العراق يوقف صادرات النفط لمدة شهر والكويت لن تعلق صادراتها

رودريجيز يتشاور مع وزراء أوبك بشأن الحظر العراقي والمنظمة ترفض رسميا استخدام النفط كسلاح

TT

قال الرئيس العراقي صدام حسين ان بلاده ستوقف صادرات النفط لمدة شهر بدءا من اليوم (أمس الأثنين) وأعلن الرئيس العراقي صدام حسين في كلمة أذاعها التلفزيون على الهواء مباشرة عن وقف جميع صادرات النفط لمدة شهر اعتبارا من يوم أمس. وقال صدام ان الحظر النفطي العراقي سيرفع اذا انسحبت اسرائيل من المناطق الفلسطينية. وعقب كلمته أعلنت وزارة النفط العراقية عن وقف الصادرات النفطية من ميناء البكر المطل على الخليج ومن ميناء جيهان التركي. وقال وزير النفط العراقي عامر محمد رشيد ان تجميد صادرات العراق التي تصل الى مليوني برميل يوميا اي ما يعادل اربعة في المائة من النفط المتداول عالميا قد بدأ اعتبارا من الساعة العاشرة بتوقيت جرينتش من يوم أمس.

وقال مسؤول بوزارة الطاقة التركية ان العراق أوقف ضخ النفط الخام عبر خط الانابيب الواصل بين شمال العراق وميناء جيهان التركي على البحر المتوسط.

* أوبك ترفض استخدام النفط كسلاح

* وقال شكيب خليل وزير الطاقة والتعدين الجزائري أمس ان منظمة أوبك ترفض استخدام صادرات النفط كسلاح سياسي. وقال خليل لرويترز في مدينة مراكش بجنوب المغرب على هامش معرض دولي «رفضت أوبك التي تضم اعضاء غير عرب هذه الفكرة رسميا». وقال خليل ان سلاح النفط استخدمته الدول العربية الاعضاء في أوبك عام 1973 لكنه كان وبالا عليها اذ انخفضت ايراداتها بسببه. وتابع «كما ان هناك في أوبك اعضاء غير عرب يجب التفكير فيهم». وأضاف «الامر ذو الاهمية الشديدة الان هو انه اذا استمرت الازمة السياسية في الشرق الاوسط فاننا سنشهد ارتفاعا في أسعار النفط الخام بسبب المضاربين». لكنه اضاف انه ليس هناك ما يدعو المنظمة لزيادة الانتاج قبل اجتماعها التالي في يونيو (حزيران) المقبل لان العرض والطلب متوازنان في السوق ولان المخزونات مرتفعة.

من جانبه قال الامين العام لاوبك علي رودريجيز انه سيتشاور مع وزراء نفط اوبك اليوم الثلاثاء بعد ان اعلن العراق وقف صادراته النفطية لمدة شهر. وقال رودريجيز انه لا يعلم ما اذا كانت اوبك ستأخذ اجراء لسد فجوة الامدادات ولكن المنظمة قد تدرس عقد اجتماع طارئ. وعن احتمال رفع انتاج اوبك قال للصحافيين «لا يمكنني التكهن بشأن هذا الامر». وكان رودريجيز يتحدث على هامش مؤتمر عن الطاقة في الدوحة قبل العودة الى مقر اوبك في فيينا.وقال انه سيتصل ببغداد لمعرفة ما اذا كان العراق اوقف بالفعل امدادات النفط قبل ان يجري اتصالات مع باقي وزراء اوبك. وقال مندوب رفيع لدى منظمة اوبك ان المنظمة لا تنوي زيادة انتاجها لتعويض توقف الصادرات العراقية وانها لا تأخذ قرار العراق بوقف صادرات الخام لمدة شهر على محمل الجد. وقال المندوب لرويترز «نحن لا نأخذ هذا بجدية. نحتاج لرؤية ادلة على ان الصادرات توقفت لان العراق أعلن في الماضي عن أمور ولم يتحرك».

