تزايد الطلب على الريال السعودي في سوق الصرف المصرية وتوقعات بصعوده مجدداً أمام الجنيه

TT

اعترف مسؤولون مصرفيون وأصحاب شركات صرافة مصرية بتزايد معدلات الطلب على الريال السعودي خلال الأيام القليلة الماضية. وتوقعوا أن يستمر الطلب المتزايد على الريال خاصة مع بداية موسم العمرة بعد أسبوعين وسعي شركات السياحة لتدبير احتياجاتها اللازمة لتغطية نفقات رحلات العمرة التي تنظمها، الأمر الذي قد يؤدي لصعود قيمة الريال السعودي أمام الجنيه المصري مجدداً ليتجاوز 125 قرشاً في البنوك وشركات الصرافة وأيضاً انتعاش تداوله في سوق الصرف غير الرسمية ليصل الى 135 قرشاً. كما أشارت شركات الصرافة الى أن المعروض من الريال السعودي حالياً يقل عن اجمالي المعروض من خلال نفس الفترة من العام الماضي وأن الطلب عليه زاد بنحو 15% مقارنة بمعدلات الطلب في المواسم السابقة. وحذروا من تكرار أزمة الريال السعودي الموسمية التي تصل إلى ذروتها في موسمي عمرة رمضان والحج.

ونفى مستشار البنك المركزي محمد البربري وجود مضاربة على الريال السعودي، موضحاً أن ارتفاع أسعار الريال يحدث بشكل موسمي مع بداية العمرة والحج حيث يزداد الطلب عليه لتلبية احتياجات المعتمرين والحجاج الذين تزداد أعدادهم سنوياً، مؤكداً أن أزمة الموسم الماضي وصعوبة الحصول على الريال السعودي دفعتا الأفراد وشركات السياحة لتأمين احتياجاتهم من هذه العملة مبكراً، الأمر الذي أدى لزيادة الطلب عليها في هذا التوقيت غير المعتاد. وأوضح أن المعروض من الريال السعودي سيتحسن خلال الفترة المقبلة مع تدفق السياحة السعودية لقضاء أجازة الصيف في مصر، متوقعاً أن يحدث توازن بين العرض والطلب خلال هذه الفترة. كما أشار الى أن تزامن ارتفاع الريال مع مشكلة الدولار لا يعني وجود علاقة بينهما. علاوة على أن الريال ليس من العملات الرئيسية المكونة لسلة النقد الأجنبي في مصر وبالتالي فإن زيادة الطلب على الريال لا تمثل ضغطاً على موارد الدولة من النقد الأجنبي وارتفاعه لا يؤثر على هذه الموارد.

ومن جهته صرح رئيس شعبة شركات الصرافة المصرية محمد حسن الأبيض بأن متوسط تداول الريال السعودي في شركات الصرافة المصرية انخفض بشدة وأصبح لا يتجاوز 25 في المائة مما كان عليه في السنوات الماضية نتيجة التراجع الحاد في المعروض منه بسبب انخفاض حجم انفاق السياحة السعودية في مصر وحرص السياح على استبدال العملة في السعودية قبل السفر لمصر، فضلاً عن تفضيل معظم السياح للتعامل بالدولار وليس بالريال. وأضاف أن تهدئة سعر الريال والحيلولة دون صعوده مجدداً خلال الأشهر القليلة المقبلة تتطلبان سعي شركات السياحة لتدبير احتياجاتها من مواردها الذاتية، خاصة في ضوء عجز البنوك عن توفير هذه العملة بالقدر الكافي. محذراً من أن تراجع المعروض في ظل الطلب المتنامي سيفتح الباب مبكراً أمام مضاربات واسعة على الريال.

وقال الخبير المصرفي الدكتور محسن الخضيري إن الطلب على الريال السعودي حالياً أقل منه أثناء موسم العمرة الذي سيبدأ بعد أسبوعين، إلا أن التراجع الواضح في العرض هو الذي أعطى انطباعا بتزايد الطلب. واضاف أن الأزمات المتكررة لسوق صرف الريال السعودي في مواسم العمرة والحج باتت أمراً غير مقبول. وطالب بوضع حلول عاجلة وحاسمة منها تخفيف الشروط التي تضعها البنوك أمام العميل للحصول على الريال وبسقف محدد لا يفي باحتياجاته.