركبة عند استقلالها، ومن ثم قيادتها على الطرق السريعة، ثم الطرق العادية، ثم في الوعور: 1820 مم، و1840 مم، ثم 1863 مم، ثم 1913 مم ـ دائرة انعطافها الكامل: 11.6 م (من رصيف الى رصيف) و12.6 م (من جدار الى جدار) ـ زاوية المقاربة (الارتفاع في الوعور): 35 ـ زاوية المغادرة (الارتفاع في الوعور): 29 ـ الاجلاء الارضي (في الوعور): 281 مم ـ سعة خزان الوقود: 100 ليتر ـ المدى (بالخزان الملآن): 617 كلم للنسخة المزودة بمحرك البنزين و885 كلم للنسخة ذات محرك الديزل ـ المحرك: محرك بنزيني ثماني الاسطوانات بشكل V و32 صماماً، ازاحة 4398 سم مكعب يولد قوة 282 حصاناً كبحياً عند 5400 دورة بالدقيقة وعزم دوران 440 نيتون متر عند 3600 دورة بالدقيقة.

ومحرك ديزل سداسي اسطوانات بترتيب مستقيم و24 صماماً، ازاحته 2926 سم مكعب، يولد قوة 174 حصانا كبحياً عند 4000 دورة بالدقيقة، وعزم دوران 390 نيوتن متر عند 2000 دورة بالدقيقة ـ الاسطوانات: اسطوانات نموذج البنزين جسمها من الالومنيون ورأسها من الالومنيوم، واسطوانات نموذج الديزل جسمها من الحديد المصبوب ورأسها من الالومنيوم