* الكويت لا تعتزم تعليق صادرات النفط

* وقالت الكويت أمس انها لا تعتزم المشاركة في تنفيذ قرار العراق تعليق صادرات النفط لمدة شهر. وقال مسؤول كبير بقطاع النفط لرويترز عقب اعلان وقف صادرات النفط العراقية «ليست هناك نية لدى الكويت لوقف صادرات البترول ونحن نتابع الوضع عن كثب».

وردا على سؤال عما اذا كانت الكويت ستعوض السوق عن الكمية التي ستفقدها من النفط نتيجة للقرار العراقي قال المسؤول «ليست هناك نية لدى الكويت لزيادة الانتاج وسنستمر في الالتزام بحصتنا في اطار انتاج أوبك وباتفاقات أوبك». وتبلغ حصة الكويت في اطار سقف انتاج المنظمة 1.741 مليون برميل في اليوم وطاقتها الانتاجية نحو 2.5 مليون برميل في اليوم.

* ليبيا لن تنضم للحظر

* وأعلنت ليبيا تأييدها لدعوة وجهتها ايران للدول العربية بفرض حظر نفطي لمدة شهر على الدول الغربية المساندة لاسرائيل. لكن وزارة الوحدة الافريقية المكلفة بالاشراف على السياسة الليبية مع الدول العربية والافريقية قالت ان ليبيا لن تنضم للحظر الا اذا وافقت عليه الدول العربية والاسلامية الاخرى المنتجة للنفط.وقالت وكالة الجماهيرية «الليبية» للانباء ان موافقة ليبيا على الحظر مرتبطة بموافقة الدول العربية والاسلامية المنتجة للنفط عليه وبأن يؤدي الحظر الى وقف اراقة الدماء في الاراضي الفلسطينية.

* قطر لا تتوقع تغييراً في سياسة أوبك

* الى ذلك قال وزير النفط القطري عبد الله العطية أمس انه لا يرى اي نقص في امدادات النفط في الاسواق ولا يتوقع ان تغير اوبك سياستها الانتاجية عندما تجتمع في يونيو. وقال العطية في مؤتمر عن صناعة النفط والغاز «لست ارى اي نقص في المعروض وليس هناك سبب للزيادة». واضاف «اذا حدث نقص فستتدخل اوبك لموازنة العرض والطلب».

وقال العطية ان الارتفاع الاخير في اسعار النفط يرجع الى السياسة والمضاربة وانه ينبغي لاوبك الا تبني قراراتها على ردود الفعل قصيرة الاجل. وذكر الوزير ان الاسعار تنطوي الان على علاوة حرب تتراوح بين دولارين وثلاثة دولارات وانه يرى ان قوى العرض والطلب ضعيفة حاليا. واستبعد العطية احتمال عقد اجتماع طارئ لاوبك قبل السادس والعشرين من يونيو وهو الموعد المقرر لاجتماع وزراء اوبك في فيينا. ورفض مصدر قطري رفيع المستوى التعليق على قرار العراق واكتفى بالقول لـ«الشرق الأوسط»: المهم الان قيام دول التعاون الخليجي باجراء مشاورات فيما بينها ومع المنتجين الاخرين لاتخاذ الاجراءات اللازمة التي تحفظ استقرار السوق.

* أميركا: طاقة النفط العالمية كافية

* قالت مسؤولة بوزارة الطاقة الاميركية ان طاقة انتاج النفط العالمية المعطلة التي يمكن استغلالها لتعويض توقف صادرات النفط العراقية كافية. وردا على سؤال عن اثر قرار بغداد وقف تصدير النفط لمدة شهر قالت ماري هاتزلر القائمة باعمال مدير ادارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الاميركية للصحافيين ان الطاقة غير المستغلة تبلغ نحو سبعة ملايين برميل يوميا.

