انتقل قسم كاديلاك التابع لشركة جنرال موتورز، والذي يحتفل هذا العام بالذكرى المئوية لتأسيسه، الى مركز تجميع / تصنيع جديد ومتطور تقنياً بلغت اكلاف تشييده وتجهيزه 560 مليون دولار اميركي. ويعد المصنع الجديد الذي شيد في مدينة لانسينغ عاصمة ولاية ميشيغان اول مصنع تشيده جنرال موتورز منذ عام 1986، وقد صمم لانتاج 200 الف سيارة فاخرة سنوياً. وتقرر ان تصنع فيه خمسة طرازات جديدة بوشر بإنتاج احدها بالفعل. وبين الطرازات الخمسة المشار اليها طراز «سي. تي. إس» الصالون الذي عرض لأول مرة في منطقة الشرق الاوسط عبر «معرض الشرق الاوسط الدولي السابع للسيارات» في دبي أواخر العام الماضي. وتخضع ماركة كاديلاك حاليا لعملية تطوير كبرى تبلغ كلفتها عدة ملايين من الدولارات وترتكز على مفهوم «الفن والعلم» الثوري، وهي تراهن بقوة على استعادة الحصة التي فقدتها خلال السنوات الـ20 الماضية لصالح السيارات المستوردة الى السوق الاميركية.
ويجمع هذا البرنامج التراث الغني مع التقنية العالية، ويتجلى في مجموعة من طرازات السيدان والـ«رودستر» و(السيارات المكشوفة بمقعدين) والمركبات الرياضية المتعددة الاستخدامات بقيمة انتاج اجمالية تبلغ نحو اربعة مليارات دولار وتهدف الى اعادة مجد كاديلاك.
وبهذا الشأن قال مدير كاديلاك في الشرق الاوسط، فادي غصن «ان استراتيجية الفن والعلم تتمحور حول اعادة كاديلاك الى جذورها. فهي ترتكز على تراث عريق من التميز والابداع الذي وضع كاديلاك في مركز متقدم جدا عن باقي صانعي السيارات الفخمة في العالم».
واضاف غصن «ان المصنع الجديد يعتبر جزءا حيويا من هذه التقنية ومن عملية انهاض كاديلاك، وعلى زبائن الشرق الاوسط الذين تقدموا بطلبات شراء كثيرة لسيارات «سي. تي. اس» بعدما شاهدوها في معرض دبي للسيارات، ان يعلموا ان سياراتهم الجديدة جار تصنيعها في احد اكثر المصانع تطورا في العالم».
وكجزء من رؤية «الفن والعلم» المتكاملة، يجمع مصنع لانسينغ طرق تصنيع جديدة وتصاميم جديدة وايدي عاملة اعيد تدريبها. وهو يرتكز على خبرة جنرال موتورز في بناء مصانع رفيقة بالبيئة حول العالم، ويضم تقنيات تم تطويرها في احدث مصانع الشركة مثل تلك الموجودة في المانيا والارجنتين والصين والبرازيل وتايلاند. وقد اعتمدت جنرال موتورز افضل ما لدى منافسيها الدوليين من خبرات واستفادت ايضا من شركائها العالميين مثل تويوتا وسوزوكي وسوبارو وايسوزو.
* المصنع الجديد
* يضم المصنع الجديد ثلاثة ابنية منفصلة هي مركز تصنيع الهيكل ومركز الطلاء ومركز التجميع الكلي، وقد جرى تصميمها وفقا لطرق تصنيع سهلة. وبدا العمل الفعلي في التصنيع نهاية العام الماضي وسيبلغ عدد الموظفين في المصنع نحو 1500 في نهاية العام 2004.
وقال مدير المصنع، بوب اندرسون، «ان تصميم مصنع لانسينغ اعتمد على طرق تتيح للمستخدمين القيام باعمالهم بأفضل طريقة آمنة وفعالة، مما يؤدي الى ايجاد نظام انتاج سهل ومرن. والصفة المميزة للمركز هي التعامل الافضل مع المواد، بما في ذلك عملية تسليم اكثر فعالية للمصنع وخط الانتاج. وعبر تسليم المواد مباشرة الى المستخدم، تنتفي الحاجة الى استخدام الرافعات في التجميع الكلي، مما يقلل احتمال الازدحام والحوادث».
وموضوع الفعالية هذا ادرج في تصميم مصنع لانسينغ وكان له الاثر الجيد، اذ يحتل مبنى التجميع العام الذي تبلغ مساحته 61700 متر مربع نحو نصف المساحة تقريبا لمبنى تقليدي ينجز فيه عمل مماثل. وللتأكد من عمل الآلات وطرق التصنيع بشكل متناسق مع حاجات المستخدمين، اعتمدت جنرال موتورز نموذجا ثلاثي الابعاد يرتكز على الرياضيات بهدف توليد «مصنع تفاعلي»، ففي الماضي كان متعذرا المصادقة على جمع الآلات والادوات والمثبتات قبل تركيب كل شيء في المصنع خلال مرحلة الاعداد، ولكن عبر مفهوم «المصنع التفاعلي»، استطاعت جنرال موتورز استخدام الكومبيوتر لتصميم مركز عمل اكثر امانا وفعالية، مما يساعدها على توفير الوقت خلال مرحلتي التصميم والمصادقة، ومما يسهم ايضا في تقليل التكاليف وتحديد المشاكل وتفاديها. وفي عملية تطوير المصنع، وضعت جنرال موتورز اعتبارات جديدة لحماية البيئة، حيث التزمت بشهادة ايزو 14001، وهي مجموعة من المعايير البيئية المعترف بها عالميا.
=