أمين غرفة الرياض: ارتباط الأميركيين بالسعودية أصبح أقوى بعد أحداث سبتمبر

TT

تحولت زيارة وفد تجاري أميركي إلى غرفة تجارة الرياض أمس إلى محاورة حضارات وسياسة، طالب فيها بعض رجال الأعمال السعوديين من الجانب الأميركي توضيح حقيقة الوضع في الولايات المتحدة وضمان سلامة وحرية تحرك رجال الأعمال السعوديين المتوجهين إلى أميركا، خاصة بعد توارد أنباء عن تعرضهم لمضايقات كبيرة، وجاء سؤال رجل الأعمال خلف الخلف عن تغير وضع رجال الأعمال السعوديين بعد أحداث سبتمبر، وقال: «أنا لي مكتب في أميركا ولم أتوجه له منذ الأحداث من كثرة ما سمعت عن المضايقات التي يتعرض لها السعوديون فأريد جوابا حاسما لجميع رجال الأعمال السعوديين».

وأشار رئيس الوفد الأميركي جو روبنسون مدير التجارة الدولية بمكتب التنمية الاقتصادية في ولاية فرجينيا الى أن الأميركي قبل سبتمبر هو ذات الشخص بعد الأحداث بذات نفسياتهم التي لا تعمم الاتهامات وتتجاوز الأزمات، وذكر أن الرئيس بوش أعلن أن الخوف يكمن من الخوف نفسه وقال:«لا يوجد أميركي واحد يستطيع أن ينكر أننا نقلنا معظم حضارتنا من العرب ابتداء بالأرقام وحتى العلوم»، وواجهة هذا الحديث الأميركي مطالبة سعودية بالتدخل والتصدي للمؤسسات الإعلامية الأميركي التي تكيل الاتهامات للسعودية، وهو الأمر الذي تهرب الجانب الأميركي من الخوض فيه رغم إعلانهم انهم لا يتفقون مع الاعلام الغربي في توجهاته العامة.

من جانبه، بين حسين العذل أمين عام غرفة تجارة الرياض لـ«الشرق الأوسط» أن زيارة الوفد جاءت بتنسيق من مجلس الأعمال السعودي ـ الأميركي الذي يتولى تنظيم زيارات لوفود تجارية من مختلف الولايات الأميركية وان هذا الوفد ضم مجموعة شركات تبحث عن التعاون مع رجال الأعمال السعوديين والبحث عن وكلاء وممثلين لشركاتهم في السعودية، موضحاً أن الجانب الأميركي أكد أن السعودية لا تزال تحتل مركزها كمركز استثماري هام ومغر.

وأشار العذل الى أن الجانب الأميركي أصر على انه كان قلقاً على سلامة العرب الأميركيين والجميع، وتأكيد أن أحداث سبتمبر لم تحدث تغيراً في صورة السعودية بل أنها عمقت تمسك محبي السعودية من الأميركيين في موقفهم نظراً للإجراءات التي اتخذتها السعودية لمؤازرة واشنطن في حربها ضد الإرهاب وتفاعلها الإيجابي في هذه الحرب، وقال: «الكلمات كانت دافئة جداً صدرت عن الجانب الأميركي الذي عمل على إثبات عمق روابط الصداقة مع السعودية حكومة وشعباً ورجال أعمال».

ونفى أمين غرفة الرياض «ملاحظة تأثيرات سلبية على العلاقات التجارية السعودية ـ الأميركية، بل أنها تحولت إلى تأثيرات إيجابية وكأن الأميركيين يجدون داخل أنفسهم عبء إثبات ليس فقط عدم تغيير مشاعرهم نحو السعودية بل ان ارتباطهم بالسعودية اصبح اكبر بعد أحداث سبتمبر»، موضحاً أن هذا هو ما كان متوقعاً من المطلعين على ما بين السطور في تلك الأحداث.

وهدفت زيارة الوفد الأميركي برئاسة جور روبنسون مدير التجارة الدولية بمكتب التنمية الاقتصادية في ولاية فرجينيا إلى غرفة تجارة الرياض لتطوير علاقات التبادل التجاري والاستثماري بين المملكة وأميركا، حيث يضم الوفد ممثلين لعدد من الشركات العاملة في قطاعات التأمين الصحي، والمختبرات الطبية، والمنتجات الحيوية، وأنظمة الحاسب وتطبيقاته، والأقمار الصناعية وتقنية المعلومات في مجال النفط، وأجهزة ومعدات أمنية، والاتصالات، وصناعة البتروكيماويات وأنظمة معالجة المياه. وبحث رجال الأعمال السعوديون المهتمون بهذه القطاعات مع ممثلي الشركات الأميركية سبل دعم التعاون المشترك في المجالات التجارية وإقامة المشروعات الاستثمارية المشتركة في السعودية ونقل التقنية المتطورة في هذه المجالات وتوطينها بالسعودية.

يذكر أن حجم صادرات السعودية الإجمالية إلى الولايات المتحدة وصل إلى 78.7 مليار دولار خلال عام2000 وزادت صادرات السعودية من المواد والسلع غير النفطية بنسبة 14 في المائة في هذا العام بما قيمته 6.6 مليار دولار بالمقارنة مع عام 1999، وما زالت صادرات السعودية إلى أميركا في مجال النفط والمنتجات البتروكيماوية تشكل السواد الأعظم من قيمة الصادرات الإجمالية، حيث وصل اجمالي قيمة صادرات السعودية إلى أميركا في عام 2000 إلى 14.2 مليار، 13.4 منها صادرات نفطية =