«نورثروب» تعرض 6 مليارات دولار لشراء «تي آر دبليو» لتصبح ثاني أكبر شركة للسلاح

TT

عرضت «نورثروب غرامان» مبلغ 5.9 مليار دولار اول من امس لشراء شركة «تي آر دبليو آي أن سي» في صفقة ينتظر ان تحول الشركة الاميركية الى لاعب رئيسي على المستوى العالمي في صناعة الاسلحة الحربية.

وفاجأت «نورثروب» بهذا العرض وول ستريت مثيرة التكهنات بان ذلك العرض سيفتح الباب الى تنافس الشركات العالمية مثل «لوكهيد مارتن كو» و«جنرال دايناميك كو» للفوز بشركة «تي آر دبليو» والتي ستكون بمثابة الجائزة الكبرى في حال حيازتها من قبل أي شركة يضعها في موقع الصدارة في مجال الاسلحة ووسائل الدفاع.

ويبدو ان حرب اسعار الاسهم في تلك القطاعات الصناعية سبقت الحرب المتوقعة لحيازة «تي آر دبليو» بين تلك الشركات العاملة في قطاعات الفضاء والبرمجيات ذات العلاقة بالتسليح. فقد قفزت اسهم «نورثروب» 26 في المائة عقب اعلانها عرض شراء «تي آر دبليو» منذ صباح اول من امس، بالرغم من ان شركة «تي آر دبليو» لم تعقب على ذلك العرض واكتفت بالقول انها تدرسه.

وأبدى كينت كريسا رئيس شركة «نورثروب» في مقابلة تمت معه نفس اليوم سروره باقدام الشركة على هذا العرض قائلا «نحن مسرورون بتوجهنا هذا لانه سيعطي الشركة قوة هائلة في الصناعات الحربية ويجعل منها شركة متكاملة في هذا المجال».

وعرضت «نورثروب» مبلغ 47 دولارا مقابل كل سهم من شركة «تي آر دبليو» وهو مايزيد بنسبة 18 في المائة عن قيمة سهم الشركة عند اغلاق اليوم السابق للعرض حين اقفل سهم «تي آر دبليو» على 39.80 دولار يوم الخميس الماضي.

ويعطي اتفاق الاسهم هذا شركة نورثروب، اذا ما تم، فرصة تجاوز شركة «بوينغ كو» لتصبح بذلك ثاني شركة اميركية بعد «لوكهيد مارتن كو» في مجال عقود التسليح وانظمة الاوامر والسيطرة القتالية المدارة باجهزة الليزر.

كما سيؤدي الاتفاق الى ارتفاع عدد الموظفين في الشركة الى 194 الف شخص يتوزعون في كل الولايات الاميركية وفي 25 بلدا خارجيا.

وبعد عدد من صفقات الاندماج، أصبحت شركة «نورثروب» واحدة من أكبر مصادر الصناعة الحربية، حيث انجزت قبل ثلاثة اشهر مضت صفقة اندماج بقيمة 2.1 مليار دولار مع شركة «نيوبورت نيوز» المتخصصة في صناعة السفن الحربية لتجعل منها تلك الصفقة أكبر شركة في العالم لصناعة السفن الحربية وحاملات الطائرات. في وقت كانت فيه عام 1980 مجرد شركة لصناعة الطائرات منخفضة الكلفة والمعدة للتصدير الخارجي.

وأدت عمليات الاندماج في الفترة المنصرمة الى ظهور عملاقين صناعيين في تلبية عقود قطاع التسليح هما «لوكهيد» و«بوينغ» اضافة الى شركات اخرى لا تتعدى اليد مما نمت وتقوت بعد عمليات اندماج مختلفة.

وستؤدي صفقة اندماج نورثروب مع تي آر دبليو الى ظهور عملاق آخر يتقدم الصفوف مع اكبر شركة عالمية، وهو الامر الذي يؤيده البنتاغون الاميركي باعتباره يذكي المنافسة بين شركات الصناعات الحربية العملاقة.

وأكثر ما تحتاج نورثروب من شراء تي آر دبليو الى قسمها الالكتروني المتخصص بانظمة السيطرة التي تدار بالاقمار الصناعية للاغراض العسكرية ولتوجيه الاسلحة المصممة بالعمل باشعة الليزر وانظمة السيطرة للمعارك الحربية مما يقع قيمته في حوالي 7 مليارات دولار.

وهناك أهمية من الناحية الاستراتيجية لاجهزة تي آر دبليو، إذ أن صناعتها في مجال الاقمار الصناعية تعد من أشد الصناعات سرية في العالم ، وهي معروفة بصناعة اجهزة التنصت على المكالمات الهاتفية حول العالم وقراءة الشفرات والمعلومات المرسلة بالهاتف، كما أنها اشتركت في تصنيع قمر صناعي للابحاث والمراقبة مع وكالة ناسا للفضاء والمدعو «تشاندرا أكسري». ويقول جيمس ماك أليس رئيس المكتب القانوني «ماك أليس أند اسوسيتس» المتخصص في عقود الاندماج للصناعات الحربية إن القيمة الحقيقية لشركة تي آر دبليو لا تتجلى بالقيمة المعدنية للمنتوج الصناعي بل بقيمة البرمجيات المتطورة التي تصنعها في مجال حروب الفضاء كما يطلق عليها، وستشكل بكل تأكيد اضافة ممتازة لشركة نورثروب.

وستكون شركة «نورثروب» بذلك قادرة على تسويق منتجاتها الصناعية من المحركات وغيرها بشكل افضل والتي تحقق ما نسبته 60 في المائة من عوائد الشركة، والتي توقفت بسبب تلكؤ تي آر دبليو عن دفع ديون بلغت 5.5 مليار دولار.

* خدمة لوس انجليس تايمز (خاص بـ «الشرق الأوسط»)