وأضافت ان هذه الطاقة متاحة «طالما ان أوبك لم تؤيد العراق»، مشيرة الى امكانية قيام بعض الدول غير الاعضاء في أوبك بزيادة الانتاج. لكن ادارة معلومات الطاقة سلمت بان أسعار النفط الاميركي قد تتجاوز 30 دولارا للبرميل اذا أوقف العراق شحنات النفط ولم ترفع دول أخرى انتاجها لتعويض السوق عن هذه الكمية. وقال ديف كوستيلو الاقتصادي بالادارة «من الصعب البت في هذا الامر بسبب كثرة المتغيرات. اذا لم يتم تعويض التوقف العراقي لمدة 30 يوما فمن المحتمل جدا ان ترتفع الاسعار عن 30 دولارا لفترة وجيزة».

*وكالة الطاقة تهون من شأن القرار

* قال روبرت بريدل المدير التنفيذي لوكالة الطاقة الدولية امس ان قرار العراق وقف صادرات النفط لمدة شهر احتجاجا على الاجتياح الاسرائيلي للضفة الغربية لا يمثل خسارة كبيرة للسوق العالمية. وقال بريدل للصحافيين «انه امر مؤسف ولكنها ليست كمية ضخمة.سبق ان رأينا خسائر من العراق من قبل في ظروف مختلفة. ولم يكن رد فعل السوق حادا على ذلك».

وقال ان وكالة الطاقة الدولية التي تمثل 25 بلدا صناعيا من مستوردي النفط يمكن ان تدفع بامدادات من مخزونات الطوارئ في حال حدوث نقص حاد. غير انه استطرد قائلا «اننا نتوقع من المنتجين ان يقوموا بالرد الاول لانهم يقولون دائما انهم حريصون على سمعتهم كموردين يعتمد عليهم». واضاف «لدينا بالفعل القدرة على الرد على ذلك ولكننا نتوقع من منتجي النفط ان يهتموا في المقام الاول وسنعطيهم وقتا ليقوموا بذلك».

* وزير الماني: ارتفاع الأسعار يضر باقتصادنا

* قال وزير الاقتصاد الالماني فيرنر مولر ان ارتفاع اسعار النفط بسبب الازمة في الشرق الاوسط قد يضر بانتعاش الاقتصاد الالماني ويزيد من التضخم. وبلغت اسعار النفط اعلى مستوى لها منذ ستة اشهر الاسبوع الماضي عندما وصل سعر البرميل الى 28 دولارا بسبب مخاوف من ان يؤدي تصاعد العنف في الشرق الاوسط الى وقف امدادات النفط لكنها تراجعت بعدما تحركت واشنطن لمحاولة تهدئة هذه المخاوف. وقال مولر لرويترز في ساعة متأخرة اول من امس اثناء زيارة الى سلطنة عمان أن ارتفاع اسعار النفط سيضر الاقتصاد الالماني بالتأكيد. حتى ينتعش الاقتصاد نريد ان نرى انخفاض اسعار النفط عن الاسعار السائدة حاليا كأن يصبح السعر 25 دولارا للبرميل.

وقال الوزير الالماني ان ارتفاع اسعار النفط من شأنه ايضا ان يؤدي الى زيادة معدل التضخم في المانيا وأن يقلل من النمو بها في العام الحالي. ومضى يقول «اتوقع تضخما بنحو اثنين في المائة او اقل قليلا هذا العام في حالة بقاء اسعار النفط عند نحو 25 دولارا».

وتوقع مولر ان تبلغ نسبة النمو هذا العام واحداً في المائة على الاقل اذا لم تزد اسعار النفط عن 30 دولارا للبرميل. وتابع «سيتلقى النمو عندنا ضربة اذا وصلت الاسعار الى 30 دولارا للبرميل. ومع ذلك فان اسعار الطاقة مرتفعة في الوقت الراهن في المانيا».